يا ( ابو الغيط) لماذا لا تكسر أيدي الذين يطلقون النار على المصريين في رفح؟

بقلم : وليد رباح
سكتنا قبل اكثر من شهر على تصريح السيد ابو الغيط وزير خارجية جمهورية مصر

  العربية عندما قال بملء فمه انه سيكسر ارجل الفلسطينيين الذين يجتازون الحدود للبحث عن الطعام نتيجة الحصار الظالم الذي تفرضه قوات الاحتلال على غزة .. وقلنا ربما كانت ( زلة لسان ) مثل زلة الرئيس الامريكي عندما قال ان الحرب على العراق او على الارهاب او كما قال هي حرب صليبية .. وقلنا ربما كانت زلة لسان ايضا .. ولكن الصحافة المصرية او جزء منها .. تلك التي ترتبط ارتباطا مباشرا بالسلطة المصرية .. وبالحزب الوطني بالذات .. ما تزال تشن حملات تضليلية وسافلة بل وحتى قذرة ضد الفلسطينيين لانهم اجتازوا الحدود للبحث عن الطعام .. مرسلة جملة من التضليلات والكذب المفضوح الذي يجعلنا نتوقف عند قراءتها .. 

فالاشاعات التي رددتها الصحف حول القبض على فلسطينيين قد اجتازوا الحدود وهم يحملون السلاح والمتفجرات للقيام باعمال تخريبية في مصر ثبت كذبها وعدم دقتها .. ونحن نتحدى السلطة المصرية ان تذكر اسما واحدا ( غير مفبرك ولا ينفذ تعليمات ضباط مباحث امن الدولة) قد نوى او فكر القيام بذلك .. بل على العكس .. فالسلطة المصرية تحتفظ بالكثير من الفلسطينيين في سجونها  لاتفه الاسباب .. وتقوم بتعذيبهم وحبسهم في مطاراتها وحدودها لمجرد انهم فلسطينيون ربما كانوا يحملون فكرا مغايرا عما تطرحه سلطة مصر الرسمية .. ومن قاموا باجتياز الحدود قاموا بذلك برضى السلطة المصرية نتيجة ضغط شعبي مصري لكي تسمح بذلك .. وكلنا يعرف ان الشعب المصري هب بكامله للوقوف الى جانب الفلسطينيين المحاصرين وقامت السلطات المصرية في كثير من الاحوال باعادة المساعدات والقوافل التي قدمها الشعب المصري رغم احتياجه لاخوتهم الذين اجتازوا الحدود ..

                        ولم يطلب الفلسطينيون الذين اجتازوا الحدود منة او معونة من مصر الرسميه .. بل قاموا وخلال ايام معدودات بدفع كافة مدخراتهم وبالدولار ثمنا للطعام والشراب والكساء الذي دفعوه من دماء اطفالهم لكي يعيش الاطفال الباقون ببعض اليسر بعدا عن الفاقة والموت جوعا .. ولم تقم السلطات المصرية الرسمية بفتح الحدود امام جحافل الجائعين الا بعد ان تأكدت ان منعهم يعني ان يثور الشعب المصري العظيم ضد تصرفاتهم المخجلة .. وهكذا فتحت الحدود وقام المسؤولون الفلسطينيون والمصريون معا بعقد اجتماعات متواصلة لتنظيم عملية الدخول والخروج من المعبر .. ولم يقم اي فلسطيني بعدها باجتياز الحدود لا باوامر مصرية ولا باوامر فلسطينية الا وفق ما اتفق عليه .

