واضح كالشمس.. دقيق كحد السيف... !

 أسعد عبود*
إرادتنا نحو السلام, ورغبتنا به لا تدفعنا لتجريب النيات الاسرائيلية, صعدت في الكلام أم خففت منه.. لا بتصعيدها سترعبنا, ولابتخفيفها وتطميناتها الهوائية سنأمن لها.

على مدى الأيام والسنين مشت سورية على حد السيف, على الخط الدقيق كالشعرة بين الاستجابة للتهديدات والسقوط في الخوف,وبين إهمالها.. بين الاستجابة لتطمينات نظرية أو الردّ على تهديدات عدوانية.‏

بالنسبة لنا, إسرائيل ومن وراءها يشكلون حقيقة عدوانية لاحاجة لإثباتها بالتجربة.. إرادتنا بالسلام ذاتية, وليست حالة استجداء من أي كان , نحن نسعى للسلام أينما كان المسعى ذا جدوى, لكن.. بوضوح .. ودون أي حسابات غير حسابات السلام نفسه.. ويوم قالوا (أنا بوليس) والمسار السوري على جدول بحث , لم نسقط في الوهم , بل بالوضوح الذي شكل للسياسة السورية ساتراً أفضل بكثير من الغرف المغلقة, قلنا:لا نغيب عن موقع يبحث فيه شأننا.. فحضرنا دون أوهام.. تماماً على الخط الفصل بين الوهم والتراجع, وتراجع الجميع إلا سورية لم تتراجع, لاباتجاه الوهم ولا باتجاه الكفر بالسلام.‏

من السهل لمن يريد السلام مع سورية أن يجد الطريق إليه.. حيث هي ماتقوله ولاخفايا.. على كل المستويات وفي كل المواقع.. وبالتالي لاداعي لعدو أو صديق أن ينقب ويبحث ويتشاطر ويقرأ ماوراء السطور (خصوصاً في الإعلام) .. ماذا تريد سورية?! على أي محور هي?! من تعادي.. من تخاصم?! فلن يجد أحد خلف السطور إلا ماهو أمامها.‏

في القضية الفلسطينية, وفي وضع العراق .. في الخلافات اللبنانية .. في مسألة الحرب والسلام.. مايعلن هو الحقيقة, والخفايا التي يكتشفونها هي خفايا نفوسهم ليس إلا..‏

لاجديد فيما يخص المناورات الإسرائيلية, إلا من حيث هي مناورات, وبالتالي عمل عسكري لمشروع حرب.. ولا متغير آخر.. ادعت اسرائيل أنها تطمئن أم أنها تهدد.. لاتراجع عن القناعة التامة بأن إسرائيل مشروع عدوان مستمر, والحاجة لردعه دائمة.. ولا تراجع عن مشروعنا للسلام من حيث هو خيار استراتيجي حين يؤمن الاخرون به ويسعون له.‏

العمل السياسي في المنطقة أثبت دائماً أن سورية تعني ماتقول ..والنيات ماصرحت به.. وأنها مراراً وتكراراً كانت رؤيتها للأحداث قابلة لتخليص المنطقة من ويلات كثيرة, منذ حرب صدام على ايران, مروراً باحتلاله المشؤوم الكويت ,والحرب الأهلية في لبنان, وانتهاء باحتلال العراق.. وكانت هذه الرؤية قابلة لترجيح فرصة السلام ( مذكرات الرئيس الامريكي بيل كلينتون .. (حياتي).‏

احساس النجاح يدفع سورية دائماً الى تبني الوضوح السياسي, وبالتالي من الدقة والحكمة التعامل معها على أساس حقيقة الموقف المعلن وليس احتمال النيات المبيتة.‏