المسار الخاطئ!!

هيرالد تريبيون

ترجمة: حكمت فاكه
 
وفقاً لاستفتاء أجرته صحيفة نيويورك تايمز وشبكة CBS الإخبارية, تبين فيه أن المستفتين الأميركيين غير راضين وغير مقتنعين, بل وساخطون على (المسار الخاطئ) التي تنتهجه سياسية الإدارة الأميركية الحالية,

وقال 81 بالمئة من المستجوبين: إنهم يعتقدون أن الأمور تسير على نحو خطير أكثر من أي وقت مضى, وأكبر دليل على ذلك الانخفاض الكبير في شعبية الرئيس بوش التي أظهرتها الانتخابات الأخيرة مع الديمقراطيين,ولم يرض عن أداء إدارة بوش الحالية سوى 19 بالمئة من المقترعين.‏

وعلى الرغم من أن حالة الرأي العام الأميركي تزداد ظلاماً, وتوقع في النفس الكآبة منذ بداية الغزو الأميركي للعراق, فقد اتخذت هذه الحالة منعطفاً جديداً نحو الأسوأ خلال الأشهر القليلة الماضية بفعل تدهور الاقتصاد الأميركي بشكل ملحوظ لم يشهده من قبل, ويوجد الآن إجماع وطني يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية تواجه مشكلات خطيرة,والأغلبية الساحقة تقريباً لكل مجموعة سياسية وديمغرافية, سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية, رجالاً ونساء, خريجي جامعات معاهد وطلاب مدارس, سكان مدنيين أو ريفيين, الجميع يقول بأن الولايات المتحدة الأميركية تسير بالاتجاه الخاطئ.‏

وفي هذا الإطار, يقول 75 بالمئة من المستجوبين إن البلاد أسوأ بكثير منذ ما قبل خمس سنوات,وقال فقط 4 بالمئة منهم إن الأمور جيدة, لكن السخط والاستنكار وعدم الرضا لا يزال يسود الرأي العام بسبب الانكماش والانخفاض الاقتصادي, والأميركيون قلقون جداً بسبب تدني نمو مدخراتهم المالية والشخصية, كما أوضحت الاستطلاعات أن أغلب الأميركيين يلومون مسؤولي الإدارة الأميركية أكثر من لومهم للبنوك والمصارف لهذه الأزمة.‏

وقال 40 بالمئة إن من يجب لومه هم منظمو الإدارة الأميركية للعقارات وليسوا المعترضين أو المقترضين.‏

وفي إجابتهم الواضحة والمفضلة للأزمة التي تعصف بهم, عرضت الأغلبية الشعبية الساحقة منهم قائلة: إنهم لا يريدون من الحكومة أن تساعد البنوك في التخلص من الأزمة إذا كانت الإجراءات لا تساعد في الحد من الركود الاقتصادي.‏

وهذا ما جعل الاقتصادي -ساندي هيلر- الذي يعمل في جامعة كولورادو الأميركية يقول في مقابلة بعد الاستطلاعات: (إن ما تعلمته من العلوم الاقتصادية أن السوق لا تسير دائماً بشكل مرض, لكن على الحكومة أن تساعد شعبها عندما ترى خللاً يجري هنا أو هناك, وهذا ما يسهل سير الأمور في الاتجاه الصحيح), وأضاف قائلاً: توجد مليون طريقة لصرف الحكومة للأموال بشكل أفضل.‏

ولعل المشكلة التي تؤرق الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ على حد سواء هي مشكلة الإسكان, فقد انخفضت أسعار البيوت بشكل كبير وملحوظ, ما أدى إلى تشويه سوق العمل الطبيعي للأميركيين وهذا ماجعل هؤلاء صراحة يطالبون الحكومة بمساعدة مالكي البيوت الذين يواجهون خطر عدم استرداد عقاراتهم المرهونة.‏

وقال 25 بالمئة من المستفتين إنه يتوجب على الحكومة مساعدة مالكي البيوت, الذين ترتفع نسب فوائدهم بشكل ملحوظ.‏

والآن يحاول الكونغرس أن يجد خطة من نوع ما كما يقول -جيمس تيربر- مدير مركز الكونغرس والدراسات الرئاسية في جامعة أميركية لإيجاد حل اقتصادي ملائم يلبي حاجات الأميركيين, ويؤكد أنه على بوش أخذ زمام المبادرة, ولا تزال لديه الفرصة ليظهر بأنه المؤيد من حزبه ويجب عليه حل مشكلات الأميركيين الذين يريدون رئيساً لهم الآن.‏

لكن على ما يبدو فإن بوش عاجز عن حل أي مشكلة, ويقف حائراً أمام إيجاد حلول للمشكلات المستعصية.‏