                        ولقد روجت مباحث امن الدولة جملة من التضليلات البستها ظلما لاولئك الذين قاموا باجتياز الحدود.. فاخرجت مسرحيات مفضوحة منها ان النقود التي بيع بها الطعام مزوره .. ومنها ان الفلسطينيين كانوايحملون السلاح عند اجتيازهم الحدود .. ومنها ايضا ان الجائعين قد اتوا لممارسة الدعارة .. وكأنى بمصر ( ام الدنيا) تستقبل الجائعين لا لتطعمهم .. بل لتقدم لهم النساء هدية على صبرهم وجلدهم ومقارعتهم الاحتلال .. أي عقل يقبل بهذا ايها البلهاء .. وهل تظنون ان الشعب العربي بكامله يصدق تلك الخرافات التي تطلقونها لتشويه سمعة اناس يموتون في كل يوم الف مرة .  

                        ولقد ظنت السلطة المصرية الرسمية ان الشعب المصري في رفح والعريش وصحراء سيناء سوف يلبي طلبات السلطة بان لا تستقبل الفلسطينيين في بيوتها.. ولكن الشعب المصري الرائع الذي يقف الى جانب اخوته في المحن قام باستضافة المئات منهم في بيوتهم وقدموا لهم الطعام والماء والكساء وفي كثير من الاحوال كانت تلك الاحتياجات تبرعا دون مقابل .. مما اثار حفيظة السلطة .. وجعلها تهدد وتتوعد  على لسان وزير خارجيتها بكسر ايدي وارجل الفلسطينيين الذين يجتازون الحدود بحثا عن الطعام ..

                         والفلسطينيون الذين اجتازوا الحدود يعلمون جيدا مدى قمع وجلافة السلطة المصرية الحاكمة .. فلم يقوموا بمخالفات يمكن ان تسجل عليهم مستقبلا .. بل كانوا في كثير من الاحوال يشترون الطعام ثم يغادرون ثانية الى ( الموت ) الفلسطيني القادم .. وفضلوا الموت في بلد محاصر على ان يمن عليهم ابو الغيط وامثاله بانه انقذهم من موت محقق .. مع ان ابو الغيط والعديد من امثاله ممن يستغلون قوت الشعب المصري .. قاموا ومن خلال عملائهم التجار بضخ الكثير من البضائع الى حواف المعبر لكي يستفيدوا من الدولارات التي دفعت من قبل الفلسطينيين والتي كانت تباع بضعف سعرها .. وكونوا ثروة لا بأس بها من وراء ذلك .. من خلف ظهر الشعب المصري الذي كان يظن انه يقدم خدمة جلى للمحاصرين .. فاذا بالكروش قد انتفخت .. والجيوب قد امتلأت .. والملايين قد زادت في جيوب اولئك المنتفعين المجرمين الذين يباهون بكسر ارجل اللائذين باخوتهم .. في وقت يطلق الحراس الاسرائيليون الذين يقبعون على الحدود النيران على الشرطة المصرية وتقتل منهم الكثير .. ولا يجرؤ ابو الغيط وامثاله بان يقول بانه سوف يكسر ايدي واصابع الاسرائيليين الذين يطلقون النار على ابناء مصر .. وانما لا يستطيع جنابه ان يشتم (الحمار) فيشتم البرذعه .. او كما قيل يريد ان يكون رجلا فقط على من لا يحملون السلاح ويتغاضى عمن يحملونه ويعتدون على الناس الابرياء على اطراف الحدود المصرية الفلسطينية .

                        وبدلا من ان يكسر المذكور الاصابع والايدي والارجل .. عليه اولا ان يفتح ملف الالاف من اخوتنا الاسرى المصريين الذين قتلهم الجيش الاسرائيلي في صحراء سيناء بعد ان استسلموا وجردوهم من ملابسهم وسلاحهم وداسوا على اجسادهم بالدبابات .. الا يحرك ذلك ساكنا لدى ابو الغيط .. وهل فيه من المروؤة والرجولة لكي يقوم بفتح هذا الملف وهو وزير خارجية لاكبر دولة عربية يمكن ان تحدث تغييرا اذا ما ارادت في هذا الملف .. ولكن ابو الغيط وشلته لا يريدون ذلك .. وقد نسوا وتناسوا الدم المصري الذي اريق في سيناء من قبل جنود اسرائيل واستقوى على الجائعين الذين يريدون الماء والطعام للعيش .. انها مفارقة عجيبة وغريبة .. ولكننا لا نستغرب ذلك .. فمصر التي اوقفت كافة الغزوات عبر التاريخ .. التي مرت على الوطن العربي كان بها رجال حكام .. اما اليوم فان فيها اشباه رجال يقومون بالدعارة السياسية امام الكاميرات سبا وشتما وتعهيرا ولا يستطيعون شيئا الا من خلال الاوامر الامريكية والاسرائيلية التي تكبلهم ..

