قراءة في حوار السيد الرئيس مع صحيفة الوطن القطرية .

 مازن يوسف صباغ
نشرت صحيفة(الوطن) الصادرة في الدوحة - قطر يوم الأحد 27 نيسان (أبريل) حواراً مع السيد الرئيس بشار الأسد أجراه السيد (أحمد علي) مدير عام ورئيس تحرير الصحيفة,

ونشرته بالتزامن وسائل الإعلام السورية والعديد من الصحف اللبنانية والعربية, وقد حظي هذا اللقاء باهتمام عربي وعالمي كبير منذ بدأت صحيفة الوطن بنشر مقتطفات منه يومي الخميس والجمعة قبل أن تنشره كاملاً يوم الأحد.‏

وقد تطرق الحوار الصحفي للسيد الرئيس لأغلب مواضيع الساعة وقضايا المنطقة .‏

> لبنان والمحكمة الدولية: أكد السيد الرئيس في بداية اللقاء أنه فيما يخص عقد صفقة بين سورية والولايات المتحدة الدولة رفض سورية (أن يكون هناك أي صفقة بأي موضوع ليس من عاداتنا أن نقيم صفقات بالسياسة فالقضية ليست عملية بيع وشراء لبضائع القضية قضية حقوق ومبادئ ومصالح دول), وأكد سيادته وجود محاولات لعقد مثل هذه الصفقة وأن الرد كان دائماً (نحن لا نقيم صفقات وموضوع المحكمة لا يعني سورية), ونفى السيد الرئيس وجود أي قلق في سورية من إنشاء محكمة دولية من أجل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مذكراً أن سورية تعاونت مع التحقيق الدولي تعاوناً كاملاً وأن القلق يأتي من تحول المحكمة من أداة لمعرفة الحقيقة إلى أداة سياسية و(هذا سيضر بلبنان قبل أن يضر بسورية و يأتي قلقنا في سورية من أي خلل في لبنان وليس من المحكمة).‏

وبشأن جرائم الاغتيال التي حصلت في لبنان في الأعوام القليلة الماضية ومحاولة البعض تصويرها بأنها عملية انتقام سورية فقد قال السيد الرئيس.‏

السؤال البديهي في هذه الحالة أين مصلحة سورية لكي تقوم بهذا العمل في السياسة لا يوجد انتقام, السياسي الأحمق هو الذي ينتقم في السياسة هناك مصالح لا يوجد عواطف في السياسة علينا أن نفكر ما الذي يحقق مصلحتنا, هذه الأعمال ضد مصلحة سورية أولاً لأن سورية تتهم بها ثانياً لان خلخلة الاستقرار وهو طبعاً الموضوع الأهم سينعكس علينا ونحن سوف ندفع ثمنه).‏

وعن الفراغ الرئاسي في لبنان وعدم انعقاد جلسة لانتخاب رئيس لبناني جديد قال السيد الرئيس المشكلة ليست انتخاب الرئيس ,هي جزء من مشكلة أكبر لها علاقة بانعدام الثقة بين الأطراف اللبنانية والثقة إنما تضمنها المؤسسات والالتزامات المختلفة منها رئاسة الجمهورية ومنها الحكومة ومجلس النواب وقوانين الانتخاب, وبالتالي فالمشكلة في لبنان اليوم ليست مشكلة فراغ رئاسي بل هي مشكلة انعدام الثقة بين الأطراف اللبنانيين.‏

وعن مطالبة سورية بممارسة ضغوطات في لبنان لفرض حل للأزمة أكد السيد الرئيس أن سورية لا تقبل بمبدأ الضغط في تعاملنا مع الأطراف المختلفة لا في لبنان ولا في غيرها .‏

