النعي الرسمي للرئيس حافظ الأسد


النعي الرسمي للرئيس حافظ الأسد



أذيع في في الساعة السادسة من مساء 10 حزيران (يونيو) 2000


بسم الله الرحمن الرحيم


"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم



أيها الأخوة المواطنون،


أيها العرب في كل مكان،


القيادتان القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، مجلس الشعب، مجلس الوزراء، القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، المنظمات الشعبية، النقابات المهنية، أبناء الراحل العظيم: بشار، ماهر، مجد، بشرى، آل الأسد ومخلوف ينعون إلى الأمة العربية والشعب العربي السوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس الجمهورية الرئيس القائد حافظ الأسد.


ففي صباح يوم الثامن من ربيع الأول 1421 الموافق للعاشر من حزيران 2000 ميلادية، قضى الله تعالى أمره، فغيّب الموت قائداً قل مثيله وحكيماً قل نظيره. اليوم أيها السوريون والعرب، غاب القائد الصامد دفاعاً عن حقوق الأمة والوطن.. غاب القائد الذي شمخ بقيمه ومثله وسياسته ونهجه، غاب القائد الذي كافح أكثر من نصف قرن من أجل عز العرب ووحدة العرب وحرية العرب وصيانة كرامتهم واستعادة حقوقهم.


غاب القائد الذي صارع الأعاصير الهوجاء، فما لانت قناعته ولا ضعفت شجاعته ولا ضاقت بصيرته ولا اهتزت قناعاته، فكان الأشجع باتخاذ القرار، والأقوى في مواجهة أعداء الأمة وخصومها، والأعطف في حب الناس.


اليوم هوى الكوكب الذي أنار سماء سوريا والعرب أكثر من ثلاثة عقود، فأعطى من عقله وجسده وقلبه، وكابد لترتفع راية الأمة، وجاهد وكافح وصبر وتحمل من أجل وطن آمن مزدهر عزيز وقوي.


كان حافظاً للعهد، عهد حب الوطن والكفاح من أجل استرداد حقوق الأمة... رفع شأنها وكان أسداً في مواجهة الملمات والصعاب والعواصف... كان جندياً مقاتلاً مؤمناً بأن لا قيمة للحياة دون وطن عزيز حر موحد، وكان رئيساً مدركاً مسؤولياته في بناء الوطن وتوفير متطلباته وتحرير أرضه المحتلة. كان أباً في حبه لمواطنيه، يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم.


فقدنا اليوم يا أخوتي الأخ والرفيق والصديق والأب والقائد والمعلم... فاليوم يوم الحزن والأسى في كل بيت، في كل مدرسة وجامعة ومصنع ومزرعة ومتجر... الحزن في كل قلب، قلب كل رجل وامرأة وطفل. وأما الذي غاب، فكان قطعة من الفؤاد، وسيبقى في تراثه وإنجازاته وفكره وسلوكه كوكباً يضيء، ليس لهذا الجيل فحسب، إنما للأجيال القادمة.



سلام عليك أيها الرئيس القائد.



سلام عليك أيها الرفيق المناضل.



سلام عليك أيها المثل في الصدق والوفاء والعمل والكفاح.



"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". صدق الله العظيم.



"إنا لله وإنا إليه راجعون".