السعودية تحذر إيران من دعم حزب الله والحريري يرفض الاستسلام والجيش اللبناني عاجز عن حفظ أي هدنة!

تعهد الزعيم اللبناني السني سعد الحريري اليوم الثلاثاء بألا يكون هناك استسلام سياسي لما وصفه بمحاولة من جماعة حزب الله ومؤيديها السوريين والايرانيين لفرض ارادتهم على البلاد بالقوة. واضاف في مؤتمر صحفي في اول ظهور علني له منذ اجتاح حزب الله المناطق التي يسيطر عليها السنة في العاصمة الاسبوع الماضي ان حزب الله يطلب ببساطة استسلام الائتلاف الحكومي ويريد ان ترفع بيروت الرايات البيضاء. وقال ان هذا مستحيل.
 
وتابع "لن يتمكنوا من الحصول على توقيع سعد الحريري او وليد جنبلاط او أي من قيادات 14 اذار على صك الاستسلام للنظام السوري والايراني."
 
واستأنف تلفزيون المستقبل التابع للحريري ارساله قبل قليل من المؤتمر الصحفي بعدما كان ارغم على قطع البث اثناء المعارك.
 
وكثف الجيش اللبناني في وقت سابق دورياته في اطار حملة لاستعادة النظام بعد اسبوع من القتال بين مقاتلي حزب الله ومسلحين موالين للحريري وحلفائه.
 
وسيطر حزب الله الشيعي المدعوم من ايران وسوريا وحلفاؤه في المعارضة على معاقل لخصومهم السياسيين السنة في التحالف الحاكم في العاصمة بيروت وفي التلال الى الشرق مما دفع البلاد الى شفا حرب اهلية جديدة.
 
وخوفا من حدوث انقسامات بين صفوفه بقي الجيش اللبناني محايدا في الصراع الذي قتل 81 شخصا وجرح 250 شخصا وأثار مخاوف عربية ودولية على مصير لبنان.
 
وقالت الشرطة اللبنانية انه تأكد مقتل 62 لكن مصادر بالشرطة قالوا انهم يعتقدون أن العدد الحقيقي للقتلى أكبر من ذلك.
 
وشهد لبنان اليوم بشكل عام أهدأ أيامه منذ ان اندلع القتال في السابع من مايو ايار بعد ان أصدرت حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التي تدعمها الولايات المتحدة قراري تفكيك شبكة اتصالات حزب الله وإقالة مدير جهاز امن المطار اللذين أديا الى رد فعل قوي من حزب الله.
 
وأعتبر حزب الله ذلك بمثابة اعلان حرب وشن سلسلة هجمات مؤثرة سيطر خلالها على اجزاء كبيرة من بيروت وهزم مسلحين سنة موالين للحكومة قبل ان يسلم المواقع التي سيطر عليها للجيش.
 
وبدأ الجيش خطته لابعاد المسلحين من الشوارع الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش). ولم تعتبر المبادرة تحديا لحزب الله الذي تجنب اي احتكاك مع الجيش.
 
وسدد نجاح حزب الله ضربة قوية للتحالف الحاكم الذي يقوده السنة ولمصداقية حكومة السنيورة التي تدعمها الولايات المتحدة مما أبرز لبنان كديمقراطية هشة تهددها طموحات حزب الله بمساندة ايران وسوريا.
 
وقالت السعودية اليوم إن تبني ايران لتصرفات حزب الله سيلحق الضرر بعلاقات الجمهورية الاسلامية بالدول العربية.
 
وقال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي "طبعا أن تدعم إيران ما يحدث في لبنان من انقلاب وأن تؤيده فإن هذا سوف يؤثر على علاقاتها مع كل الدول العربية."
 
وفي طهران رفض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اتهامات بأن بلاده تتدخل في شؤون لبنان.
 
وقال أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي "إن إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تتدخل في لبنان."
 
وسيطر الجيش على مزيد من المواقع كانت تسيطر عليها قوات درزية تابعة للزعيم وليد جنبلاط الذي هاجم حزب الله معقله في الجبل شرقي بيروت يوم الاحد.
 
وقال النائب اللبناني أكرم شهيب مساعد جنبلاط ان الموقف الامني في الجبل مستقر بعد تحرك الجيش.
 
لكن البقال وسيم تيماني وهو من انصار جنبلاط في بلدة عاليه لم يكن متأكدا من ذلك بنفس الدرجة.
 
وقال لرويترز "وجود الجيش هنا للمظهر فقط. لن يستطيع فعل شيء اذا انتهكت الهدنة. لقد أظهرنا كل الاحترام لها (الهدنة) لكن لن نسلم سلاحنا."
 
كما وسع الجيش اللبناني أيضا وجوده في مدينة طرابلس الشمالية التي شهدت خلال الليل اشتباكات محدودة بين مسلحين سنة وعلويين موالين لحزب الله.
 
وحتى لو نجحت خطة الجيش لانهاء كل القتال فليست لديه خطط لازالة حواجز الشوارع التي اقامتها المعارضة بقيادة حزب الله لشل ميناء ومطار بيروت لزيادة الضغط على الحكومة للاستجابه للمطالب السياسية للمعارضة.
 
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الاثنين إنه سيناقش مسألتي لبنان وايران اثناء زيارة الى الشرق الاوسط هذا الاسبوع. وتعهد بتقديم مزيد من العون للجيش اللبناني في دفاعه عن الحكومة.
 
ولا يعتقد أحد في لبنان ان للجيش القدرة او الرغبة في التصدي لحزب الله او الوقوف صراحة الى جانب الحكومة المدعومة من واشنطن في مجتمع سني شيعي مسيحي انقسمت طوائفه بالتساوي بين طرفي الصراع.
 
ويسافر بوش اليوم الى اسرائيل للمشاركة في الذكرى الستين لقيام الدولة اليهودية ثم يسافر الى المملكة العربية السعودية ومصر ويعتزم لقاء السنيورة في مصر يوم الاحد القادم.
 
وعلى الجبهة السياسية ترفض الحكومة منذ 18 شهرا مطلب المعارضة منحها حق نقض القرارات داخل مجلس الوزراء لكن حزب الله اظهر الان ان لديه القوة العسكرية التي تمكنه من نقض القرارات التي لا يريدها.
 
ولم يعد بالفعل قرار الحكومة بتفكيك شبكة اتصالات حزب الله واقالة مدير امن المطار نافذ المفعول.
 
وشلت الازمة السياسية المؤسسات الحكومية وتركت البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني. وأجل نبيه بري رئيس مجلس النواب جلسة انتخاب رئيس جديد للمرة التاسعة عشر مرجئا التصويت الذي كان مقررا اليوم الى العاشر من يونيو حزيران.