العنود الأميرة الثائرة وماريا معلوف الحائرة



لو قارنا بين صاحبة برنامج بالعربي ، جيزيل خوري وبين ماريا المعلوف لوجدنا معنى التضاد بكل صفاته وكيفياته .
الأولى لئيمة ، ولؤمها كان منذ اليوم الأول لظهورها على قناة الذبح على الهوية " الأل بي سي " جواز سفر لها إلى عالم المال والأعمال والشهرة والقمار(تموت بالروليت موتها بالرجال الأصغر سنا ) .
 
جمالها من نوع اللاجمال ، لا هو بالموصوف ولا هو بالمنكر .
 
جيزيل خوري نوع من نادر من الإعلاميات،إنها من اللواتي يكرهن الله لأنه خلقهن في المنطقة العربية وليس في دولة إسرائيل أو في فرنسا مثلا .
 
هي نوع من الإعلاميات اللواتي يعرف السعوديين بأن برنامجها بالعربي إسم على غير مسمى . فهي لا تعترف أصلا بالعرب، إلا كحمير تركب أو ابقار تحلب وهذه بالضبط هي نظرتها إلى قناة العربية، أبقار تحلب . ومع ذلك ينقضونها أعلى راتب لعجوز باهتة ذابلة في العالم بعد راتب مادلين أولبرايت يوم كانت في الخارجية .
 
يعرف السعوديين ذلك ويوافقون لا بل ويفرحون . فكما قلت هي نوع نادر من الإعلاميات اللواتي لا يبدو عليهن الكبر رغم أنها في الرابعة والخمسين . وهي تعبت جسديا من على قدر ما تتعب من عاشرت مجرمين موصوفين برائحة الدم والموت .
 
يروي سمير جعجع لصديق الذي رواها لـ"جيلبير متى " المقيم في مونتريال قائلا :
 
" كنت حين أعود من تفقد الجبهة إلى البيت في الكرنتينا أو في القطارة وتلحق بي عشيقتي السابقة جيزيل خوري ، كنت لا أغير ثيابي حتى تصل . كانت رائحة البارود وقطرات الدم على ثيابي (بعد تنفيذه عمليات التصفية بنفسه بحق المعتقلين كما توقع جيلبير ) هي ما تشعل فيها العشق والهيام فهي تحب المقاتلين والـ..قاتلين " .
 
تعشق جيزيل الخيانة... ويقال على ذمة القائل بأنه يوم مات عضو حزب العمل الإسرائيلي سمير قصير وبجانبه في السيارة المتسهدفة كانت تجلس زوجة أحد البكاوات، لم تحزن جيزيل على الخيانة بل على فعل الخيانة دون وجودها ؟
 
على أن أهم ما في أهمية جيزيل كلإعلامية ، هو أن مجرد وجودها على الشاشة مباشرة ، يخلق لدى أعداء إسرائيل وكارهي الطائفية وكارهي أميركا والسعودية حالة من الإشمئزاز والقرف يصعب معه أن يستوعب أي كان ولمدة ساعات معنى للوجود الجميل، أو معنى لرائحة العطر العليل هكذا تصبح جيزيل خوري أداة تنغيص للحياة بيد السعودية وأسيادها تعاقب به جماهير مخالفيها .
 
أما ماريا معلوف ، فهي النقيض ، جيزيل اللؤم والكراهية السوداء ، بينما ماريا المعلوف بشهادة الجميع أرنب أبيض طيب القلب ، يأكل الجزر بسلام ولا يلزمك بالحذر منه .
 
تحبه ولا تتمناه لنفسك لأنه أجمل من أن يمتلك ، واروع من أن ينتهك بصغائر المشاعر وفيها منبع لبث القوة في قلوب مستمعيها والمشاهدين . ارنب لم يكن له حظ اللئيمة جيزيل خوري .
 
فلا هي تزوجت بلعوب كسمير ولا هي لعوب كجيزيل . فكان من نصيب الأولى أكبر البرامج وأكثرها درا للدخل ولأشياء أخرى .
 
وكان من نصيب ماريا برامج نص نص في النيو تي في، وتراجع إلى الخطوط الخلفية بعد إنتقالها إلى محطة هامشية على ضفاف الإعلام اللبناني مع نصف محطة بنصف عقل يقودها للمعارضة ونصف عقل يقودها للتجارة مع السفير الخوجة .
 