                          وللحقيقة .. فان للقاهرة عبر حكامها مطلق الحرية والحركة في ان تؤيد جهة فلسطينية على الاخرى .. لا تريد ان تتعامل مع حماس فليكن .. وتريد التعامل مع السلطة الفلسطينية فليكن ايضا .. ولكنها يجب ان تضع في اعتبارها ان الشعب المصري والشعب الفلسطيني كلاهما ( ونعتقد ذلك جازمين ) انهما من طينة واحده .. فهم يتكلمون نفس اللغة نفس الاحاسيس ونفس المشاعر ونفس الدين سواء كانوا مسلمين او مسيحيين .. ونفس الافكار .. حتى انهم يقرأون في قرآن وانجيل واحد لا اختلاف فيه او عليه .. اما ابو الغيط وامثاله .. فانهم يقرأون الكتب التي تصدرها واشنطن وتل ابيب ولا يفهمون غيرها .. وعندهم الاستعداد الكافي لان يريقوا ماء وجوههم الى جانب الدماء التي تراق من الجانب الضعيف تنفيذا لتلك الكتب والاوامر التي تصدر  اليه او اليهم .. ولا يتوانوا عن ارتكاب الموبقات والحديث التافه امام الفضائيات في سبيل ان يظلوا بيض الوجوه امام ادارة امريكية جائره .. وصلف اسرائيلي  متعجرف ..

                         ان ما تكتبه بعض الصحف المصرية بايعاز من السلطة .. حول هذا الامر مخجل ومجحف ورذيل .. فلم تبحث هذه الصحافة التي تنطق باسماء حكام عفى عليهم الزمن عن الحقيقة .. وانما قامت وتقوم بتوجيه الاتهام تلو الاخر لاناس يريدون لمصر كل العزة والكرامة .. ولكن الذين لاعزة لهم في داخل مصر لا يريدون ان تأتي حتى النصائح من جهة غير مصرية .. وغير رسميه .. وغير نابعة من افكار قديمة مهترئة من طرف الحزب الحاكم في مصر .. والا فكل تلك النصائح هباء ..
 

                        اننا ونحن نكتب هذه الكلمة .. ندرك مدى المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة .. وندرك مدى ان يحرق قلبه على اطفاله وهم يتضورون جوعا .. ولكني انصحهم .. بان الموت الذي ينتظرونه عليهم ان يستقبلوه بترحاب من الطرف الاسرائيليي لانه العدو .. وعليهم ان يحذروا من الموت على ايدي ابو الغيط وامثاله من حكام مصر .. فالموت على يد العدو مفخرة .. ولكن الموت على يد من يدعي الصداقة خزي وعار وجريمه ..

                         ايها الفلسطينيون .. اذا كان الاعراب من حكام مصر جائرون .. ويهددون بكسر عظامكم .. فليكسر هذا العظم على ايدي القوات الاسرائيلية .. فهو اشرف لكم .. ولسوف يكتب التاريخ خزيا وعارا لاولئك الذين يظنون انهم يخدمون الشعب المصري او يخدمون مصر عندما يصرحون بكلمات سافلة منحطة لكي يأتوا الى واشنطن املا في بعض الفتات الذين يزيد اموالهم ملايين اخرى .. وانا لله وانا اليه راجعون .