عباس انتقدها وأعلن أن الصواريخ عبثية تؤذي شعبنا...حماس تلوح بكسر الحصار على غزة...كارتر: يجب إشراك سورية وحماس في أي اتفاق سلام في المنطقة !

شدد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر على ضرورة إشراك سورية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أي اتفاق سلام مستقبلي.

وقال كارتر أمس الإثنين في مؤتمر لرجال الأعمال عقد قرب مطار بن غوريون الإسرائيلي «اعتقد أنه من المهم للغاية أن تشارك حماس وسورية في أي اتفاق نهائي مرجو في هذه المنطقة».
وأكد كارتر: «سألتقي بكافة الفصائل الفلسطينية، وأعلم أن ذلك أمر مثير للجدل».
وسارع البيت الأبيض إلى التنديد بعزم كارتر على الالتقاء بمسؤولين في حركة حماس وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وشدد على أن كارتر لا يمثل الولايات المتحدة.
وتعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي حركة حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية في 2006 وتسيطر على غزة منذ حزيران الماضي، منظمة إرهابية.
وشدد كارتر على أنه يقوم بجولة تقصي حقائق في المنطقة، إلا أنه أعرب عن أمله في أن يكون لجولته تأثير ايجابي على عملية السلام.
وقال أمام مئات من رجال الأعمال: «رغم أنني لا ألعب دوراً في المفاوضات أو جهود الوساطة، إلا أنني آمل في أن نتمكن من دفع الفلسطينيين جميعاً إلى وقف إطلاق النار والتحرك نحو العدل والسلام».
وقد بدأ الرئيس الأميركي الأسبق كارتر جولته الشرق أوسطية بإسرائيل وسط تجاهل واضح من قبل الزعماء السياسيين هناك على حين تحدثت مصادر أميركية عن خرق «غير مسبوق» بين جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) والاستخبارات الأميركية. في تلك الأثناء، تسعى السلطة الفلسطينية للتوصل لتهدئة في قطاع غزة منتقدة تلويحات حماس باجتياح الحدود مع مصر لكسر الحصار.
وقالت مصادر أميركية: إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفضت مساعدة ضباط أميركيين يحرسون كارتر خلال زيارة تجاهله خلالها زعماء إسرائيليون وذلك إثر نيته لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في سورية وكذلك وصفه السياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة بأنها «نظام فصل عنصري» في كتاب صدر عام 2006.
وكان كارتر الحاصل على جائزة نوبل للسلام الذي توسط في أول معاهدة سلام وقعتها إسرائيل مع مصر عام 1979 اجتمع مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس يوم الأحد ولكن القيادة السياسة تجاهلته بمن في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. كما رفضت إسرائيل طلب كارتر الإفراج عن مروان البرغوثي أحد قادة الانتفاضة الفلسطينية المحتجز الذي ينظر إليه على أنه خليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وذكرت مصادر أميركية قريبة من الأمر أن جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) الذي يساعد في حماية كبار الشخصيات الزائرة والذي يشرف عليه مكتب أولمرت رفض لقاء رئيس فريق حراسة كارتر التابع للاستخبارات الأميركية أو مساعدة الفريق كما هو متبع خلال مثل هذه الزيارات. على حين وصف مصدر آخر هذا التجاهل بأنه خرق «غير مسبوق» بين شين بيت والاستخبارات الأميركية التي توفر الحراسة لكل الرؤساء الأميركيين الحاليين أو السابقين وكذلك للقادة الإسرائيليين عندما يزورون الولايات المتحدة.
وعلى حين يقوم كارتر بجولته في إسرائيل تبذل السلطة الفلسطينية جهوداً كبيرة بمساعدة القاهرة للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، بحسب ما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس منتقداً في الوقت نفسه تهديد حماس باجتياح الحدود مع مصر.