ومع ذلك ، نجحت ماريا في الأن بي أن . برنامجها يحضره عشرة اضعاف من يشاهد النشرة الإخبارية الرئيسية للأن بي أن . أضعف محطات لبنان الفضائية وأوهن منابر إعلام المعارضة (لأنها نص معارضة ونص مباهاة بانسانية ملك الإنسانية )
 
الآن ما علاقة كل الذي سبق بالأميرة المخطوفة من أمنها ، وما علاقته بالشيخ اللواء منقذ حسن نصرالله من الإغتيال على يد السفير عبد العزيز الخوجة ؟
 
إليكم الجواب .
 
ماريا وجيزيل إمرأتان ، والأم الفاضلة والسيدة الطاهرة المعذبة العنود الفايز إمرأة . الأولى والثانية نقيضان في الشخصية والموقع السياسي (الظاهر على الأقل ) ولكن هدف المرأتين هو المجد والشهرة الإعلامية . بينما هدف الأميرة المعذبة الأسيرة هو الأمن والطمأنينة لها ...ولبناتها وللشعب العربي في كل مكان .
 
الأولى تكره حسن نصرالله وتحب إسرائيل وعملاء إسرائيل ، والثانية تحب نصرالله و نجاد والأسد وتحبهم بشروط .
هو حب المسيس بالقائد والمناضل بالمثال، مصحوب بحب للتميز والتقدير والتقرب .
جيزيل تفرض تقديرها بلؤمها على مشغليها ، لأنها ببساطة تملك ما يريدون ....الشر المطلق والرغبة الدائمة ببث المزيد من الشر من على منابر و بهوائيات من ذهب .
 
أما ماريا فرغبتها في التقدير والتميز ، إستوجبت أن تحفر الصخر بأظافرها . وأن تلاحق الخبر والكلمة في أفواه الحدث . وعندما صارت رقما صعبا في الإعلام المقاوم ، لم تجد ماريا من يقدرها سوى بالكلمات . يوم قرر نصرالله إعطاء مقابلة للنيو تي في في المرة الأولى ، أعطاها لجورج صليبي فأحبطت ماريا ونقمت على صليبي لا على نصرالله .
 
ثم في الحرب ، لم تستدعى للقاء نصرالله بل إستدعيت من لم تكتب له مقالات مدح ورغم أنها بارجة حربية في الإعلام المقاوم وفي الكلمة (من أجرت المقابلة) إلا أن ماريا نقمت على من لم يقدر فيها ما تفعله .
 
لو عددنا من هم الاعلاميون الأكثر شراسة في الدفاع عن الموقف السوري ظالما أو مظلوما لوجدنا ماريا في الطليعة . ولو عددنا الحلقات التي أعدتها وقدمتها ماريا ودافعت بها عن سوريا وعن المقاومة اللبنانية لدخلت ماريا موسوعة غينيس .
 
تحمست ماريا في العام الفين وسبعة ودفعت كل ما جنته في حياتها ثمنا لرخصة صحيفة يومية . وعند الجد والفعل طار الممول اللبناني المستقل ، وتراجع الممول السوري الساعي لمشاريع تجارية ناجحة . ولأن اعماله في دبي فلربما فكر في تبعات الموقف السياسي على الموقف الإقتصادي لشركاته .
 
هكذا صارت ماريا معلوف ، غير مسبوقة في ساحات النضال ، ومؤخرة إلى المؤخرة حين تعطى المقابلات المهمة والمساعدات القيمة والمكرمات الحميدة .
 
لا شك بوطنيتها ولا شك ، ولكن بعض الناس يفكرون بأنه ما دامت الثوابت الوطنية في القلب ، ومادام الكل يقطف (وأولهم كبار المعارضة ) وما دامت هي تقاتل السعودية بلا رحمة في الإعلام ثم تشاهد رجال أعمال سوريين مع أبناء مسؤولين سعوديين يجنون المن والسلوى في لبنان وفي دمشق وفي الرياض ، وما دامت هي التي تقاتل ثم يعلن الرئيس نبيه بري " أن الحكومة اللبنانية هي حكومة المقاومة برئاسة الفاجر فؤاد السنيورة (الفاجر مني وليست من بري المؤدب) .
 
