إلى متى الانحياز الغربي?!

 غالب حسن محمد
كثيرة هي الانتقادات الحادة التي باتت تتعالى حيال التغيرات الواضحة والتي طرأت على السياسة الأوروبية مؤخراً تجاه السياسات الإسرائيلية, حيث يرى كثير من المحللين السياسيين بمن فيهم اليهود أنفسهم أن هذا الانحياز الواضح في السياسة الأوروبية سوف يعود بالضرر على المصالح الأوروبية.

لا تزال مواقف الرئيس ساركوزي مثلاً منذ مجيئه إلى رأس السلطة في فرنسا تشكل مفاجأة بالنسبة لكثير من المحللين الغربيين, هذه المواقف التي جاءت مخالفة لمواقف سلفه الرئيس جاك شيراك, كذلك المواقف الأشد انحيازاً من قبل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والتي كان آخرها ما فعلته في رحلتها للدولة العبرية في آذار الماضي, تلك المواقف التي لاقت انتقادات واسعة لدى أغلب المحللين والسياسيين الألمان, حيث وصفوها بالانحياز التام للكيان الصهيوني, الأمر الذي سوف يلحق الضرر بالمصالح الألمانية ويضر بسمعة ألمانيا في العالم العربي.‏

جاءت هذه الانتقادات الحادة من خلال ندوة عقدها الحزب اليساري الألماني في برلين مؤخراً وذلك في الوقت الذي يصادف مرور ستين عاماً على قيام إسرائيل.‏

وقد جاء رفض البعض الآخر للحديث عن الدولة اليهودية باعتبار أن اليهودية مثل المسيحية والإسلام عبارة عن ديانة وليست عرقاً قومياً.‏

ومما جاء خلال الندوة تأكيد إحدى الحاضرات أن نتيجة هذه المواقف الآن هو الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون جراء ما سمي بالجرائم التي قامت بها النازية تجاه اليهود.‏

من خلال ما تقدم نستطيع القول إن ألمانيا ومنذ إعلانها وتضامنها مع (إسرائيل) لم تكن في يوم من الأيام وسيطاً محايداً في الصراع العربي الصهيوني, بل على العكس من ذلك ,لقد أثبتت السياسة الألمانية من خلال مواقفها الأخيرة انحيازها التام لمصلحة الطرف الصهيوني في الصراع.‏

وبالرغم من التأكيد الألماني تجاه اليهود بسبب الهولوكوست إلا أن ذلك لا يسوغ للسيدة ميركل هذا الانحياز, بل من المفروض على ألمانيا مراعاة مصالحها في الشرق الأوسط والتي تقتضي وحسب قدرة ألمانيا الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومحاولة كبح جماح الاعتداءات الصهيونية المتتالية وعدم تكرار المحرقة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.‏

ولم يقتصر الانحياز على بعض المواقف السياسية الأوروبية بل تعداه ليشمل موقف مفوضة الاتحاد الأوروبي هذه المرة حيث أعلنت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد (بينيتا فيريرو) أن إسرائيل أقرب للاتحاد الأوروبي من أي وقت سابق, والعمل جار وبوتيرة عالية لتطوير العلاقات بين الطرفين للتوصل إلى (وضع خاص) أكثر من العلاقات مع أي دولة أخرى على شواطىء المتوسط.‏

ورغم تأكيد خبراء المفوضية الأوروبية مسؤولية إسرائيل عن العنف في الشرق الأوسط وقيامها بانتهاكات واضحة وصريحة لحقوق الإنسان, وذلك بفرض الحصار والعقوبات على الشعب الفلسطيني, الأمر الذي يعتبر مخالفة صريحة وواضحة للقانون الدولي.إلا أن ذلك كله لم يمنع من اشتراك وزير الخارجية الألماني ووزيرة الخارجية في الكيان الصهيوني من تشكيل فريق عمل لإشراك إسرائيل في تنفيذ سياسات الاتحاد الأوروبي.‏

من أهم الانتقادات تلك التي جاءت على لسان (هنري سيجمان) المدير التنفيذي السابق لمجلس اليهود الأمريكيين وذلك ضمن مقاله على صفحات جريدة ( زود دويتشه) الألمانية ,حيث انتقد فيه الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل بشدة بزعم أنه بسبب ذنب الهولوكوست ينبغي التغاضي عن كل تصرفات إسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني, الأمر الذي يضر بالأوروبيين والصهاينة على حدٍ سواء.ولا شك أن الفارق الهائل بين قوة المحتل والاحتلال في مقابل الشعب الأعزل تسوغ ولا تفاجئ قضم إسرائيل لمزيد من الأراضي الفلسطينية, لكن المفاجىء حسب رأي سيجمان هو الصمت الدولي, حيث إن المجموعة الدولية تتصرف كمالو أن إسرائيل هي الضحية التي يمارس ضدها العنف من قبل المحتلين. وهذا ما يسوغ لها تطبيق قانون الغابة.‏

