متى نشد الرحال أيها الشجرة ؟



بقي ستة أيام على الرحيل , طيلة تلك السنين التي عشناها نفكر ونحلم, نتأمل ونشدوا ,كل تلك السنين التي كنا فيها نستمع الى أهازيج البقاء , كنا نطرق الباب تلو الباب , ما أطول تلك الأيام وما أقساها , أيام عشناها في ذلك المكان ,على ذلك السفح البعيد لكنه سيبقى القريب, لن ننسى ذلك الوادي , لن ننسى تلك الشجرة , تلك التي كتبنا عليها أسماءنا لتتذكرها الأيام , يجب أن تبقى تلك الأسماء محفورة .
لم نكن لنريد أن نكون هكذا , لكنها سخرية الأقدار ,واه لتلك السخرية التي جعلتنا نعيش كالعبيد , مع ذلك رضينا وأحببنا أن نعيش هكذا , لم نركع في وجه العديد مع أننا كنا العبيد ,كنا عبيدا لذلك المكان الذي فيه أهازيج البقاء والسفح والوادي ,يكفي أن تلك الشجرة المحفورة عليها أسماءنا بقيت هناك ,بقيت ثابتة ,صامدة تنتظر المزيد من الأسماء , بقيت تلك الشجرة هناك بلا حراك .
فعلا كانت بلا حراك ,ظنناها ماتت , لكن سرعان ما جاء الريح و تحركت الأغصان
و كأنها دبت فيها الحياة من جديد , لكنها مازالت مكانها لا تريد الرحيل معنا .
لقد تعلمنا الدروس والعبر طيلة تلك السنين من هذه الشجرة العجيبة , علمتنا الصبر والسلوان , علمتنا الثبات في الأيام الشداد , علمتنا أننا سنبقى ولن نموت ., علمتنا كل ما هو جميل , أرجعت لنا الأمل المفقود , أرتنا الحياة من جديد.
أفلا تستحق منا هذه الشجرة ولو نظرة تقدير واحترام .؟
ألا تستحق أسماءنا المحفورة على تلك الشجرة ,أن نبقى ؟
هي لا تريدنا أن نرحل عنها , لأننا لو رحلنا ستيبس وتموت , لن تبقى لنا أسماء محفورة , ستذهب جذورنا مع جذور تلك الشجرة .
لقد قررنا أن نبقى ونسقي تلك الشجرة بدمائنا حتى تروى .
فإنها شجرة فريدة , لا يوجد لها مثيل في العالم , ستبقى أغصانك مخضرة أيتها الشجرة , فنحن هاهنا قاعدون.
تلك الشجرة هي قضية كل العرب والمسلمين ,قضية فلسطين
والأسماء تلك المحفورة عليها , أنتم تعلمون لمن تعود؟
وشكرا