وبخصوص إنشاء علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية أكد السيد الرئيس أنه هو )من طرح هذا الموضوع وليس اللبنانيين أنا طرحته في عام 2005 في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى السوري -اللبناني عندما كان الرئيس لحود والرئيس كرامي والرئيس بري في اليوم الذي وقعنا فيه على انسحاب القوات السورية في آذار قلت لهم أنا أسمع أنه يطرح أحياناً موضوع السفارات الآن القوات السورية ستنسحب قريباً إذا كنتم تعتقدون أن موضوع السفارة ضروري للعلاقة بين سورية ولبنان, فأخبرونا لاحقاً ونحن لا يوجد لدينا مشكلة في هذا الموضوع هكذا بدأ )الموضوع وأشار سيادته أن ما يمنع فتح سفارة سورية في بيروت اليوم هو الحاجة إلى علاقات جيدة بين حكومتين على أساسها يعلن تمثيل دبلوماسي وتفتح السفارة, وبشكل طبيعي إذا كان لديك علاقات سيئة مع دولة تغلق السفارة فكيف تفتح سفارة والعلاقة غير جيدة( وليس كما يدعي البعض بأن سورية لا تعترف بوجود لبنان واستقلاله, وذكر سيادته أن سورية لا تملك سفارات في كثير من دول العالم وهذا لا يعني أنها لا تعترف بوجودها وأنه (عندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية وحكومة تسعى لعلاقة جيدة مع سورية تصبح السفارة شيئا طبيعياً وبديهياً بين أي بلدين).‏

وعن حملة التصريحات المسمومة التي تسعى لتشويه صورة سورية لدى الرأي العام اللبناني والعربي أعرب السيد الرئيس عن اعتقاده (أن جزءاً كبيراً من الرأي العام العربي بعد ثلاث سنوات لم يعد مقتنعا بهذا الكلام, والوضع يختلف مع الرأي العام اللبناني فسورية تعاملت بحذر شديد تجاه حملة التحريض والشحن ضدها من قبل البعض للشعب اللبناني وتعاملت مع الواقع بنظرة ترى )أن ما يحصل هو مؤقت ,سورية ولبنان يعيشان إلى جانب بعضهما البعض في السياسة علينا أن ننظر نظرة أبعد عندما تمر هذه الغيمة العابرة إذا قمنا بعملية رد فعل سيكون من الصعب أن تعود الأمور إلى طبيعتها بين الشعبين ربما لجيل كامل فعلينا أن نستوعب كل هذه الأمور).‏

> القمة العربية: فيما يخص القمة العربية العشرين التي عقدت في دمشق 29-30 آذار 2008 أكد السيد الرئيس أن هذه القمة )أظهرت حقيقة الوضع العربي ,هذه الحقيقة لها جانبان سلبي وإيجابي السلبي هو ما رآه البعض من انقسام موجود ليس جديداً ولكنه أصبح أكثر وضوحاً ولكنها أظهرت جانبا إيجابياً أن هذه المشاركة العربية في هذا الظرف وعلى الرغم من كل هذه الضغوط جيدة هذا يعني أن الوضع العربي ليس سيئاً كما نتصور .‏

وأكد السيد الرئيس أن قمة دمشق كانت ناجحة بغض النظر عن كل الكلام الذي قيل عن ضعف التمثيل وما شاكل ذلك, فالقمة كانت ناجحة لأنه )كان ممنوعاً على العرب أن يلتقوا والتقوا فهذا نجاح, هل كان مطلوب من القمة أن تنفجر من الداخل?... لم تنفجر وهذا نجاح).‏

وكشف السيد الرئيس من خلال هذا الحوار عن كون سيادته سيقوم بجولة عربية من أجل متابعة قرارات القمة العربية وتفعيلها وأن هذه الجولة سيسعى أن تشمل تقريباً جميع الدول العربية دون استثناء بما في ذلك القاهرة والرياض حيث أكد سيادته أنه »لا توجد مشكلة بين سورية وبين الرياض وبين سورية و القاهرة هناك مشكلة من الطرف الآخر لديهم سوء فهم للموقف السوري أما سورية فليس لديها مطالب من هذه الدول نحن نعتبر أنه لا توجد مشكلة معهم هذا الموضوع يعتمد عليهم, أنا أريد أن أزور كل الدول العربية دون استثناء).‏