وأعرب عباس عقب ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في رام اللـه بالضفة الغربية «عن قلقه» مما يجري في قطاع غزة من حصار للناس واجتياحات مستمرة، «وصواريخ عبثية تطلق بين الفينة والأخرى، لأنها تسهم في إيذاء شعبنا وضرره، وفي زعزعة الأمن هناك» مؤكداً أن السلطة تبذل «جهوداً خارقة مع الأشقاء المصريين من أجل ترتيب هدنة، بحيث تتوقف كل الأعمال في غزة وعلى غزة، حتى تفتح المعابر ويتمكن المواطن من العيش حياة كريمة».
واستنكر عباس تلويحات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باجتياح حدود مصر مع قطاع غزة مؤكداً أنه «لن نقبل إطلاقاً بأن تواجه مصر وعملها الطيب الذي تقوم به بهذا الإنكار الذي يحاول البعض توجيهه لمصر».
وكانت حركة حماس أكدت في وقت سابق أمس أنها ستعمل على «كسر الحصار» المفروض على غزة «بكل الوسائل والخيارات» داعية إلى فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر على حين أفاد مصدر قريب من الأجهزة الأمنية المصرية أن مصر تستعد لتعزيز تدابيرها الأمنية عند الحدود مع القطاع. ووجهت الحركة في بيان صحفي دعوة إلى «جماهير شعبنا للمشاركة بقوة في جميع الفعاليات التي تدعو إليها الحركة لفضح الجريمة ورفض الحصار».
وفي الوقت الذي نفت فيه حماس وجود أي تقدم في مفاوضات التهدئة الفلسطينية - الإسرائيلية التي تتوسط فيها القيادة المصرية، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن عباس طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال لقائهما الأحد بالتجاوب مع الجهود المصرية لتثبيت التهدئة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وكان عباس، الذي يستعد للقيام بجولة في روسيا والولايات المتحدة لدفع عملية السلام، قد أبلغ الحكومة خلال اجتماع أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي التقاه الأحد أبدى استعداده للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة من خلال الوساطة المصرية، «بعد تحقق بعض الشروط»، بحسب ما نقل عنه وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي.
وتمثلت شروط أولمرت في «وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، والتزام جميع الفصائل الفلسطينية في غزة بهذا الأمر، ووقف جميع أنواع التهريب التي تتم عبر الحدود المصرية مع قطاع غزة»، بحسب المالكي.
وعلى حين وصلت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة إلى شفير الهاوية فتحت مصر أمس معبر رفح البري لدخول 20 مصاباً فلسطينياً في الهجوم الإسرائيلي الذي شهده قطاع غزة مؤخراً ليتم علاجهم بالقاهرة، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية مصرية.
وأكد معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة المقالة، في تصريحات وزعت على الصحفيين، أن عدد المرضى الذين تم السماح لهم بمغادرة قطاع غزة لاستكمال علاجهم بالخارج عبر معبر رفح ومعبر بيت حانون ايرز 37 حالة مرضية مشيراً إلى أن «هناك صعوبات وتحديات تواجه المرضى خصوصاً في ظل عدم وجود سيارات تقوم بتوصيلهم إلى حاجز بيت حانون «ايرز»، ولمعبر رفح الحدودي، إلا إننا نقوم بكل جهدنا لتوصيلهم إلى المعبر، علماً بأن سيارات الإسعاف نفد منها الوقود».
في ذلك الوقت، قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس تقديم 10 ملايين شيكل (نحو ثلاثة ملايين دولار) مساعدات فورية للعائلات الفلسطينية اللاجئة المعدمة في قطاع غزة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.
وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي والمتحدث باسم «أونروا»: إن تلك المساعدات ستقدم إلى الفئات الأكثر فقراً في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة التي يقدر عددها بـ 100 ألف عائلة بواقع مئة شيكل لكل فرد من أفراد العائلة الذين يعانون من تدهور كبير في الأوضاع المعيشية في قطاع غزة والانهيار الواسع الذي يعاني منه الاقتصاد الفلسطيني وازدياد نسبة البطالة وانعدام فرص العمل.