لعل قتلا منه يحيينا!


*الشريف سامرالحسني :
رحماك ربي! ماذا جرى؟! هل تكشف الوحشية الطاغية عن بعض غرائب ذاك الكيان, أو شذوذه؟! أم أنها تذرّي الحقيقةَ في عين الشمس؟! هل ترعوي أصوات ضلت؛ عن التلجلج في جدوى التفاوض وأوهام السلام؟!
أيها السادة: إن السلام لن يكون مع عقلية تشرِّع الغصب! وتستوحش السلم! ويخنقها العداء!
 
ما عاد أحد يصدق أن أحدنا مصدقا عن" إسرائيل" السلام؟! وهي تتنكب الإنسانية العاقلة, وتنشط نشاط الغِرّ؛ ليلقى حتفه! إذ تتمحض فسادا, وإفسادا! تقتل بشهوة المريض إليه! تستنزف روحها الشريرة؛ إذ تستنزف دماء زكية حتى الموت!
 
وهي تستنفر في فلسطين الحجارة والشجر, والنسائم وزخات المطر, بعد أن استعدَتْ عليها مصدقي كذبها, وقتلت الرضيع في جوف السَّحَر
 
إن فلسطين كالأم الرؤوم تدعو أبناءها! توقظ لهم معاني الأصالة والظفر. هي آية التذكير عن بون المسافة بين المبتدأ وما ليس الخبر؛ تحضر إليهم معاني الأيام الفاصلة؛ تستدعي لهم أصداءها, وجذورا أنبتتها, ومياها روَّتها, وأيادٍ رعتها, وأفئدة طوت فضليات, قد تفرقت في البشرية على مر الزمان والمكان!
 
أيقوى هذا الكيان, ولو في الخيال, على أن يقوم لتلك الأمة ذات الفرادة والسناء! أم هل أغراه منها غفلة؟! ولو قامت لما كادت تراه
خاسر من يصطفُّ الآن في صف العدو, أو من يكونه.
ومخدوع, أو خادع من يحسب غبارا, يثبط الإشراق, أو هباء يعوق انفجار العيون!
هذا الكيان لا يصدق نفسه! ولكنه اليأس من غير السبيل المُعَجِّل في حتفه. يستعجل نهايته؛ إذ يتوهم لحظة, أنه يستَبِقُ الخطر, وهو في الحالتين منه في خطر, أقربها حين يتوهم الإبعاد, وهو بالقتل يستنفر فينا أسباب التيقظ والحياة!! فهل بعيدة عنا الحياة؟    !