منظمة رايتس ووتش: السعودية تستخدم تهمة الإساءة للإسلام لإسكات منتقديها

 دعت منظمة هيومان رايتس ووتش السلطات السعودية إلى إسقاط دعاوى قضائية بحق ناشط سعودي على شبكة الإنترنت وحلاق تركي تم اتهامهما بـ"الإساءة" للإسلام، حيث اعتبرت المنظمة أن المحاكمات تمثل انتهاكا لحرية التعبير ووسيلة
 
تستخدمها الحكومة السعودية "لإسكات منتقديها". حيث وجه الادعاء السعودي في 5 مايو/أيار الجاري إلى الناشط السعودي رائف بدوي تهمة "إنشاء موقع إلكتروني يسيئ للإسلام"، وأحالت القضية إلى المحكمة وطالبت بمعاقبته بالسجن خمس سنوات وغرامة قدرها 3 ملايين ريال سعودي (حوالي 800 ألف دولار أميركي).
 
وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، إن موقع بدوي قد تعرض عدة مرات إلى قرصنة وتهديدات من قبل أشخاص غير معروفين.
 
وكان الادعاء العام قد احتجز بدوي في مارس/آذار 2008 لمدة يوم واحد للتحقيق معه حول موقعه الإلكتروني المعارض.
 
وقالت هيومان رايتس ووتش إن بدوي يستخدم موقعه "لنشر تفاصيل الانتهاكات التي ترتكبها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتشكيك في التفسير السائد للدين الإسلامي".
 
هذا وقد غادر بدوي السعودية قبل أسبوعين، بعد اعتقاله بسبب نشاطاته الإلكترونية وتلقيه تهديدات مزعومة.
 
ومن جانبها قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش: "إن تجريم خطاب على قاعدة أنه إساءة قد يسترضي بعض الناس، إلا أنه يمثل انتهاكاً لحق الإنسان الأصيل في حرية التعبير".
 
وأضافت ويتسن، في البيان الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: "الحكومة السعودية تستخدم هذه القوانين قبل كل شيء لإسكات منتقديها".
 
وقالت ويتسن: "التأكيدات السعودية على رفع سقف حرية التعبير تبدو جوفاء في ضوء المنهجية المتبعة في إسكات المنتقدين الذين يملكون جرأة التعبير عن أفكارهم علناً".
 
وفي قضية ثانية، أيدت محكمة التمييز في مكة في الأول من مايو/أيار الجاري حكم الإعدام بحق حلاق تركي يُدعى صبري بوغداي، وهو الحكم الذي صدر بحقه في 31 مارس/آذار 2008 على خلفية اتهامه بـ"شتم الذات الإلهية".
 
وقد اتهم بوغداي، الذي عمل حلاقا في جدة لمدة 11 عاماً، بأنه أساء إلى الذات الإلهية خلال جدال دار مع زبون سعودي وجاره المصري.
 
وقالت هيومان رايتس ووتش إن بوغداي لم يحظ بمحام للدفاع عنه في المحكمة، وإنه أنكر إقدامه على شتم الذات الإلهية، غير أن القضاة الثلاثة في المحكمة الابتدائية اعتبروا شهادة الشاهدين السعودي والمصري دليلا كافيا على أن بوغداي قد ارتكب جريمة الارتداد عن الدين الإسلامي.
 
واعتبرت سارة ليا ويتسن أن "التهم والإدانة والعقوبة التي صدرت بحق بوغداي تظهر خطورة تجريم التعبير الذي قد يثير غضب البعض".
 
وأضافت في البيان الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: "لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن العقوبات الجنائية على الإساءة للذات الإلهية أو الدين يمكن أن تمنع هذه الإساءات أو أن تعوض عن الضرر المزعوم الذي يلحق بسمعة الذات الإلهية أو الدين".
 
هذا وقد اعتبرت هيومان رايتس ووتش أن "سب الذات الإلهية" لا يتوافق مع معيار القانون الدولي لحرية التعبير، مطالبة بعدم اعتباره "جريمة كراهية".
 
واتهمت المنظمة الحقوقية الأمريكية الادعاء العام والقضاة في السعودية بأنهم كثيراً ما يلصقون تهما جنائية لأفعال يعتبرونها جرائم دون الاستناد إلى أسس قانونية في توجيه تلك التهم".