> مستقبل الحرب والسلام بين سورية وإسرائيل: تحدث السيد الرئيس عن الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل, فالوساطة التركية هي جزء من العديد من الوساطات الموجودة منذ سنين, والوساطة التركية »استمرت من نيسان الماضي حتى نيسان الحالي لمدة عام كامل سعى بها الرئيس أردوغان تحديدا, ولاحقا الرئيس عبد الله غول وكنا نقول لهم نحن لدينا نقاط معينة يجب أن تكون واضحة, أولاً إعلان واضح من قبل أولمرت أنه يريد السلام ثانياً أن يطرح أولمرت مع الوسيط التركي وهو أردوغان بأنه مستعد لإعادة الجولان إن لم يكن مستعداً لإعادة الجولان فلا داعي للحديث عن هذا الموضوع, أتانا هذا الخبر منذ أسبوع عبر اتصال من رئيس الوزراء أردوغان أن أولمرت مستعد لإعادة الجولان, ولاحقاً سمعنا أن أولمرت يقول في تصريح نحن نعرف ماذا تريد سورية وسورية تعرف ماذا نريد).‏

وأكد سيادة الرئيس أن محادثات السلام على المسار السوري لا يمكن تطويرها اليوم بسبب الإدارة الأمريكية الحالية فالمفاوضات المباشرة بحاجة إلى دور راعٍ ولا يمكن أن يكون هذا الراعي سوى الولايات المتحدة, مع كل أسف ولكن هذا أمر واقع, هذه الإدارة لا تمتلك رؤية ولا إرادة لعملية السلام هذه الإدارة لا تمتلك شيئا .‏

وعن الاعتداء الإسرائيلي في شهر أيلول من العام الماضي أوضح السيد الرئيس أن » الغارة كانت على موقع عسكري قيد الإنشاء لماذا أغاروا عليه لا نعرف ما هي المعطيات التي كانت لديهم ولكن هم يعرفون ويرون بالأقمار الصناعية وأغاروا على موقع غير مكتمل ,لم يكن يوجد فيه لا عناصر ولا شيء أي أنه فعلياً فارغ), ونفى سيادته أن يكون هذا الموقع تابعاً لبرنامج نووي سوري متسائلاً: »هل من المعقول أن هناك موقعاً نووياً ليس فيه حماية وليس محمياً بالمضادات? موقع نووي تحت رؤية الأقمار الصناعية في وسط سورية في الصحراء وفي مكان مفتوح! كيف يكون موقعاًَ نووياً والأقمار الصناعية كل يوم ترى كل متر تبنيه وهو يبنى منذ سنوات?).‏

وعن احتمال قيام مقاومة في الجولان شبيهة بالمقاومة اللبنانية في جنوب لبنان قال السيد الرئيس: »إن المقاومة تنشأ عندما لا يكون هناك جيش ولا تقوم المقاومة عندما يكون هناك جيش قادر على الدفاع, في سورية لدينا جيش نظامي له مهمة محددة وهو محتشد بهذا الاتجاه وهو جيش يتطور باستمرار بهدف الدفاع عن الأراضي أو بهدف آخر تحرير الأرض في المستقبل ,فنحن لدينا هدف نقوم به أما الوضع في لبنان يختلف.‏

وعن احتمالات قيام حرب بين سورية وإسرائيل ومدى قدرة سورية على ردع أي عدوان إسرائيلي فقد أكد السيد الرئيس أن سورية لا تسعى للحرب طالما هي تسعى للسلام )وطالما أنه لدينا بعض الأمل في السلام فلا أحد يسعى للحرب.‏

وعن المناورات الإسرائيلية التي تمت مؤخراً قال السيد الرئيس » نحن كدولة ولو كان احتمال العدوان ضئيلاً فنحن نتعامل معه على أنه ربما يكون أمراً واقعاً ,وبالتالي من الطبيعي أن نحضر أنفسنا لعدوان من خلال معرفتنا بالسياسات العدوانية الإسرائيلية).‏

> السياسة الداخلية في سورية: أكد السيد الرئيس على تلازم مكافحة الفساد مع الإصلاح الإداريه فموضوع مكافحة الفساد »بحاجة لمنهجية ولا يتم بالاندفاع والحماس وقضية الفساد ليست ملاحقة الناس وإطلاق النار وإلى آخره, العملية معقدة ومتجذرة وبحاجة إلى معالجة عقلانية هذه المعالجة العقلانية تبدأ من إصلاح النظام الإداري في سورية.‏

