القمة العربية تفتتح بعد قليل ودمشق تعزو غياب بعض الزعماء للضغوط الاميركية !


بدأت في العاصمة السورية دمشق يوم أمس السبت القمة العربية العشرين، بمشاركة 11 زعيما عربيا وغياب 9، عزت سوريا عدم مشارکتهم الى ضغوط اميركية.

وناقش المجتمعون التوصيات التي رفعها وزراء الخارجية العرب بما فيها العلاقات "العربية ـ العربية" والخطة العربية لحل الازمة اللبنانية والاوضاع في فلسطين والعراق والسودان والصومال.

وتعقد القمة بمقاطعة لبنان وغياب الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي قرر تمثيل بلاده عبر مندوبها في الجامعة العربية.

كما يغيب الرئيس المصري حسني مبارك الذي قرر تمثيل مصر على مستوى وزير دولة للشؤون القانونية، بينما اعلن الاردن ان الملك عبد الله الثاني سيغيب عن القمة، مکتفيا بتمثيل منخفض المستوى، وهو ما اعلنته البحرين ايضا، فيما ارسل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح نائبه.

ومن بين المشاركين في القمة بالاضافة الى الدولة المضيفة، الرئيس السوداني عمر البشير والجزائري عبد العزيز بوتفليقة والليبي معمر القذافي والتونسي زين العابدين بن علي والموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله واتحاد جزر القمر أحمد محمد عبد الله سامبي والإماراتي خليفة بن زايد آل نهيان والفلسطيني محمود عباس، والامير القطري حمد بن خليفة آل ثاني والكويتي جابر الأحمد الصباح.

وحول غياب بعض القادة العرب، اکد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان "الولايات المتحدة احتارت في ممارسة الضغوط على هذه القمة"، معتبرا ان "الضغط ليس على کل قمة، ولکن على قمة دمشق، والسبب ان الولايات المتحدة لا دخل لها في جدول اعمال هذه القمة وما يصدر عنها من قرارات".

واضاف: "فهمنا من الوفود التي حضرت حجم الضغوط التي تعرضت لها"، لافتا الى ان "القادة الذين حضروا حضروا بارادتهم".

وکانت الولايات المتحدة دعت الدول العربية الى التروي قبل اتخاذ قرار المشارکة في القمة.

كما أعرب المعلم عن أسفه لتدخل الرئيس الفرنسي نيکولا سارکوزي في الشؤون العربية، وقال: "من المؤسف ان نرى ان سارکوزي دخل في جوقة المعارضين لقمة دمشق وسمح لنفسه بان يتدخل في شکل مباشر بالشؤون العربية".

وأضاف "نحن لا نسأل من يحضر قمم الاتحاد الاوروبي من القادة ولا نتدخل في هذه القمم".

وقلل المعلم من أهمية غياب بعض القادة لافتا الى أن متوسط حضور القمم منذ انشائها يتراوح بين اثني عشر وأربعة عشر رئيس دولة.

وفي جانب آخر من حديثه، دعا المعلم بعض الاطراف اللبنانية الى الكف عن تحميل الآخرين مسوؤلية مشاكلهم، وطالبهم بحل الأزمة اللبنانية بأيديهم. واتهم المعلم جزءا من قوى السلطة بالانصياع الى الولايات المتحدة وفرنسا.

وجاءت تصريحات المعلم قبل أن يحمل رئيس الحکومة اللبنانية فؤاد السنيورة سوريا المسؤولية الرئيسة عن احتدام الأزمة السياسية اللبنانية.

وخلال كلمة وجهها السنيورة مساء الجمعة الى اللبنانيين والمسؤولين العرب عشية انعقاد القمة العربية في دمشق، قال السنيورة إن الحكومة امتنعت عن المشاركة في القمة نظرا لخلو كرسي الرئاسة، متهما دمشق بتعطيل انتخاب رئيس جديد للبنان وعرقلة المبادرة العربية،كما طالب بعقد اجتماع خاص لوزراء الخارجية العرب في أقرب وقت ممکن لمعالجة الأزمة في العلاقات السورية اللبنانية.

في هذه الأثناء وصل وزير الخارجية الايراني منوتشهر متكي أمس الجمعة الى العاصمة السورية دمشق للمشاركة في القمة العربية.

وفي مؤتمر صحافي عقده فور وصوله أشاد متكي بالدبلوماسية السورية التي نجحت بعقد القمة معربا عن أمله في تحقق الاهداف التي عقدت لأجلها.

وشدد متكي على أهمية القمة العربية وقال: أن "قمة دمشق تستمد أهميتها من كونها تعقد في ظرف حساس تشهد فيه المنطقة أكثر من ملف ساخن يحتاج الى حل كالأزمة في لبنان والأوضاع في فلسطين والعراق.

وفي هذا السياق رفع وزراء الخارجية العرب مجموعة توصيات للقمة تتعلق بآلية التعامل مع مبادرة التسوية العربية وتحديد العقبات التي تعترضها بالاضافة الى العلاقات العربية-العربية، ودعم جهود الجامعة العربية لمعالجة الأزمة الرئاسية في لبنان.

ووجه رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية رسالة إلى القمة العربية في دمشق، دعا فيها إلى دعم المبادرة اليمنية، وتشكيل لجنة عربية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتصحيح الأوضاع في الضفة وغزة استنادا لاتفاقات مكة المكرمة والقاهرة وصنعاء.

ودعا هنية القادة العرب إلى رفض ما سماها التدخلات الأجنبية التي قال إنها تسعى لوضع فيتو على المصالحة الفلسطينية، مشددا في الوقت نفسه على الاستعداد "لكل متطلبات الوحدة الوطنية".

كما طالب هنية بدعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه سوف "يتعامل بجدية مع تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة مع فتح المعابر ورفع الحصار".