صواريخ القسام بين فتوى طنطاوي وتآمر دحلان !


 
يصر الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر أن يضيف إلى وظيفته كشيخ وإمام للأزهر وظائف أخرى ربما يظنها شاغرة حتى انه يكاد ينسى في أحيانا كثيرة وظيفته الاصليه كشيخ للأزهر الشريف فتراه أحيانا محللا سياسيا وتارة مشرعا قانونيا وأخرى خبيرا عسكريا وليته حينما يقحم نفسه في تلك القضايا والتخصصات التي تتطلب مهارات خاصة من أناس متخصصين يحسن أداءها
المشكلة أن فضيلة الشيخ كلما أقحم نفسه في أمر خارج تخصصه الدعوي يأتي بالعجب العجاب خاصة حينما يؤيد وجهة نظر النظام، الأمر الذي
يجعله يتبحبح حبتين في التقعر والتعمق والتنظير والنصح حتى يبلغ درجة من الشطط يزدريه فيها الاكثرون ، في الوقت الذي يظن نفسه قد أحسن عملا
 
ففي قضية سجن الإعلاميين والتضييق على حرية الصحافة في مصر ، فجأة أقحم الشيخ نفسه منحازا جملة وتفصيلا إلى وجهة نظر النظام وبلغ به الحماس أن غدا ملكيا أكثر من الملك ، وليته وقف عن حد تأيد وجهة نظر الحكومة فحسب لكان ذلك في أقصى تقدير هفوة أخرى من هفوات الشيخ وقفزة في مهب الريح تضاف إلى قفزاته التي يستعصى عدها حتى على أكثر المراقبين والعدادين نباهة وفطنة
 
إذ أن الشيخ وكالعادة حينما يتعلق الأمر بالنظام يتبحبح حبتين فإذا به يقتحم صومعة التشريع فيطالب بإضافة عقوبة جديدة استلهمها من العهود الوسطى المظلمة المنغلقة المتسلطة إذ طالب فضيلته بحد الجلد كعقوبة رادعه تضاف إلى قانون العقوبات الذي يخنق حرية التعبير ويرزح تحت اتونه أصحاب القلم والفكر
 
وفي قضية المسلمات المحجبات المغتربات في فرنسا تدخل الشيخ على عجل في الأزمة ليس لنصرتهن طبعا وإنما لنصرة فرنسا وهذه المرة أضاف بعدا دوليا جديدا إلى قاموس فتاواه الغريبة فقد طالب فضيلته المسلمات في فرنسا والغرب بضرورة الالتزام بما يمليه عليهن المتطرفون الفرنسيون
ولا حرج عليهن أن يخلعن الحجاب والانبطاح للمتصهينين في الوقت الذي تحظى فيه قلنسوة اليهود وعمائم السيخ بالاحترام والتبجيل ، وتقديرا لفتوى الإمام الاكبر تجشم السفير الفرنسي في القاهرة الصعاب لزيارته و تقديم واجب الشكر والعرفان لفضيلته
 
وفي ثورة المواجهة بين الفلسطينيين واليهود الصهاينة المغتصبين تدخل الشيخ وهذه المرة فقز قفزة جديدة يصعب قياسها حتى بسرعة الضوء فبدعه الشيخ هذه المرة كانت من نوع جديد لم يسبقه إليها احد من شيوخ الأزهر السابقين منذ إنشاء الأزهر قبل ألف عام وحتى عهده الميمون فقد تكرم وتفضل فضيلة الأمام الاكبر و بكرم حاتمي منقطع النظير وامتثالا لقوله تعالى (أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )كما يفهما هو ففتح أبواب الأزهر مشرعة على مصراعيها أمام حاخامات بني صهيون قتلة الأطفال والأنبياء ومغتصبي فلسطين والأقصى واستقبل فضيلته عتل من عتاولتهم وحينما عارضه بعض الشيوخ المتزمتين الذين شبت في رؤؤسهم الحمية والنخوة العربية والاسلاميه وهم يرون الحاخامات يدنسون الأزهر الشريف وأيدي جنودهم ملطخة بدماء أحرار فلسطين وعذارا غزه ، أحالهم فضيلته إلى التحقيق وفصل بعضهم من التدريس
 