وأشار السيد الرئيس إلى أن الفساد أيضاً ليس ثابتاً بل هو يتطور ولذلك فإن مكافحته لا تكون إلا عبر »نظام إداري متطور من الأتمتة إلى معايير اختيار الأشخاص المعايير بحد ذاتها هي علم الموارد البشرية وهو علم قائم بحد ذاته), كما أن عملية التحول الاقتصادي التي تحدث اليوم في سورية هي عامل مؤثر في انتشار ظاهرة الفساد فسورية تنتقل من نظام اقتصادي أو من توجهات اقتصادية عبر العقود الماضية إلى توجهات اقتصادية فرضتها الظروف الدولية الجديدة, بالنسبة لسورية لم يكن لدينا تسويق لم يكن لدينا تخطيط على مستوى المؤسسات في الدولة ولدينا قطاع عام كبير فلابد لهذه التراكمات مع انفتاح الاقتصاد أن تبرز الفساد), كما لا يمكن تجاهل العامل الإعلامي فالحديث في سورية وخاصة من قبل الإعلام - وأنا شجعت الإعلام على كشف هذا الموضوع - أيضاً أوضح الفساد الذي لم يكن واضحاً .‏

وختم السيد الرئيس حديثه عن الشأن الداخلي السوري بالقول: »إن طموحاتنا كبيرة, لا شك أن هناك تقصيراً ولكن لا شك أيضاً أن هناك إنجازاً, أما التقييم الحقيقي فيبقى دائما للمواطن لأنه هو من يعيش المشكلة وهو من تنعكس عليه المشكلة.‏

> الشأن الفلسطيني والخلاف بين السلطة الوطنية وحركة حماس: بشأن الخلاف بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس فالموقف السوري كما جاء على لسان السيد الرئيس: »نحن نحاول في هذا الموضوع أن نكون على مسافة واحدة من الطرفين لأنه لدينا قناعة أن الخلافات والانقسامات بينهما ستستفيد منها إسرائيل .‏

وعن الجهود التي تبذلها سورية كرئيسة للقمة العربية لحل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني بالتعاون مع جمهورية اليمن أشار السيد الرئيس الشيء الرئيس هو عدم إضافة عناصر جديدة للخلاف ,ومن هنا كانت مبادرته إلى عدم إطلاق تسمية جديدة انقلاب أو غيره بل العودة إلى كلمة متفق عليها وهي مشكلة وفيما يتعلق ب »المبادرة اليمنية تحدثت عن مجموعة نقاط أبرزها وأهمها نقطتان تناولتا موضوع الحوار النقطة الأولى هي ما يتعلق بعودة الوضع إلى ما كان عليه والنقطة الثانية أنها قاعدة للحوار.‏

> الشأن العراقي: النقطة الأولى عند الحديث عن الشأن العراقي كانت محاولة الإدارة الأمريكية تصوير الوضع في العراق أنه ساحة صراع عربية إيرانية حيث أكد السيد الرئيس على ضرورة التفاهم العربي الإيراني لا الصراع فإيران دولة موجودة وهي ليست دولة مستجدة في المنطقة ,لها حضارة تقارب الحضارة العربية في العمق في هذه المنطقة وفيها تواصل وفيها فترات صراعات وتوافقات ولكن في الوقت نفسه كانوا معنا في الدول الإسلامية.‏

وأكد السيد الرئيس على حتمية وجود مصالح مشتركة بين العرب وإيران »فيجب علينا أن نبحث عن الأمور التي نتفق حولها ومن ثم نحل بقية المشكلات) ورفض سيادته المنطق الذي يستبدل إسرائيل بإيران كعدوة للعرب وإيران بالولايات المتحدة كسبب للفوضى القائمة في العراق حيث قال: »من المستحيل أن تكون دولة كإيران دولة عدوة وتختلف مصالحنا معها وإسرائيل ليست عدوة ,من المستحيل أن تكون إيران هي مشكلة في العراق وأمريكا هي الحل في العراق وهي أساس المشكلة فيه فهذا النقاش غير موضوعي), فعلى العرب أن يحددوا ماذا يريدون في العراق قبل أن يقولوا أنهم يختلفون مع إيران كما فعلت سورية .‏