وما دامت ماريا تضع دمها على كفها ولا تجد من يقدم لها شربة ماء أو سيارة مصفحة أو حارس أمن يحرس حياتها من الغدر ، ثم ترى الملك السعودي يستقبل الشيخ نعيم قاسم في قصره وترى الرئيس الإيراني يعانق بيده يد الملك ، بعد أن عانت كل ذلك لماذا ستكون ماريا المعلوف ملكية أكثر من الملك .
هي قدمت الجهد والعرق والخوف والمخاطر ولم تحصل في المقابل إلا على كلمات شكر (ممتازة يا ماريا ممتازة )
 
كلمات لا تضمن تحقيق حلم ولا تطمئن طامح إلى طموح ولا تغني عن فقر ولا تؤمن من جوع .
 
في نفس المرحلة وفي خضم نفس الأحداث ، كانت الأميرة العربية العنود بنت دحام الفايز تنقذ حسن نصرالله من الموت المحتم ودون مقابل ، وتكشف عن علاقات السعودية بالإرهاب وبأسرائيل وبمقتل الحريري ( المتهمة فيه سوريا ) وبلا مقابل .
 
 
 
الفرق بين هاذين النموذجين وبين نموذج الأميرة العنود ، هو أن جيزيل الشريرة وماريا الطيبة ، يستعملان سلاح الموقف وينتظران المقابل .
 
أما العنود ، فأستعملت الموقف في الحق ضد ملك مجرم سفاح سافل ، أحبت نصرالله ونسيت أنه شيعي، فهي تعتقد بأن الله واحد وأن الرسول واحد وأن القرآن واحد ، بعد ذلك إن أحب الشيعة نصف من نحب من الصحابة ولاموا النصف الآخر على توريث ابو سفيان وأبنه معاوية فما ذاك بشيء يستحق التكفير وإنكار الإنتماء إلى أمة لا إله إلا الله .
 
العنود نبذت المال والملايين والمجوهرات والقصور . لا لشيء إلا لكرامتها . وأرجوكم لا تذكروا الكرامة مصحوبة بذكر جيزيل خوري .
أما ماريا فتحب الحق وتعمل به ولكنها ايضا تحب أن يقدرها ويساعدها ويمولها ربما من تضحي معهم ومن أجلهم .
 
الأميرة أميرة في أخلاقها وبدينها وبعلو ثقافتها وبحنانها على كل فقير وهي الفقيرة في هربها من كل معين إلا الله وعدوها ملك وكلبه عادل الجبير يعذب نومها في لندن بالتهديدات ويطرده من عينيها .
 
الأميرة قالت لي يوما ، " لو أن لي ولدا لما تمنيته إلا أن يستشهد بين يدي نصرالله ، لو أن لي سيفا أنا السعودية السنية المذهب العربية الاصل ، لما حملته إلا للدفاع عن فلسطين ولبنان والعراق وتحت قيادة أي قائد وقائدي اليوم نصرالله .
 
 
الأميرة في الحرب كانت تتوقف عن الأكل وتصوم عن الماء ظنا منها أن الله سيعاقبها إن فعلت والناس في لبنان يقتلون على الطرقات وفي البيوت وبعضهم بقي في الحي محاصر ولا يجد ما يأكله أو يشربه . الأميرة صرخت لماذا تتركون الناس في المدارس وسوليدير تزخر بالشقق المفروشة ؟
 
الأميرة كان لديها كل ما تحلم به جيزيل من مال، وكل ما تحتاجه ماريا لتحقق طموحها ولكي لا تحتاج لأحد لا في المعارضة ولا في رعاة التبن والتمر في السعودية لكي تحقق أحلامها .
 
ومع ذلك تركت الأميرة كل شيء ورحلت لأن الموقف سلاح والتهاون إعتراف ومدح الظالم لأنه إستضافنا ويقيم معنا علاقة واعدة بالمال (ولو دون التنازل عن المباديء)
هو مشاركة له في الظلم
 
ربما لا أكشف سرا خطيرا إن قلت لكم بأن الأميرة هي من مولت موقع أخبار مونتريال وهي من كانت ستمول تلفزيون أخبار مونتريال (سأنشر الوثيقة مع المقال القادم و التي تثبت هذا الأمر ويمكن التأكد منها من قبل أي كان بمكالمة هاتفية ) وقد علمت وبعد أن ارسلت الدفعات إلى كندا عبر البنك أن ذاك كان كل ما تملك وأنها لم تأبه إلا لأمر واحد . " إنشر كل ما يصل ليدك ولا تبيعني للسعودية ولا تتنازل عن حرية الموقع ولا عن حرية من ينشرون فيه مقالاتهم"
 
يوم أخبرت ماريا عن تمويل الأميرة للوكالة وللموقع وللتلفزيون ، أحبتها وأحبت تضحياتها ، وأحببت أنا ماريا على ذاك التعاطف ، فقررت نشر النسخة العربية من الكتاب عبر دار النشر التي تملكه ماريا وسلمتها المخطوطة وبعض الوثائق غير الأساسية .
 
