بقلم : رشا زكي
أؤكد لكم يقينا أن الموضوع الذى أطرحه اليوم لن يروق لكثي من إخوتنا فى الجالية ، وخاصة أصحاب المتاجر العربية ، وقد يؤدي طرحى لهذا الموضوع عداوة بينى وبينهم .
و لقد ترددت كثيرا فى طرح موضوع اليوم ، لا لأنى أعمل حسابا لأصحاب المتاجر العربية الذين هم مقصدى ، لا على الإطلاق !! ولكن ما كان يشغل بالى هو مدى تأثير كلامى على من أطرح من أجلهم هذا الموضوع وهم إخوانى وأخواتى من أبناء الجالية العربية وكنت أخاف ان يضيع كلامى هباء أو لا يحدث صدى لدى إخواننا العرب أو تأثيرا فى عادات إعتاد عليها العرب هنا منذ عشرات السنين .
دعونى أدخل مباشرة فى موضوعى الأساسى دون الإطالة فى مقدمة تشعرون معها بالملل .
لاحظت منذ مجيئى إلى الولايات المتحدة إرتفاع أسعارالبضاعة المعروضة فى المتاجر العربية وخاصة اللحوم والدواجن بالنسبة لمثيلاتها من البضائع المعروضة فى المتاجر الأمريكية .
فإذا قارنت بين أسعار اللحوم والدواجن ، التى يطلق عليها أصحاب المتاجر العربية إسم" الحلال " وبين مثيلاتها فى المتاجر الأمريكية تجد إرتفاعا ملحوظا للبضاعة " الحلال " قد تصل إلى ضعف السعر مقارنة بتلك المعروضة فى المحلات الأمريكية ، مستغلين إقبال الزبائن العرب على ما يسمى " بالحلال " !
حتى أننى شعرت أن شعار المتاجر العربية هو" إعطنا ما فى الجيب ... يأتيك ما فى الغيب " ، ذلك الشعار موجه بالطبع لنا .. إخوانهم من الجالية !
ودعونى أوضح لكم أولا ، أمرا هاما، ما المقصود بكلمة " الحلال " ، المفترض فى اللحوم و الدواجن ، حتى ينطبق عليها وصف " الحلال " ، وجوب أن يتم الذبح طبقا للشريعة الإسلامية والتى تقتضى ضرورة التسمية والتكبير قبل عملية الذبح .
ولنسأل أنفسنا سؤالا هاما ... ما أدرانا أن هذه الأبقار و الدواجن قد تم ذبحها بالفعل طبقا للشريعة الإسلامية ؟؟ وكيف لنا أن نتأكد أصلا أن الذى قام بعملية الذبح هو مسلم ، حتى يسمى ويكبر قبل عملية الذبح ؟؟؟
فقد سمعت من مصادر مختلفة ، أن الذين يقومون بعملية الذبح فى المذابح العربية هم من" الإسبانيول " لأن الأيدى العاملة الإسبانيولية رخيصة مقارنة بمثيلاتها العربية .
وأصحاب المتاجر العربية يستغلون إقبال المسلمين ولهفتهم على المنتجات الحلال ، فيرفعون أسعارها وكلهم ثقة فى عدم إنصراف الزبائن العرب عنهم ، مهما رفعوا الأسعار عليهم .
وما ينطبق على اللحوم " المسماه بالحلال " ، ينطبق أيضا على جميع المنتجات العربية الآتية من البلاد ، فهى أغلى ثمنا بكثير مقارنة بمثيلاتها المعروضة فى المحلات التجارية الأمريكية !
أيها التجار أصحاب المتاجر العربية...إتقوا الله فى إخوانكم فى الجالية !
وحديثى ليس فقط عن إستغلال أصحاب المتاجر العربية لإخوانهم العرب و مسألة الحلال المشكوك فيها أصلا ، ولكن أيضا " الغش " الذى لمسته بنفسى عندما توجهت إلى أحد محلات الجزارة لشراء اللحم الضأن فعندما رجعت للمنزل وفتحت كيس اللحم ، وجدت اننى إشتريت عظما مكسوا بقليل من اللحم .
دهشت وسألت نفسى ...؟ هل ذكرت للجزار شيئا من أننى لدى كلب أريد أن أطعمه..فأعطانى عظما بدلا من اللحمّّّ! وحيث أننى لا أمتلك كلبا ولم أذكر شيئا عن رغبتى فى شراء عظما ، فلابد أن ذلك العظم هوما إعتاد ذلك الجزار أن يهديه لزبائنه العرب بدلا من اللحم !
وما حدث لى مع ذلك الجزار تكرر أيضا مع جزارين آخرين ، حتى تيقنت أن كل الجزائرين العرب سواء .
أيها التجارأصحاب المتاجر العربية ... رفقا بإخوانكم فى الجالية !
ويا إخوانى و أخواتى ...لا تنخدعوا بكلمة " حلال " المكتوبة على واجهات المحال العربية ، فلا " حلال " مضمون أنه حلال إلا فى بلادنا .
فالأهم من السعى وراء أطعمة " حلالها غير مضمون " هو أن تجعلها أنت بنفسك حلالا ، عندما تسمى قبل أن تأكل ، وتحمد الله بعده !