ثورة الفيس بوك المصرية!

إيمان عبد المنعم
بالرغم من وجود نحو 20 ناشطا إلكترونيا ممن دعوا إلى إضراب 6 إبريل الجاري في مصر رهن الاعتقال، ومقاطعة قوى المعارضة الرئيسية لإضراب 4 مايو المقبل (الموافق يوم عيد ميلاد الرئيس حسني مبارك)، فإن عدد مؤيديه عبر موقع "الفيس بوك" حتى اليوم الأحد وصل نحو 115 ألف شخص، مقارنة بنحو 70 ألف شخص دعوا لإضراب 6 أبريل.
 
ويفسر حقوقيون إفراج السلطات المصرية عن إسراء عبد الفتاح المعروفة بفتاة "الفيس بوك" (أكبر موقع اجتماعي على شبكة الإنترنت)، واحتجاز باقي المعتقلين بأنها (السلطات) تعتبر هؤلاء المعتقلين "رهائن.. أو كروت إنذار وتخويف لأصحاب دعوات إضراب 4 مايو لإثنائهم عن فكرتهم".
 
وفي الوقت الذي حازت فيه قضية إسراء اهتماما إعلاميا واسعا منذ اعتقالها صبيحة يوم 6 أبريل، وحتى الإفراج عنها مساء 23 من نفس الشهر، يوجد نحو 20 ناشطا إلكترونيا مثلها خلف القضبان.. وقام العشرات من ذويهم مؤخرا بتنظيم اعتصام أمام دار القضاء العالي بالقاهرة، ومحكمة مدينة المحلة الكبرى (شمال) للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم.
 
أم حسام.. فارقت الحياة
 
وبعد اعتصامها لمدة 15 يوما أمام سراي النيابة بالمحلة للمطالبة بالإفراج عن ابنها حسام الذي اعتقل بعد إضراب 6 أبريل سقطت الحاجة عايدة 55 عاما (مفارقة الحياة من الإعياء).
 
حسام ابن الـ19 عاما، والذي بجانب دراسته في كلية التجارة يعمل بأحد مصانع الغزل والنسيج بالمحلة، خرج يوم 6 أبريل الجاري ليتفاعل مع دعوات العمال والناشطين الإلكترونيين بجعله يوما لإضراب عام بكافة أنحاء البلاد، فتم اعتقاله مع نحو ألفين آخرين وفق مصادر حقوقية.
 
ومن أبرز الوجوه الـ 20 التي لا تزال رهن الاعتقال بجانب حسام، كريم البحيري المدون العمالي، وأحمد بدوي، وشادي العدل، وأيمن شوقي، ورامي يحيى، وضياء الصاوي، ومحمد الأشقر وفق ما أكدته وفاء المصري المحامية وعضو جبهة الدفاع عن معتقلي إضراب 6 إبريل في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت".
 
وتؤكد وفاء أن "جميع المعتقلين حصلوا على قرارات بالإفراج من النيابة العامة إلا أن وزارة الداخلية أصدرت قرارات اعتقال جديدة بحقهم، وهو ما يعد إنذارا لتخويف كل من يدعو إلى إضراب 4 مايو".
 
وتتضمن دعوة الإضراب في 4 مايو رفع مطالب الشارع المصري إلى الحكومة والتي تتمثل في توفير رغيف الخبز وزيادة الأجور.
 
وكان عمال الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى قد دعوا إلى إضراب شامل يوم 6 إبريل للمطالبة بزيادة الأجور، وهي الدعوة التي لاقت استجابة واسعة من القوى السياسية والناشطين على شبكة الإنترنت.
 
المجموعات الداعية للإضراب
 
واللافت أنه بالرغم من إعلان قوى المعارضة الرئيسية بمصر عدم مشاركتها في إضراب 4 مايو مثل: جماعة الإخوان المسلمين، وحزبي الوفد (ليبرالي) والتجمع (يساري)، وتزايد تحذيرات السلطات المصرية لمن يدعو للإضراب فإن مؤيدي الإضراب في تزايد مستمر.
 
