ميليشيا السلطة تروع المدنيين وتعتدي على مقرات الاحزاب .


واصلت ميليشيا السلطة الحاكمة في لبنان اعتداءاتها على مقرات الاحزاب الوطنية والجمعيات الأهلية والمدنية محاولة توسيع نطاق ممارساتها الاجرامية خارج العاصمة بيروت التي شهدت أمس ولليوم الثاني على التوالي هدوءاً لافتاً.. وهي ممارسات كانت محل إدانة واستنكار واسعين من القوى الوطنية والشخصيات والمرجعيات الروحية التي حملت الزمرة المستأثرة بالحكم مسؤولية ما يجري من خلال سعيها الى تنفيذ مشروع فتنة داخلية لتسهيل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي وضعته الإدارة الامريكية لبث الفوضى والخراب في لبنان والمنطقة.
فقد اقتحم مسلحو ميليشيا المستقبل أمس مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في طرابلس وأحرقوه بعد ان أطلقوا النار بشكل عشوائي، كما اقتحمت الميليشيا نفسها مراكز الكابلات في المدينة وأجبرت المسؤولين عن هذه المراكز على إيقاف بث قناة المنار.
في غضون ذلك أكد حزب الله ان عناصر تابعة لميليشيا جنبلاط في منطقة عالية قامت بخطف ثلاثة من افراده، حيث أقدمت على اعدام اثنين منهم رمياً بالرصاص وطعناً بالسكاكين وإلقاء جثتيهما أمام مشفى الايمان في مدينة عالية وتم لاحقاً نقلهما الى مشفى الرسول الاعظم«ص»، بينما لايزال مصير الثالث مجهولاً. واعتبر حزب الله هذه الجريمة الوحشية أمراً خطيراً جداً في مضمونها ودلالاتها وتداعياتها وحمل جنبلاط شخصياً مسؤولية مصير الشخص الثالث المفقود.
وفي بيروت قتل شخص جراء إطلاق نار على جنازة لأحد انصار ميليشيا المستقبل، وقد استنكرت المعارضة هذا الحادث الذي تبين للجيش ان مطلق النار لاينتمي الى المعارضة وان مادفعه الى ذلك عداوات سابقة مع "المستقبل".
وانتشرت أعداد كبيرة من المسلحين في منطقتي الزاهرية والتل في طرابلس واطلقوا رصاص القنص. كما جابت الشوارع سيارات في طرابلس وأطلقت النار بشكل عشوائي في محاولة لارهاب المواطنين اللبنانيين اضافة الى سماع اطلاق نار كثيف في محلة البوليفار في طرابلس.  كما اعتدت الميليشيا على مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي في حلبا في عكار وجرى اطلاق نار كثيف على المقر ما ادى الى مقتل شخصين وجرح آخرين فيما انتشرت وحدات من الجيش اللبناني في المنطقة.
ونفى المصدر الاعلامي المركزي لحركة أمل الخبر الذي أذاعته قناة العربية ومفاده ان عنصراً من حركة امل اطلق النار أثناء تشييع في بيروت. وقال المصدر ان ما حصل لا علاقة لحركة امل ولا لعناصرها فيه بل ان مشاركين في التشييع أحرقوا محلاً لأحد ابناء المنطقة الذي اشتبك معهم. وكان مسلح اطلق النار على مشيعين لجنازة في بيروت امس ما أدى الى مقتل اثنين وجرح عدد آخر من المواطنين. وحمل الحزب السوري القومي الاجتماعي ميليشيات السلطة الحاكمة في عكار وجب جنين في البقاع الغربي مسؤولية التوتر الأمني والاشتباكات التي تشهدها هذه المناطق.
وقال الحزب ان الميليشيا في عكار قامت بإطلاق النار والقذائف على مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي في مدينة حلبا بقصد إرهاب سكان المنطقة وتعريض أمنهم وسلامتهم للخطر ما اضطر عناصر الحزب للرد على الاعتداء، كما قامت عصابات السلطة بإطلاق النار والقذائف على مكتب الحزب في جب جنين في محاولة مكشوفة لجر هذه المنطقة الى الفتنة.  وأكد الحزب حرصه على تجنيب الاهالي في هذه المنطقة كما كل المناطق مخطط الفتنة الذي تسعى اليه هذه الميليشيات.
