"حزب الله" يتهم إسرائيل باغتيال أحد أبرز قادته بتفجير في دمشق

 
أكد "حزب الله" اللبناني الأربعاء 13-2-2008، اغتيال عماد مغنية، أحد أبرز قادته العسكريين والأمنيين، في تفجير سيارة مفخخة وقع مساء الثلاثاء في قلب العاصمة السورية دمشق.

واتهم الحزب إسرائيل بالوقوف خلف الاغتيال، إلا أن الأخيرة امتنعت عن التعليق، وإن احتفت صحافتها بخبر "تصفية الحساب" مع مغنية، الذي وصفته بأنه "أخطر إرهابي في الشرق الأوسط منذ 30 عاماً".


وبدأ الحزب بتقبل التعازي باغتيال مغنية عند الساعة الثانية من بعد ظهر الأربعاء في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، على أن يتم التشييع في الوقت والمكان عينه بعد ظهر الخميس.

أما قرية طيردبا الجنوبية، مسقط رأس مغنية، فقد ارتدت ثوب الحداد، ورفعت الأعلام الصفراء الخاصة بحزب الله وصور امين عام الحزب حسن نصرالله في كل مكان, فيما سيطرت أجواء من الحزن والتوتر. وانصرف سكان البلدة إلى الاستماع إلى قناة "المنار" التابعة لحزب الله، زالتي تبث تكرارا بيان حزب الله وآيات قرآنية.

وقال رئيس بلدية طير دبا حسين سعد إن مغنية هو "أعلى قائد عسكري في حزب الله"، مشيرا إلى أن شقيقين له قتلا في السابق أيضا في عمليتي تفجير, وهما "فؤاد وجهاد في 1984".

بيان الحزب

وقال الحزب في البيان الذي بثّه تلفزيون "المنار" التابع له، ما نصّه "بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان بركب الشهداء الأبرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وفي شوق شديد للقاء الأحبة، قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الإسرائيليين الصهاينة".

وأضاف: "لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاما إلى أن اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جداً، وأن دماء الشهداء القادة كانت دائما وأبدا ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى كما حصل سابقا مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما".

وختم البيان "عند الله نحتسب شهيدنا الكبير ونعاهد روحه الطاهرة أننا سنواصل طريقه الجهادي حتى تحقيق النصر الكامل انشاء الله. كما نتقدم من عائلته الشريفة وإخوانه المجاهدين والمقاومين جميعا بالتبريك لنيله هذا الوسام الإلهي الرفيع وبالعزاء لفقد هذا القائد الحبيب والعزيز".

إسرائيل: لا تعليق

وامتنعت إسرائيل، التي اتهمها الحزب بالضلوع بالاغتيال، عن التعليق على الخبر، وقال مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت "لم نصدر بيانا حول هذا الأمر". كذلك رفضت أوساط وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الذي ينهي زيارة رسمية إلى تركيا, بدورها الادلاء باي تعليق حول اغتيال مغنية.

وفي إسرائيل قطعت محطات التلفزيون والإذاعة برامجها فور إعلان مقتل مغنية ووصفته بأنه "أخطر إرهابي في الشرق الأوسط منذ 30 سنة". وعنونت صحيفة يديعوت احرونوت الاوسع انتشارا في الدولة العبرية "تمت تصفية الحساب: عماد مغنية تمت تصفيته في دمشق".

وترى وسائل الإعلام الإسرائيلية بمجملها أن حزب الله قد يثأر لهذا الاغتيال. واشارت المحطة الثانية للتلفزيون الخاصة إلى أن التدابير الأمنية حول السفارات والقنصليات الإسرائيلية ستعزز خشية تعرضها لهجمات.

من هو مغنية؟

عماد مغنية، الملقب بالحاج رضوان، هو أحد أهم المسؤولين العسكريين والأمنيين، كما يرجح أن يكون مسؤولاً عن العمليات الخارجية في الحزب. وهو من مواليد 7 ديسمبر 1962، والتحق بالحزب عام 1983. ولا يُعرف الكثير عن مغنية،

خاصة وأنه يعيش متخفياً منذ الثمانينيات، لكونه مطلوب في 42 دولة. كما كان ملاحقاً من قبل الانتربول، للاشتباه بمشاركته في الهجوم على مركز يهودي في الارجنتين اوقع 85 قتيلا ونحو 300 جريح في يوليو 1994 في بوينس ايرس.

ويقول الإسرائيليون إنه متورط ايضا في خطف جنديين إسرائيليين في يوليو 2006.

وتتهمه وسائل الإعلام الغربية بأنه خطط ونفذ عمليات خطف طائرات ورهائن وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت في 1983. كما تتهمه واشنطن بخطف مسؤول الاستخبارات الأمريكية في بيروت وليام باكلي في 1984.

ويأتي اسم مغنية على رأس قائمة للمخابرات الأمريكية تضم 22 اسماً، مع جائزة بـ 25 مليون دولار لمن يدل عليه، وهي جائزة ارتفعت من 5 ملايين دولار بعد أحداث سبتمبر.