ولطالما استمرت إسرائيل وهي تعتقد أنها ستنجح من خلال إضاعة الوقت في تغيير الحقائق على الأراضي, وطالما قبل المجتمع الدولي مزاعم الكيان الصهيوني فإنه لن يكون هناك أي نجاح لعملية سلام في المنطقة.‏

لا تزال مواقف الرئيس ساركوزي مثلاً منذ مجيئه إلى رأس السلطة في فرنسا تشكل مفاجأة بالنسبة لكثير من المحللين الغربيين, هذه المواقف التي جاءت مخالفة لمواقف سلفه الرئيس جاك شيراك, كذلك المواقف الأشد انحيازاً من قبل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والتي كان آخرها ما فعلته في رحلتها للدولة العبرية في آذار الماضي, تلك المواقف التي لاقت انتقادات واسعة لدى أغلب المحللين والسياسيين الألمان, حيث وصفوها بالانحياز التام للكيان الصهيوني, الأمر الذي سوف يلحق الضرر بالمصالح الألمانية ويضر بسمعة ألمانيا في العالم العربي.‏

جاءت هذه الانتقادات الحادة من خلال ندوة عقدها الحزب اليساري الألماني في برلين مؤخراً وذلك في الوقت الذي يصادف مرور ستين عاماً على قيام إسرائيل.‏

وقد جاء رفض البعض الآخر للحديث عن الدولة اليهودية باعتبار أن اليهودية مثل المسيحية والإسلام عبارة عن ديانة وليست عرقاً قومياً.‏

ومما جاء خلال الندوة تأكيد إحدى الحاضرات أن نتيجة هذه المواقف الآن هو الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون جراء ما سمي بالجرائم التي قامت بها النازية تجاه اليهود.‏

من خلال ما تقدم نستطيع القول إن ألمانيا ومنذ إعلانها وتضامنها مع (إسرائيل) لم تكن في يوم من الأيام وسيطاً محايداً في الصراع العربي الصهيوني, بل على العكس من ذلك ,لقد أثبتت السياسة الألمانية من خلال مواقفها الأخيرة انحيازها التام لمصلحة الطرف الصهيوني في الصراع.‏

وبالرغم من التأكيد الألماني تجاه اليهود بسبب الهولوكوست إلا أن ذلك لا يسوغ للسيدة ميركل هذا الانحياز, بل من المفروض على ألمانيا مراعاة مصالحها في الشرق الأوسط والتي تقتضي وحسب قدرة ألمانيا الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومحاولة كبح جماح الاعتداءات الصهيونية المتتالية وعدم تكرار المحرقة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.‏

ولم يقتصر الانحياز على بعض المواقف السياسية الأوروبية بل تعداه ليشمل موقف مفوضة الاتحاد الأوروبي هذه المرة حيث أعلنت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد (بينيتا فيريرو) أن إسرائيل أقرب للاتحاد الأوروبي من أي وقت سابق, والعمل جار وبوتيرة عالية لتطوير العلاقات بين الطرفين للتوصل إلى (وضع خاص) أكثر من العلاقات مع أي دولة أخرى على شواطىء المتوسط.‏

ورغم تأكيد خبراء المفوضية الأوروبية مسؤولية إسرائيل عن العنف في الشرق الأوسط وقيامها بانتهاكات واضحة وصريحة لحقوق الإنسان, وذلك بفرض الحصار والعقوبات على الشعب الفلسطيني, الأمر الذي يعتبر مخالفة صريحة وواضحة للقانون الدولي.إلا أن ذلك كله لم يمنع من اشتراك وزير الخارجية الألماني ووزيرة الخارجية في الكيان الصهيوني من تشكيل فريق عمل لإشراك إسرائيل في تنفيذ سياسات الاتحاد الأوروبي.‏

من أهم الانتقادات تلك التي جاءت على لسان (هنري سيجمان) المدير التنفيذي السابق لمجلس اليهود الأمريكيين وذلك ضمن مقاله على صفحات جريدة ( زود دويتشه) الألمانية ,حيث انتقد فيه الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل بشدة بزعم أنه بسبب ذنب الهولوكوست ينبغي التغاضي عن كل تصرفات إسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني, الأمر الذي يضر بالأوروبيين والصهاينة على حدٍ سواء.ولا شك أن الفارق الهائل بين قوة المحتل والاحتلال في مقابل الشعب الأعزل تسوغ ولا تفاجئ قضم إسرائيل لمزيد من الأراضي الفلسطينية, لكن المفاجىء حسب رأي سيجمان هو الصمت الدولي, حيث إن المجموعة الدولية تتصرف كمالو أن إسرائيل هي الضحية التي يمارس ضدها العنف من قبل المحتلين. وهذا ما يسوغ لها تطبيق قانون الغابة.‏

ولطالما استمرت إسرائيل وهي تعتقد أنها ستنجح من خلال إضاعة الوقت في تغيير الحقائق على الأراضي, وطالما قبل المجتمع الدولي مزاعم الكيان الصهيوني فإنه لن يكون هناك أي نجاح لعملية سلام في المنطقة.‏