ثم فجأة وبعد أن أخبرت ماريا بمكان إقامة الأميرة بالتحديد ، وبعنوانها وارقامها ، وبعد أن طلبت مني ماريا أن نحصل على المزيد من الوثائق من الأميرة وبعد أن فعلت ورتبت للقاء مع الأميرة العنود في لندن وبعد اللقاء بيوم واحد فقط ، إختفت الأميرة ولم اربط ابدا بين إختفائها وبين معرفة ماريا المعلوف الحصرية بقصة الكتاب .
 
وقبل أسابيع، يوم سالتني ماريا وأصرت عن مصدر معلوماتي الحقيقي عن خبر إجتماع واشنطن بين السنيورة والإسرائيليين وبين الخوجة والإسرائيليين والأميركيين للتخطيط للحرب في الأولى ولقتل حسن نصرالله في الثانية . لم اقل لها بوضوح من هو ولكنها اصرت فقلت لها ضاحكا " إمرأة هاربة وأخوها لواء وهي تموت بحب نصرالله فمن اين عرفت ؟
 
أنا قصدت أني عرفت منها لأنها كانت تعرف الكثير من الديبلوماسيين والصحافيين البابارتزي ولم اقصد أن أخوها اللواء هو من أعطاني تلك المعلومة التي نشرتها على الموقع وهرب بسببها من لبنان الخوجة ولا يستقبله نصرالله حتى اليوم بسببها . (وأنا مدعى علي في السعودية وفي لبنان بسببها)
 
بعد فترة من إستلام ماريا لمخطوطة الكتاب ، تفاجأت رغم خوفها السابق والشديد من السفر إلى السعودية ، تفاجأت بها وهي تقدم حلقة وأكثر من السعودية (هكذا بلا خوف ورغم عدائها السابق الشديد لهم) وتفاجأت بالأخبار التي بدأت اسمعها عن أنها ستبدأ بإصدار صحيفتها بتمويل شخصية سعودية !
 
ثم بعد فترة جائتني رسالة الكترونية من صديق تحذرني بأني سالقى مصير ناصر السعيد فأخبرت ماريا عن الرسالة فخافت علي كثيرا وقالت بعفوية من تخاف على صديق عزيز (يلعن أبو الكتب بلا الكتاب إذا كان بدك تموت ) .
 
فقلت لها تعلمين شيئا ربما علي نشر الكتاب مجانا على الأنترنيت (وفعلت قبل أن أسحب ما نشرت لأن الناشر الإنكليزي عرف عن نشري باللغة العربية فغضب ) فجأة أتاني خبر وجود ماريا في السعودية وطلبها مني التواصل عبر الإيميل الخاص بتواصلنا وهو غير مستعمل إلا للتواصل بيني وبينها ، خصوصا حين نتكلم بأشياء لا نريد لمراقبيها أن يعلموا به على عادة الصحافيين .
 
كانت رسالة ماريا مختصرة جدا ، وفيها " تحدثت مع السفير السعودي ومع بعض الناس هنا ، وهم بأنتظارك للتواصل معهم ، لا يريدونك أن تمدح بهم فقط لا تتعرض للاشياء الشخصية وسيقدمون لك كل مساعدة في القضايا القانونية المرفوعة ضدك وفي كل الأشياء التي قد تحتاجها ، يالله يا عم، حضر حالك للحلول مكان جيزيل خوري في برنامج بالعربي ...بيلبقلك تقدم هيك بروغرام "
 
إعتقدت الأمر مزحة ، وطال سفري وطال سفر ماريا ، فجأة علمت بخبر مفجع آخر " اللواء مشعل في الإقامة الجبرية " ثم قبل أيام علمت بأن اللواء العجوز مشعل الفايز إعتقل وسيق إلى مكان مجهول وفي نفس الليلة حاولت فهم ما جرى وكيف تسرب الأمر .......
 
ماريا .....آه ماريا المعلوف اين أنت يا ماريا ؟
 
خضرعواركة