إن كل من يحاول تتبع وإحصاء فلتات شيخ الأزهر والوقوف على شطحاته العجيبة خاصة في السنين المتاخره التي تجاوز فيها السن القانوني لشغل منصب مشيخة الأزهر وبعد أن اخذ الرئيس يستثنيه و يجدد له سنه بعد أخرى سوف يصاب بالإرهاق الذهني والنفسي ويعتريه التعب وتخور قواه قبل أن يحصيها عدادا ، إلا أن كل تلك الهفوات وغيرها الكثير كما يقال في كفه وهفوة الشيخ وتدخله في سياسة المقاومة في فلسطين وتثبيط همم المقاومين في كفة أخرى
 
فالشيخ الأزهري الذي أصبح الأزهر في عهده مؤسسة تتساقط كل يوم هيبتها ويضمحل تأثيرها على الشارع المصري والعربي والإسلامي بسبب شطحاته وتدخلاته في مالا يعنيه وتخبطه في فتواى عجيبة غريبة وتسييس الأزهر بما يخدم النظام بطريقة ككتولية متلونة بكل ألوان الطيف خرج علينا فجأة هذه الأيام بفتوى جديدة لم تكن لا على الخاطر ولا على البال رغم فلتات الشيخ التي لا تنقطع
 
ففي الوقت الذي تقصف فيه غزه ويقيم الصهاينة فيها محرقة الشتاء الحار على قدم وساق بقتل الأطفال والشيوخ والنساء وهدم المساجد والتعدي على دور العبادة وفي الوقت الذي تطلع فيه الكثيرون ببصيص من الأمل إلى شيخ الأزهر وقد استذكروا دور الأزهر الشريف عبر التاريخ وأثره في دفع ا لغزوات والمعتدين عن بلاد العرب والمسلمين ليستنهض ألامه العربية والاسلاميه بشعوبها وانظمتها للدفاع عن حياض الأقصى بهبة عمرية تستنقذ فيها فلسطين وشعب فلسطين ظل الشيخ للأسف كعادته في الملمات والمحن يلوذ بالصمت ولا يخرج في خطبه عن الخطب الوعظية وكأنه في قرية نائية خارج الكون لا علم له بصرخات وأنات الأطفال والأيتام في فلسطين حتى دماء الرضيعة أميرة أبو عصر التي لم تبلغ الشهر من عمرها والتي أبكت حتى الحجر لم تخرج فضيلة الشيخ عن صمته وتساقطت كل تلك الآمال والأحلام عند قدميه وليت الأمر وقف عن هذا الحد المهين للأزهر وشيخه وليت الشيخ طال صمته ...فلم تكد عاصفة الشتاء الساخن تهدأ وقد رد أبناء القسام الصهاينة على أعقابهم خاسرين ....حتى خرج الشيخ طنطاوي بفتوى يندى له جبين الأحرار والشرفاء وقد جعل من نفسه هذه المرة خبيرا عسكريا واستراتيجيا مسطرا فتوى يتناقلها الركبان وتنوء بحملها الجبال فتوى على مقياس دحلان والسيد عباس وعريقات وعلى هوى اولمرت وباراك فبدلا من أن يوجه شيخ الأزهر سهامه إلى المعتدين وأذنابهم الخونة ويشكر لليوث القسام دفاعهم عن الأرض والعرض على قلة العدد والعتاد إذا بالشيخ يصف
صواريخ القسام والجهاد وكتائب الأقصى التي دكت حصون وقلاع العدو الصهيوني وأغضت مضاجع أكثر من 250000 صهيوني من مغتصبي الأرض وأدخلت الآلف منهم إلى المصحات النفسية وكبدت المستعمرات الصهيونية خسائر فادحه في الاقتصاد يصفها فضيلته بأنها لا قيمة لها ليثبت شيخ الأزهر مجددا انحيازه التام لوجهة نظر النظام العربي الرسمي حتى لو كانت مواقف ذلك النظام مواليا لبنى صهيون ومستسلما ومسلما الأرض والمقدسات ومفرطا بالثوابت والقيم وحتى لو كان موقفه وفتواه خنجرا مسموما في ظهر المقاومين والمدافعين عن الشرف والمقدسات.
 
لقد اثبت الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر ودون أن يتكبد الكثير من العناء أن عهده الميمون ليس كهد من سلفه وان أزهر الشيخ طنطاوي ليس كأزهر الشيخ شلتوت ولا أزهر الشيخ عبد الحليم محمود فكما لكل زمان دولة ورجال كذلك لكل زمان شيوخ وأئمة
فرحم الله من مات وغفر الله لطنطاوي
 
سعيد جداد