أه يا سنين النكبة والنكسة!!!
لسنوات طوال، هي سنين عمرنا، ظللنا نلعن ونندب النكبة والنكسة!

ضاعت أعمارنا، وضاعت الديار، سلمها الحاكم العربي دون أن يطلق رصاصة واحدة.. وكبرنا على حلم الفارس العربي الذي سيترجل يوماً، وكبرت صرخات حرائرنا: واعرباه! واسلاماه! وكتم الحاكم صوتها باصوات المخنثين من الرجال واللواتي يغنين بصدورهن وسيقانهن.

ظننا اننا أخر الأموات

ظننا اننا أخر المهزومين

ظننا اننا أخر المنكوبين..

لم نكن نعلم أن حلقات القهر لا تنتهي، وأن الموت يسبق الخيالات والتوقعات، ولم نعلم أن الوحشية
 
فاقت بكثير صناعة الأفلام التي يعرضونها علينا، أولئك المهوسون بالقتل وسفك الدماء.

ولم نفكر يوماً أن لحوم أطفالنا وقود حرب الحضارات الإنسانية التي تتلقى أوامرها من الرب.

لقد أنجبناهم.. ليقتلوا قبل أن يبلغوا طفولتهم.. نحن الذين نعلنها للعالم أجمعين..

نحن العاجزين عن مسح الخوف الذي يغمرهم..

نحن الممنونين لهذا العشق الذي يمنحنا اياه الغرب والعاربة الذين جاءوا محمولين على دبابته ...

اقتلونا كيفما شئتم.. هذه دماؤنا والنفط والأرض

لكن اتركوا أعراضنا.. اتركوا هذه العصافير تحيا بلا خوف وبلا جنون وبلا قتل، وبلا اهدار
 
لكرامتها وطفولتها وانسانيتها..

خاطبوا ربكم الذي أمركم: هل من الضروري أيضا ذبح العصافير؟