وفي الموضوع النووي الإيراني جدد الرئيس بشار الاسد موقف سورية القائل : كل دول العالم لها الحق في الطاقة السلمية نحن ضد أسلحة الدمار الشامل.. نحن ضد أسلحة الدمار الشامل لا إيران ولا إسرائيل ولا غيرها).‏

وعن احتمالات تقسيم العراق وظهور نزعات انفصالية لدى الأكراد قال السيد الرئيس: » نحن ضد الانفصال بالمطلق نعتبره خطراً ليس فقط على العراق على كل المنطقة وعلى الأمن القومي ,في سورية و الشيء تنظر إليه تركيا و الشيء نفسه تراه إيران والدول العربية الأخرى المجاورة كل الدول تتخوف), وأشار سيادته أن هذا الموضوع غير موجود في سورية فالأكراد السوريون هم »وطنيون لا توجد لديهم هذه النزعة) والحديث إنما هو عن تقسيم العراق »بشكل عام سواء بدأت في الشمال أو الوسط أو الجنوب النتيجة واحدة).‏

> مؤتمر السلام في موسكو: أكد الرئيس أنه »لا نجاح في ظل التعنت الإسرائيلي) وأن المؤتمر تواجهه مصاعب إضافية من قبل الإدارة الأمريكية )فلذلك نحن حتى الان لا يوجد أمامنا شيء واضح لكي ندعى التفاؤل مع أننا دعمنا أي مؤتمر يتم في موسكو لمصداقية موسكو بالنسبة لقضية السلام مع العرب ولكن هل سيسمح لها بالنجاح. نحن لا نثق بالإسرائيلي ولا بالأمريكي).‏

> العلاقات بين سورية وقطر: إن العلاقات السورية القطرية كانت لسنوات عديدة نموذجاً )للشكوك بين دولتين عربيتين كعلاقة مليئة بالشكوك غير المبنية على أي أساس مبنية على قيل وقال», لكن اللقاء الصريح والودي بين سيادة الرئيس بشار الأسد وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة في النصف الثاني من عام 2003 في الدوحة والموقف الذي اتخذته قطر بعد الحرب على العراق وفي ذروة الضغوط على سورية قد ساعد في تغيير كلي لشكل العلاقة بين الدولتين.‏

ولكن هذا لا يعني كما يؤكد الرئيس بشار الأسد أن الدولتين متفقتان مئة بالمئة »بالعكس كثيراً ما نختلف ولكن الميزة في العلاقة بيننا وبين قطر أن قطر أولاً تتفهم موقف سورية,ما يهمني في الموضوع هل تسعى قطر في سياستها لمساعدتنا كدولة شقيقة هذا ما تقوم به قطر وهذا ما تقوم به سورية).‏

الجانب الثاني الذي يميز العلاقة بين الدولتين هو رفض سورية »منذ البداية التعامل مع قطر على أساس دولة كبرى ودولة صغرى , نحن لدينا مبدأ بأننا إن لم ننظر إلى بعض كدول عربية على أساس كلنا دول مستقلة وكل دولة لها أهميتها لا يمكن أن تتطور العلاقة).‏

وقد أكد السيد الرئيس أن هذا النوع من العلاقات القائمة على الصدق وتفهم الموقع السياسي والتاريخي للآخر التي تفرض مواقفه هو ما تسعى دمشق إلى تعميمه مع العواصم العربية الأخرى كالقاهرة والرياض وبيروت).‏

من جديد يؤكد الرئيس الأسد على مفاهيم التضامن.. التفاهم.. العمل العربي المشترك (ولاسيما أن سيادته يترأس القمة العربية) على أسس النقاش والحوار للوصول إلى تفاهم والسير على منهج يخدم بالمحصلة الشعوب العربية ومصالحها في الاقتصاد والصحة والثقافة والتعليم... والعيش الكريم‏