الى ذلك أعلن مصدر امني ان خمسة من عناصر الميليشيا قتلوا في هذه الاشتباكات، فيما قام عناصر الحزب السوري القومي الاجتماعي بتوقيف مسلحين من الميليشيات خلال توجههم لمساندة عناصرها في حلبا قضاء عكار.
وأكد علي قانصو رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ان ميليشيات فريق 14 شباط  تعمل على الفتنة في منطقة الشمال. وقال قانصو ان ميليشيات فريق 14 شباط أطلقت النار على مواقع للحزب القومي ما أدى الى رد على هذه الاعتداءات وسقوط قتلى وجرحى في منطقة عكار.  وأضاف ان هذه الميليشيات تحاول نقل التوتر الى مناطق شمال لبنان ودعا هذه الميليشيات الى تجنيب منطقة الشمال أي توتر وتسليم مواقعها للجيش اللبناني.
وفي مواقف القوى الوطنية من الأزمة طالب الداعية الاسلامي فتحي يكن رئيس جبهة العمل الاسلامي قوى السلطة بالرحيل عن لبنان لأنها كانت شؤماً عليه. وأكد يكن ان الفريق الحاكم استبدل عمقه العربي بعمقه الصهيوني والرضى بالوصاية الاميركية.
وقال يكن: طالما حذرنا قوى السلطة بالكف عن لعبة الموت التي تحركها الأصابع الاميركية والصهيونية والتي تود ان تدفع بلبنان إلى نفس المصير الأسود الذي وصل إليه العراق وتحذيرهم بعدم الرهان على دعم الولايات المتحدة الاميركية لهم.  وأضاف يكن ان المقاومة تشكل وساماً على صدر لبنان وطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب رئيس للجمهورية والعودة إلى الحوار وفق المبادرة التي طرحها الرئيس نبيه بري وإجراء انتخابات نيابية على قانون يراعي مصلحة لبنان وليس مصلحة الزعامات السياسية.
من جهتها دعت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الى البدء بحوار وطني عنوانه الخروج من الأزمة من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل إرادة اللبنانيين وانتخاب رئيس الجمهورية التوافقي والاتفاق على قانون انتخابات نيابية يعبر عن مصالح كل اللبنانيين.
وجددت القيادة القطرية في بيان أصدرته بعد اجتماعها أمس برئاسة الأمين القطري الدكتور فايز شكر دعوتها للسلطة اللاشرعية الى التبصر والعقلانية قبل فوات الأوان والأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان وشعبه. ولفتت القيادة في بيان لها الى أنها سبق وحذرت مراراً من السياسات التي مارستها الحكومة اللاشرعية المستندة الى أجندة امريكية حاولت فرضها على لبنان ساعية الى تحويله موقعاً متقدماً للأمن القومي الامريكي وللعدو الاسرائيلي.
وأكد الوزيران السابقان عصام نعمان و بشارة مرهج والنائب السابق بهاء الدين عيتاني ورئيس تجمع التقدم والإصلاح خالد الداعوق أهمية العودة الى الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب وجمع كل الفرقاء للتوصل الى حكومة انتقالية تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للبنان.  ونوه بيان صدر في ختام اجتماع عقده نعمان ومرهج وعيتاني والداعوق في بيروت امس تم خلاله بحث تطورات الأحداث على الساحة اللبنانية بتعاون المعارضة مع القوى الأمنية وقوات الجيش اللبناني.
الى ذلك طالب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان حكومة السنيورة بالاستقالة مع تمسك الجميع بمبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني الحوارية ودعا قبلان اللبنانيين الى الابتعاد عن الظلم وعن أي اعتداء واساءة ضد الآخرين.