
بقلم : زايد السماوي
ملاحظة : لانقصد بلفظ صخلة أي امتهان لشخصية المرأة ولكن شبهنا هنا نظرة الشعب الأمريكي بمفاهيمه الاجتماعية ومورثاته في تنصيب النساء كرئيسات ، كما لا نقصد بلفظ الحمار اهانة لأوباما بإعتبار أن شعار الحزب الديمقراطي هو الحمار : وهو كناية عن الصبر كما يرون.
التركيبة السكانية للشعب الأمريكي :
يتكون الشعب والذي يبلغ تعداده أكثر من ثلاثمائة مليون نسمة : من خليط من عدة شعوب وقوميات مهاجرة ، قد استوطنت تلك الأرض في فترات متفاوتة أقصاها ثلاثة قرون ، فأرفعهم شأناً في المجتمع : الانجلو ساكسون وهم علية القوم ، ثم الايرلنديون ، ويليهم الأوربيين الشرقيين ، وأسفلهم درجة في المجتمع :الايطاليين ، والأفارقة ، والصينيين ، والأمريكيين الجنوبيين ، والعرب ، وماتبقى من الهنود الحمر (السكان الأصليون لأمريكا ) ...وغيرهم .
تعريف الحزب الديمقراطي :
، هو أحد الحزبين السياسيين، الرئيسين في أمريكا، مع الحزب الآخر (الحزب الجمهوري)، و يعتبر الحزب أقدم الأحزاب السياسية المعاصرة.تعود أصول الحزب إلى ما كان يسمى بالحزب الجمهوري-الديمقراطي، الذي تأسس عام 1792 على يد توماس جيفرسون و جيمس ماديسون و غيرهم من معارضي النزعة "الفيدرالية" في السياسة الأمريكية، ثم تشكّل باسمه الحالي تحت قيادة الرئيس آندرو جاكسون، الذي ناصر مبادئ جيفرسون عند انقسام أعضاء الحزب في عهده (1829-1838). عرف الحزب بعد ذلك بالفكر المحافظ و ارتبط بحماية مؤسسة العبودية قبيل الحرب الأهلية الأمريكية التي نشبت عام 1862، لكنه تحول جذرياً تحت قيادة الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1932 فأصبح ممثلاً لتيارات الليبرالية و مناصراً لالنقابات العمالية و التدخل الحكومي في الاقتصاد، و لا زال الحزب مرتبطاً بما يسمى بالأفكار التقدمية إلى اليوم.واجه الحزب العديد من الأزمات، خصوصا في الستينات، عندما اضطر للتصدي لحركة الحقوق المدنية، و المشاكل الناجمة عن الحرب الفيتنامية.
أهم رؤساء الحزب الديمقراطي :
1) آندرو جاكسون (1829-1838)، مؤسس الحزب.
2) جروفر كليفلاند (1885-1889 و 1893-1897), الديمقراطي الوحيد الذي رأس أمريكا بين أعوام 1860-1912.
3) فرانكلين دي. روزفيلت (1933-1945), الشخص الوحيد الذي ترشح للرئاسة أربع مرات.
4) هاري إس. ترومان (1945-1953)، خلف رزفيلت بعد موته. واجه الحرب العالمية الثانية، و هو الذي أمر بألقاء القنابل الذرية على هيروشيما و نجازاكي.
5) جون إف كيندي (1961-1963)، تولى رئاسة أمريكا، بعد نيكسون، لم يستمر في الحكم سوا ألف يوم، و هو الرئيس الأمريكي الأصغر، و الكاثوليكي الوحيد. في عهده كانت حرب خليج الخنازير مع كوبا، و يذكر أن سبب مقتله الغامض، أنه أراد أن يتصالح مع الرئيس الكوبي فيديل كاسترو.
6) ليندون جونسون (1963–1969)، وقع معاهدة الحقوق المدنية للأمريكيين ذوو الأصول الأفريقية.
7) جيمي كارتر (1977-1981)، تم في عهده توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر و إسرائيل.
8) بيل كلينتون (1993-2001)، يعتبر كلينتون من أفضل الرؤساء الأمريكيين، ففي عهده تحقق الأمريكا فائض تجاري مرتفع، و تميزت فترته بالهدوء السياسي، و توقيع معاهدة أوسلو. ( عن موقع ويكيبيديا، الموسوعة الحرة) .
