أسعد عبود - ليس مجرد حذر..!!

أسعد عبود - ليس مجرد حذر..!!

ليس من السهل استدراج سورية إلى معارك لا تخطط لها, وإذا كانت سورية قد أكدت السلام خياراً استراتيجياً, فهي تدرك أيضاً أن إسرائيل غير جاهزة لهذا السلام.

إسرائيل بعيدة عن السلام, جاهزة دائماً للعدوان, لذلك لا مبرر لأن يسألها أحد عن غايتها من المناورات بالقرب من الحدود السورية واللبنانية مع فلسطين المحتلة, كل مناورة هي مشروع حرب, وليس من طبيعة الأعمال الحربية العسكرية أن تبدأ بالإعلان عنها, ولا سيما عندما تكون حروباً عدوانية.‏

خلال تاريخ اعتداءاتها, لم تعلن إسرائيل عن أي منها بشكل مسبق, و بالتالي كيفما كانت الاستنتاجات, والمعلومات الداعمة لها, فإن فرضية العدوان هي الأولى بالاعتبار.‏

قد تكون هذه المناورات والتحركات تستهدف الداخل الإسرائيلي, وقد تكون استعراض عضلات لباراك, خدمة لمشروعه السياسي.. قد تكون بغية ترتيب أوضاع قواتها بعد هزيمتها في حرب تموز أمام المقاومة اللبنانية.‏

لكن..هذه إسرائيل, وهذا هو العدو الصهيوني الذي لا يجهله أي عربي إلا تجاهلاً, بل إن العالم لا يجهله, وإذا كانت المناورات لإرضاء الداخل الإسرائيلي, فإن العدوان يرضي هذا الداخل أكثر, وإذا كانت تقدم فرصة سياسية لباراك, أيضاً العدوان يقدمها له, ثم إن الوضع الدولي والعربي يشجعان إسرائيل على العدوان.‏

إن إسرائيل تستمد من استمرار منطق الحروب القائم على تراجع مشروع السلام, والصمت الدولي لمنطق الاحتلال, ولا سيما بعد احتلال العراق, إضافة إلى نبع السلاح, والدعم الأميركي, وغير الأميركي الذي لا يتوقف ,تستمد من ذلك كله عوامل حسم في موقفها لمصلحة الحروب, وإسقاط مشروع السلام مع أي دولة كانت مهما وصل مستوى التصالح والتفاهم معها.‏

يخطئ أي بلد عربي يخرج احتمالات الحروب من السياسة الإسرائيلية, الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقنع إسرائيل بالعدول عن فكرة العدوان, هو حسابات الربح والخسارة.‏

إن اللغة الوحيدة الصالحة للاستخدام مع هذا الحديث المتواتر عن احتمالات عدوان إسرائيلي هي أن نستعد له, لقد استمرت سورية منذ وجودها إلى الآن مستعدة دائماً للحرب والسلام, تفضل السلام..لكن..تستعد لردع العدوان.‏

الاستعداد للحرب لا يعني أبداً الانجرار إليها, بل مواجهتها بالطرق الصحيحة, لاستثمار الإمكانات المتاحة بالظروف المثلى.‏