وفي هذا السياق أفردت 20 مجموعة على "الفيس بوك" مساحة كبيرة للدعوة للإضراب في هذا اليوم، مستفيدة مما تقول إنها أخطاء إضراب 6 أبريل، وذلك بزيادة عدد المجموعات، بدلا من قصرها علي مجموعة واحدة كما فعلت إسراء بمجموعتها (6 أبريل إضراب عام لشعب مصر)، فأمكن الوصول إليها واعتقالها.
 
وبرغم اعتقال إسراء، فإن أعضاء مجموعتها تبنوا الدعوة لإضراب 4 مايو، ليرتفع عدد المؤيدين لها إلى 73.479 ألف مشترك حتى اليوم الأحد 27 أبريل.
 
كما توجد مجموعة أخرى حملت اسم (خليك بالبيت)، لتعبر عن شكل آخر من أشكال الإضراب، ووصل عدد المشاركين فيها إلى 20.831 مشتركا.
 
في حين حمل عدد من المجموعات اسم (أفرجوا عن إسراء ورفاقها) وتضم رسائل ضمنية بشأن أساليب الأمن في اعتقال المتظاهرين وكيفية تنجبنها وبلغ عدد المشاركين فيها 6019.
 
وفي السياق ذاته توجد مجموعة نشرت نصائح الضابط السابق بجهاز الأمن المصري عمر عفيفي، التي نشرها في كتابه "علشان متنضربش على قفاك بمجموع "5698" مشاركا.
 
في حين توزعت العديد من المجموعات على أشكال الإضراب بين ارتداء الملابس السوداء وكتابة رسائل معايدة للرئيس مبارك على الأوراق النقدية، وكذلك رفع علم مصر على شرفات المنازل ليبلغ عدد المشاركين بها ما يقرب الـ6 آلاف مشترك.
 
بينما تضاءل عدد المشاركين بمجموعات تطالب بإصلاحات سياسية يوم 4 مايو، مثل مجموعة (4 مايو آخر أيام الطوارئ) التي لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 390 مشاركا، ليصل بذلك عدد المشاركين في المجموعات الكبرى الداعية للإضراب إلى نحو 115 ألف مشترك حتى اليوم الأحد.
 
سيناريو 4 مايو
 
وكرد عملي على إعلان قوى رئيسية في المعارضة عدم مشاركتها في إضراب 4 مايو تكونت العديد من المجموعات تحت عنوان ائتلاف (مدونون ضد الحزب الوطني) تدعو هذه القوى "لدراسة مواقفهم والتفكير الجدي في إنشاء ائتلاف تغييري إصلاحي لمجابهة الانقلاب على الدستور والقانون الذي يقوده النظام الحاكم" وفق ما جاء في بيان لها قبل يومين.
 
كما رسم ائتلاف (مدونون ضد الحزب الوطني) ومجموعة (غاضبون) سيناريو ليوم 4 مايو قالوا فيه إنه سيبدأ "بأداء صلاة الفجر، ثم التظاهر عقب الصلاة في وقفات احتجاجية لا تتعدى عشر دقائق احتجاجا على استمرار النظام الحاكم في حكمه بالقهر والاستبداد والفساد".
 
كما دعوا من يخشى المشاركة في فعاليات الشارع، بالبقاء في المنزل مع إرسال رسائل sms للقنوات الفضائية تدعو إلى الإضراب، وكذلك المشاركة برسالة في أحد المجموعات الإلكترونية الداعية للإضراب حتى يتمكنوا من تحديد عدد المشاركين في الإضراب.
 
وفي المقابل أطلق عدد من المجموعات والمنظمات الحقوقية حملة تحت عنوان (لا لحجب الفيس بوك عن مصر)، لمواجهة التلميحات التحذيرية التي تطلقها وزارة الداخلية ووسائل الإعلام الحكومية، لكن وزير الاتصالات المصري طارق كامل نفى عزم الحكومة حجب الموقع.
(اسلام اون لاين)