شلت يمين القتلة : عماد مغنية في ذمة الله  :

ترجل الفارس أخيراً ، ترجل البطل الوطني اللبناني عماد مغنية ( الحاج رضوان ) في اغتيال جبان بدمشق قامت به أجهزة المخابرات الصهيونية الأمريكية والتي أعلنت عن استهدافه منذ سنوات طويلة . الحاج رضوان القائد العسكري لحزب الله يمثل حالة نادرة من القيادات العسكرية الفذة والعبقرية ، ويعود الفضل في هزيمة إسرائيل تموز 2006 إلى هذا القائد الكبير . يتسم سلوك الرجل وتكتيكه العسكري في مواجهة العدو بذكاء ملفت ، كما أن سلوكه الشخصي كقائد يتميز بالنبل والتواضع والحكمة ، ولا شك أن فقد هذا الرجل يمثل خسارة فادحة لحزب الله وللمقاومة الوطنية والإسلامية عموماً .
هو من مواليد 7 ديسمبر عام 1962 وهو لبناني من أصل فلسطيني ومعروف بانتمائه لحركة المقاومة الفلسطينية سابقاً ويتهم من جانب العديد من الدول الغربية وخاصة أمريكا بتفجير العديد من مقرات القوات الغازية للبنان بعد عام 1982 ، كما يتهم بالعديد من العمليات خارج لبنان ضد مقرات إسرائيلية ، وأعلنت الولايات المتحدة عن جائزة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يرشدها إليه أو يغتاله . إن رحيل هذا القائد في هذا التوقيت وفي ظل التهديدات الإسرائيلية بالرد على هزيمتها والاحتقان الداخلي ربما تكون له تبعات خطيرة ودامية ، ولا أظن أن حزب الله سيقف مكتوف اليدين تجاه هذه الضربة الموجعة .
وفي المقابل فان نجاح العدو الصهيوني في الوصول للرجل وفي دمشق بالذات يدل على تخطيط وترصد طويل وعلى وجود مساعدة من الداخل كون الرجل شديد الحرص في تحركاته وغير معروف للكثير من الناس بما في ذلك أعضاء وكوادر حزب الله ، ولم يكن يعرف العديد منهم أن القائد الحاج رضوان هو ذاته عماد مغنية .
إن سقوط الشهداء لا يفت في عضد المناضلين أو حركات التحرر والأحزاب الثورية كحزب الله الذي بني على مؤسسات تنتظم بشكل محكم ومدروس ليس لمواجهة قوى داخلية بل لمواجهة إسرائيل القوة الأكبر في المنطقة حسب تعبير قيادات كثيرة من حزب الله .
إن الغضب الذي يجتاح النفس والعقل بعد سماع الخبر له ما يبرره ، ذلك أن أي نجاح للعدو في الغدر بمقاوم أو جهادي سواء كان قيادياً أو عادياً وفي عاصمة عربية يمثل ضربة موجعة لنا ودليل غير طيب على اختراقات يجب أن تعالج بسرعة ، ويكون الأمر أكثر سوءاً حين يكون المستهدف شخص بحجم ووزن القائد الكبير الشهيد عماد مغنية .
إننا نقدم العزاء لحزب الله ولقائده سماحة الشيخ حسن نصر الله كما العزاء والتبريك لكل الشعب اللبناني بكل طوائفه .
إن فقدان أمثال هذا القائد الكبير والشجاع سيقوي شوكة المقاومة وحزب الله وهو في الوقت الذي يؤلمنا ويحزننا فانه يعزز قناعات كل صاحب عقل ووجدان وطني بأهمية مواجهة العدو الصهيوني موحدين وأن اتجاه السهام والبنادق يجب أن يكون إلى صدر العدو ، كما يعزز قناعاتنا نحن المقتنعين بهذا أن المرونة مع عدونا والتساهل معه لا يقدم أي خدمة للمواجهة المحتدمة معه منذ عقود بل يزيده غطرسة وتوحشاً .
لروح الشهيد الحاج رضوان نستمطر شآبيب الرحمة وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ، ولحزب الله ولذويه ولكل لبناني ، ولكل حر شريف في هذا العالم الصبر والسلوان بفقد هذا الرجل الكبير .