ضابط مصري نشر كتاب "عشان ما تنضربش على قفاك"، يهرب إلى أمريكا عقب تعرضه لمضايقات ومطاردات أمنية !

بعد تعرضه لمضايقات ومطارادات أمنية إثر نشره كتاب "عشان ما تنضربش على قفاك"، هرب الضابط السابق بالشرطة المصرية العقيد عمر عفيفي إلى الولايات المتحدة الأمريكية خوفا على حياته بعدما قامت قوات الأمن المصرية بمداهمة منزله بفرقة كاملة من الشرطة المصرية، وتتبع خطواته في أي مكان يذهب إليه من قوات مباحث أمن الدولة.
  
وقد قال عمر عفيفي لصحيفة الدستور المصرية قبيل سفره إلى أمريكا إنه "في طريقه للسفر إلى أمريكا بعد أن تلقى تحذيرات مؤكدة من بعد أصدقائه من قيادات الداخلية تفيد بأنه صدر فيما يشبه التوصيات التي اتخذت لهجة القرار بضرورة التنكيل به وعدم تركه في راحة".
  
ولفتت الصحيفة المصرية إلى أنها تأكدت من وصول العقيد عفيفي إلى نيويورك عبر اتصال هاتفي معه، وذكرت أن "منزل عفيفي بحي الدقي تعرض في غيابه إلى مداهمة وتفتيش من قبل فرقة كاملة تابعة لأمن الدولة".
 
وفي هذا السياق أوضح عفيفي للصحيفة أنه: "خلال الأسبوع الماضي ظلت سيارتان ملاكي تطارداني أينما ذهبت.. إحداهما سيارة موديل فيات 128 بيضاء اللون.. تحمل أرقام 147978 ملاكي جيزة، والأخرى تحمل أرقام 14010، بالإضافة إلى دراجة بخارية".
  
واعتبر عفيفي أن وزارة الداخلية "قد توحشت وأصبح أسهل شيء بالنسبة لها التخلص من الخصوم، إما بالاعتقال أو القتل؛ ولذلك فالخروج من مصر هو الحل الوحيد".
 
وناشد عفيفي زملاءه وأصدقاءه وقراءه من خلال الصحيفة "عدم اعتباره هاربا تقديرا للظروف الإنسانية التي عاشها خلال الأيام الأخيرة"، وقال إنه ترك أولاده الخمسة وزوجته في شقته بالدقي، ولم يستطع اصطحابهم معه، مشيرا إلى أن الظروف خدمته بسبب وجود تأشيرة زيارة قديمة للولايات المتحدة لم تنته بعد.
  
وكان عفيفي قد تقدم ببلاغ يوم 9-4-2008، للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، ضد وزير الداخلية ورئيس مباحث أمن الدولة ورئيس مباحث المصنفات، وذلك احتجاجاً على مصادرة كتابه من مكتبات عديدة دون وجه حق أو سبب، بحسب صحيفة "المصري اليوم".
  
وأكد عفيفي في البلاغ الذي يحمل رقم 6668/2008 أن الكتاب بمجرد تداوله بالمكتبات نفدت منه 50 ألف نسخة خلال 10 أيام، ولديه تعاقدات بـ300 ألف نسخة، مشيراً إلى أن ما حدث يعد "إساءة لسمعة مصر في الداخل والخارج، كما يمثل إساءة للنظام نفسه، فالكتاب مسجل رسميًّا بدار الكتاب برقم 7088.
  
وعمر عفيفي الذي سبق له تأليف 10 كتب قد أكد في وقت سابق لقناة فضائية عربية " إن كتابه المصادر يوجه نصائح بسيطة بلهجة عامية للمواطن العادي يشرح فيها كيف يتعامل مع الشرطة وما هي حقوقه مثل :" كيف تتصرف لو حد من الشرطة وقفك ولو قالك انا مباحث، وتعمل ايه لو كمين شرطة حاول يفتشك او لو جالك بيتك، تعمل ايه لو الضابط فتش مراتك او بنتك ، او طلب تقلع هدومها علشان يفتشها، أو لو خد حد من البيت بدل الشخص المطلوب لغايه مايسلم نفسه، إيه عقوبة عدم حمل بطاقة شخصية".
  
يذكر أن عفيفي تقاعد من جهاز الشرطة علي رتبة مقدم بعد أن خدم في عدة أماكن حساسة بينها مباحث القاهرة والأمن المركزي والعمليات الخاصة ووصل إلى منصب مأمور سجن الادارة العامة للمباحث، وهذا ما يضاعف من أهمية كتبه خاصة فيما لو أقدم على كتابة مذكراته التي قد يروي فيها تفاصيل عمله السابق.
  
وتشكل كتابة ضباط الشرطة لمذكراتهم الشخصية ظاهرة جديدة في مصر رغم ما يتعرض له أصحابها من ضغوط أمنية وملاحقات قضائية لهم ومصادرات لكتبهم، لعل ابرزها مذكرات العميد محمود قطري التي حملت عنوان " اعترافات ضابط في دنيا الذئاب " ومذكرات العميد ممدوح البطران التي حملت عنوان " يوميات ضابط في الأرياف " التي كتبها علي نهج الرواية الشهيرة لتوفيق الحكيم "يوميات نائب في الأرياف" وطالت الاثنين ملاحقات قضائية مازلت منظورة أمام القضاء حتى الآن.