بوش ... وخريطة المآرب الإسرائيلية !

 محمدكشك*
لاتخفي الإدارات الأمريكية, بل وتعلن على رؤوس الأشهاد دعمها للكيان الصهيوني, وهكذا مع استمرار الادعاء ( الفاضح والواضح بكذبه) العمل لإحلال السلام في المنطقة!!.

ومن أوراق الالتزام الأمريكي تجاه هذا الكيان الغاصب للأرض العربية, والفاعل والمؤثر في القرار الأمريكي, تأكيد الرئيس بوش يهودية إسرائيل, وتجديد التزامه بأمن إسرائيل ودعوته الفلسطينيين إلى تفكيك ما سماه البنى التحتية للإرهاب, وعلى توقيع اتفاق سلام لن يكون قائماً إلا على الاعتراف بيهودية إسرائيل وعاصمتها القدس!! فهل هذه دعوة من أكبر رئيس دولة للفلسطينيين بتوقيع اتفاق سلام عادل مع عدوهم, أما أنها ضغوط وإملاءت ودفع لهم للإذعان للأمر الواقع. إن الاعتراف الأمريكي بيهودية إسرائيل عقبة جديدة كأداء على طريق سلام الشرق الأوسط. وعلى مدى عقود طويلة, ظل الخطاب الأمريكي تجاه العرب والمسلمين قائماً على الحض على الأفعال دون الأقوال, لكن الرئيس بوش لا يلزم اليوم ولا غير اليوم إسرائيل بأن تفعل أكثر مما تقول وذلك حين تعلن أنها ستقوم بإزالة المستوطنات تلبية لدعوة أمريكية, دون أن تفعل بل وتبني المزيد منها. وعلى الطرف الآخر تبقى الدعوات الأمريكية بدورها مجرد أقوال لا تتبعها أفعال لجهة إلزام إسرائيل بتفكيك هذه المستوطنات , ومن جهة ثانية يقول الرئيس الأمريكي : بالتزام بلاده بخريطة الطريق و لكن خريطة الطريق تشهد كل يوم تعديلات وترقيعات جديدة لمصلحة الكيان الصهيوني, وآخر هذه التعديلات هو ما تضمنته من اعتراف أمريكي صريح بيهودية إسرائيل, تلك هي خريطة الطريق الأمريكية الواجب على الفلسطينيين الالتزام بها بالكامل ,ومعناها أن القدس عاصمة لإسرائيل وفق التعريف الأمريكي بيهودية إسرائيل, ومعنى ذلك أن مؤتمر (أنا بوليس للسلام) كان مجرد تظاهرة سياسية وحلقة من حلقات الابتزاز الأمريكي تجاه قضية الشرق الأوسط, وتوطئة لإعلان مبادىء أمريكية جديدة في المنطقة, كذلك ضمن مفارقاته يقول بوش للفلسطينيين:إن الأمم المتحدة فشلت في حل قضيتكم (خلال زيارته لرام الله مؤخراً) لكن لم يوضح لهم كيف فشلت الأمم المتحدة, بينما الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي بأسره يعرف أن من أفشل مهمة الأمم المتحدة في حل القضية الفلسطينية على امتداد تاريخها الطويل,لم يكن سوى الولايات المتحدة وإسرائيل, فهنالك مئات القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن تدين إسرائيل وتلزمها بتنفيذ قرارات لمصلحة الفلسطينيين, ضربت بها عرض الحائط بسند أمريكي صريح ومغالاة لا تنقطع, وهناك عشرات (الفيتو) حق النقض الأمريكي لجأت إليه الولايات المتحدة في مجلس الأمن لإحباط كل مسعى دولي بإجماع كامل يهدف لوقف العدوان الإسرائيلي, واستخدام إسرائيل المفرط للقوة العسكرية بحق الشعب العربي في المناطق المحتلة, بما في ذلك القنابل المحرمة والإبادة الجماعية للأبرياء والعزل, وانتهاجها لسياسة الاستيطان وسياسة الأرض المحروقة حين تنسحب انسحاباً جزئياً. هل بعد ذلك كله يثق المجتمع الدولي بالادعاء الأمريكي المزعوم لحل قضاياه بصورة عادلة دون ( ا لكيل - ليس بمكيالين فقط ) بل بعدة مكاييل?! وهكذا تعدل الولايات المتحدة بالتعاون مع الكيان الصهيوني خريطة الطريق- كيفما تشاء- حتى تتواءم مع الأهداف والمصالح والمؤامرات الأمريكية الصهيونية !!.‏