الفصائل الفلسطينية توافق على الهدنة مع الاحتفاظ بحق الرد...حماس: تصريحات رايس مخطط خطير لارتكاب مزيد من الجرائم في غزة...أولمرت فجأة في عمان ومبارك يتصل بباراك


اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس الأربعاء التصريحات «التحريضية» من الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس «خطوة تصعيدية خطرة تنم عن المخطط الأميركي الإسرائيلي لارتكاب مزيد من الجرائم في قطاع غزة»، وتأتي التصريحات في وقت اختتم 12 فصيلاً فلسطينياً محادثات مع مسؤولين مصريين حول التهدئة التي يفترض أن تبدأ في قطاع غزة في مرحلة أولى، بعد موافقة حركة المقاومة الإسلامية حماس عليها مبدئيا الأسبوع المنصرم.

وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحفي: «إن هذه التصريحات توضح حجم التأييد والدعم الأميركي اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي في استمراره في المخطط التدميري للشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وشطب حقوقه وثوابته».
وكانت رايس هاجمت مجدداً إيران وحركة حماس بعد أن اتهم بوش حماس بـ«تقويض جهود السلام» في المنطقة، بقولها إن حماس تقاتل بـ«الوكالة عن إيران».
وحذر برهوم من استمرار الدعم الأميركي وما يترتب عليه من تبعات، داعيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس والدول العربية إلى «اتخاذ موقف شجاع».
وفي سياق التهدئة، أكد مسؤول مصري رفيع المستوى أمس أن الفصائل الفلسطينية توافقت بعد يومين من الاجتماعات في القاهرة على الرؤية المصرية للتهدئة مع إسرائيل والتي تبدأ في غزة أولاً، على أن تمتد إلى الضفة الغربية في مرحلة لاحقة. وستكون «شاملة ومتبادلة ومتزامنة يتم تنفيذها في إطار متدرج ».
وتحفظت بعض الفصائل الفلسطينية وطالبت بألا تتجاوز هذه المدة ثلاثة أشهر فحسب. وقال المسؤول المصري، في ختام المباحثات المنفصلة التي أجراها اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية في القاهرة، إن التهدئة «جزء من خطة تحرك أشمل تهدف إلى توفير المناخ المناسب أمام رفع الحصار وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، بما يتيح معالجة جميع القضايا المثارة على الساحة الفلسطينية».
من جانبها صرحت حماس أمس الأربعاء أن الموقف الفلسطيني الموحد بشأن الموافقة على التهدئة «ينقل الكرة الآن إلى الملعب الإسرائيلي من أجل وقف سياسة العقاب الجماعي ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار لمدى جدية جهوده من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني».
وشددت حماس على ضرورة وقف كل أشكال الاعتداءات الإسرائيلية ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني وفتح المعابر الحدودية بما فيها معبر رفح وفق الآليات التي تم التوافق عليها مع القيادة المصرية وبما يهيئ المناخ المناسب لمعالجة القضايا المثارة على الساحة الفلسطينية وأن يكون مقدمة لحوار وطني فلسطيني شامل.
من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامي أمس «تمسكها بمبدأ التهدئة الشاملة المتزامنة مع الاحتلال الصهيوني وعدم السماح باستثناء الضفة المحتلة منها». مشككة بالنيات الإسرائيلية، وأكدت أن أي اتفاق أو جهد لا يحمي الشعب الفلسطيني لن يمنع المقاومة من الرد عليه». وان التهدئة يجب ألا تكون طويلة الامد، التهدئة يجب أن تكون مؤقتة محدودة بسقف زمني.
ومن جهته أكد جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «موقف الجبهة الرافض للتهدئة مع العدو الإسرائيلي ما بقي الاحتلال»، وأنها يجب أن تكون أسلوباً تكتيكياً».
من جانب ثان، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية اجتماعاً أمس لبحث الوضع الأمني في إسرائيل وقطاع غزة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الاجتماع الذي ترأسه رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ناقش على نحو خاص الأوضاع الأمنية في قطاع غزة ولاسيما في موضوع التهدئة.
وفي إطار متصل، زار أولمرت الأردن حيث التقى العاهل الأردني الملك عبد اللـه الثاني كما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
وبحسب البيان، فقد أكد الملك عبد اللـه خلال اللقاء «أهمية أن تقود المفاوضات إلى اتفاق بين الجانبين قبل نهاية العام الحالي استنادا لصيغة حل الدولتين وطبقا للالتزامات التي توصلت إليها الأطراف المعنية في مؤتمر أنابوليس الدولي» في الولايات المتحدة، وأن نتيجته النهائية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وأوضح أن المفاوضات يجب أن تتم وفق أسس واضحة وجداول زمنية محددة.
وفي السياق، ذكر رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي عاموس يادلين أمس أن «حماس تخطط لاقتحام المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة لكونها رمزاً للطوق المفروض على القطاع.
كما أشار إلى «احتمال القيام بهجوم على امتداد المحور المحاذي لقطاع غزة إضافة إلى عمليات ضد إسرائيليين من خلال استخدام الأنفاق وإطلاق نيران القناصة.
من جانب آخر، قرر الجيش الإسرائيلي أمس الاعتماد على معبر صوفا العسكري بديلاً من معبري كرم أبو سالم (كيرم شالوم) ورفح المغلقين في نقل البضائع إلى قطاع غزة.
وقال متحدث باسم الجيش في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية: «قررنا السماح للفلسطينيين بنقل المساعدات والمعونات التي تتبرع بها مصر ومنظمات دولية إلى قطاع غزة عبر معبر العوجا ومن ثم عن طريق معبر صوفا بدلا من معبري كرم أبو سالم ورفح».
وذكر الجيش الإسرائيلي وشهود عيان أن الجيش صادر ليل الأربعاء ممتلكات جمعيتين إسلاميتين فلسطينيتين في الخليل جنوب الضفة الغربية تقدمان خدمات للأيتام على اعتبار أن لهما علاقة بحركة حماس.
وفي سياق آخر حملت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن أمس السلطة الفلسطينية المسؤولية عن وفاة «مجد البرغوثي» أحد أنصار حركة حماس في أحد سجونها بمدينة رام اللـه.