الحزب الديمقراطي والمغامرة الكبرى :
المجتمعات الأوربية وأمريكا تعتمد كثيرا على عملية المراهنات وتغامر بأموالها وممتلكاتها من أجل ذلك ، ولم يقتصر الأمر على الألعاب الرياضة ، بل تجاوزه إلى السياسة فيما يبدو ، وقد جسد الحزب الديمقراطي هذه المغامرة بدفعه : المرأة هيلاري كلنتون والأفريقي أوباما لمواجهة الحزب الجمهوري في المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة ، وسيتناطحا أولا فيما بينهما ، ثم يواجه أحدهما مرشح الحزب الجمهوري القوي ماكين .
وهذه المراهنة أو المغامرة الخاسرة بهيلاري ( الصخلة ) أو أوباما ( الحمار الأعرج ) ستكلف الحزب الديمقراطي غاليا ، وتحرمه من الرئاسة فترة طويلة قد تكون ستة عشر عاما ، فالشعب الأمريكي لم يرشح يوما ما النساء للحصول على الرئاسة ،ولم تصل النساء كذلك ومذ تأسيس الكيان الأمريكي لهذا المنصب ، وكذلك بالنسبة للأشخاص من ذوي الأصول الأفريقية ، فالأفارقة يعتبرون من الرقيق وهم أقل مرتبة في المجتمع وكما يؤمن الأمريكيون ، وفي الواقع أن الشعب الأمريكي ( ذوو الدماء الزرقاء من الأنجلو ساكسون والايرلنديين والأوربيين ) عنصري بطبعه وإن تظاهر بالحضارة والرقة والإنسانية ، وقد تجسدت عنصريته الكامنة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ومن الصعوبة بمكان ومن خلال هذه النزعة أن يصل أوباما أو حتى هيلاري الى البيت الأبيض .... والله أعلم .
الحزب الديمقراطي أو الجمهوري وجهان لعملة واحد ة :
بالنسبة لنا كعرب أوشرقيين فالأمر سيان ، فرئيس ديمقراطي أو جمهوري لا فرق ، فالكل ينظر إلينا كشعوب متخلفة غبية ولكنها غنية بالنفط فيسعى لتخليص هذا النفط من أيادينا ، وسيكون تعاملهم الفعال فقط مع حكامنا على حسابنا ،مادام هناك مصلحة بل مصالح مشتركة بينهما ، والكل يتسابق لخدمة الكيان الصهيوني وتعميق الجراح الفلسطينية .
الاحتلال الأمريكي بعد فوز الجمهوريون أو الديمقراطيون :
الفرق بين الجمهوري والديمقراطي يكمن في الوسيلة وليس في النوايا ، فالنوايا واحدة ومتحدة تجاههنا : فالجمهوري يحكم علينا باللاعدام شنقا بدون تردد ، أما الديمقراطي فأكثر ديمقراطية منه لأنه سيسقينا السم البطيء القاتل ثم يبكي علينا !!!
وتاريخ هذان الحزبان مليء بالسواد والإجرام والدموية ، ففي عهد الحزب الديمقراطي مثلا حدثت الحرب الأهلية الأمريكية ، وضربت اليابان بالقنبلة النووية ، وفي عهد الحزب الجمهوري حدثت حرب فيتنام والاعتداء الصهيوني المتكرر على لبنان ، واحتلال أفغانستان والعراق .
وسواء فاز رئيسا ديمقراطيا أو جمهوريا فسيستمر الاحتلال في أفغانستان والعراق ، وسيستمر الدعم للكيان الصهيوني ، وتقوية سلطة العملاء في كل مكان .
وسواء وصل أوباما الأفريقي والمسلم سابقا أو هيلاري كلينتون أو الجمهوري ماكين ، فحالنا في العراق والشرق هو هو ، ولسان حالنا وكما قال المرحوم الشهيد محمد حسين كاشف الغطاء :
لنا في الشرق أوطان ولكن
تضيق بنا كما ضاقت لحود
نقيم بها على ذل وفقر
ونظما لا يسوغ لنا الورود
أكاذيب السياسة بينات
تكيد بها الحكومة ما تكيد
إذا ما الملك شيد على خداع
فلا يبقى الخداع ولا المشيد
ومن لم يتخذ ملكا صحيحا
فلا تغني الجيوش ولا البنود