عام الخيبات في إسرائيل!

عن ألترنانيف أنترناسيول


ترجمة: منير الموسى في مقال له في الثاني من نيسان الجاري كتب يقول:

احتفالات شتى في كل أصقاع العالم ستقيمها (إسرائيل) لمناسبة سنوية إنشائها الستين, وسترتكز على إغفال مزدوج لأمرين, ما يجعل من هذه الاحتفالات مرفوضة على الصعيد الأخلاقي:‏

أولاً: تتجنب هذه الاحتفالات أن تذكر أمراً مريعاً وهو أن إنشاء (إسرائيل) لم يكن ممكناً لولا مصادرة أراضي السكان العرب الأصليين والاستيلاء عليها وتشريد الشعب الفلسطيني وتحويله إلى شعب لاجىء, فقيامها مرتبط جوهرياً بذلك.‏

ثانياً: تمجيد قيام (إسرائيل) بمعزل عن الحديث عن الفلسطينيين شأنه شأن الحديث عن قيام الولايات المتحدة دون ذكر الأميركيين الأصليين, وهذا تزوير للتاريخ وتخاذل أخلاقي, ثم إن هذه الاحتفالات تقام في الوقت الذي تنتهك فيه إسرائيل بشكل منهجي القواعد الأساسية للقانون الدولي, والحقوق الإنسانية التي تؤكدها محكمة العدل الدولية.‏

فلا تاريخ قيام إسرائيل, ولا سلوكها الحالي, يعطيانها سبباً وجيهاً كي تحتفي بذكرى تأسيسها, أو أن يخولاها بأن تكون ضيف شرف في صالون الكتاب الدولي في باريس أو غيرها.‏

لقد علت نداءات كتاب عرب وغير عرب تسوغ مقاطعة صالون باريس تحت عنوان أن إسرائيل (ضيفة عارٍ) أو خزي.‏

ومقاطعة (إسرائىل) هناك من عدم مقاطعتها ليسا قرارين يرتكزان على مبدأ, إنهما مسألة تكتيك تخضع لمعيار واحد:‏

كيف يمكن سلوك أنجع السبل وأجداها لكشف حقيقة (إسرائىل) ثم عزلها على الساحة الدولية?‏

يقول وارشاوسكي: أنا شخصياً, لدي موقفان بشأن مقاطعة محتملة لصالون الكتاب في باريس, أولاً: قررت ألا أحضره مع تأكيدي أن خيار عدم المقاطعة الذي اختاره بعضهم ليس خطأ, وخياري الأولي هذا حذا حذوه أشخاص مؤيدون للمقاطعة كلياً مثل أميرة شاس, وإيال سيفان, ويال ليرر وآخرون, وعندئذ عزمت على أن أبدي رأيي فأشارك فيه ولا أندم البتة على قراري.‏

والنشاطات التي نظمها مناهضو الاستعمار الإسرائيلي على موقع صالون الكتاب في باريس. وفي الخارج, لقيت في مختلف أشكالها نجاحاً كبيراً, وحصل النجاح على مرأى آلاف الناس الذين جال في خاطرهم أن المقاطعة ستكون قاصرة,وقد احتوت النشاطات على بدائل وخيارات مثلت النقطة الحرجة الوحيدة لمهرجان الكتاب في باريس المؤيد (لإسرائيل) تأييداً مطلقاً, ولقيت صدى كبيراً.‏

وبدلاً من هدر الوقت الثمين في تقويم حسنات المقاطعة ومثالبها, التي قلت عنها إنها مسألة تكتيك, يجدر بحركة التضامن مع الشعب الفلسطيني, في جميع بلدان العالم, أن تحدد هنات الحضور السياسي والاقتصادي والثقافي الإسرائيلي وتقيمها, وأن توحد جهودها لإبراز نقاط ضعفها واستغلالها لعزل (إسرائيل) كلياً في الساحة الدولية, وفاعلية نشاطات حركة التضامن يجب أن تكون هي الكلمة الفصل وهي الاستراتيجية للوقوف مع الشعب الفلسطيني.‏

خلال الأشهر العشرة القادمة, ستنظم آلة الدعاية الإسرائيلية مهرجانات عديدة احتفالاً بسنوية تأسيس (إسرائيل) الستين, وكي نحاصر هذه الدعاية في العالم برمته, ينبغي علينا رفع صوتنا قوياً كي يسمع:‏

(لا شيء يستحق أن يحتفى به, بل ثمة الكثير مما يجب فعله من أجل إصلاح ما دمرته ستون عاماً من الممارسات الإسرائيلية).‏