أطفالنا على مذبح بني صهيون، لنتفكر


لم يكملوا سن العاشرة بعد حين طلبهم دراكولا ليشبع غريزته بدمائهم الزكية العطرة البريئة وليروى نهمه بأجسادهم الغضة وهى تحترق متفحمة وتتمزق قلوبنا وتنفطر حسرة وترويعا...

أيها العالم القذر المتوحش في الربع الأول من القرن الحادي والعشرون ....
لن نذرف الدموع فقد ذرفت الأمهات دماء فلذات أكبادهن حد الجنون وشرب الآباء حسرتهم ماء من نار حد الوجوم والذهول وانفطرت قلوب الشعب كل الشعب حزنا وألما ما بعده حزن وألم...... ولكن مهلا ولنتفكر قليلا:

المعطيات:

* ترسانة أمريكية الصنع من نار تفتك بالبشر دون تمييز وبالحجر والزرع دون رادع لها فالزمن والمكان تحدده طائراتهم وصواريخهم بدقة متناهية صوب أجساد أطفالنا وبيوتنا الآمنة لا فرق.

* جبهة فلسطينية داخلية مفككة وراء منافع ومصالح دنيوية بحتة ومن يقول عكس ذلك فليخرق عيني ويقطع يدي.... فالصراعات والتناحر الفلسطيني كان وما يزال على توزيع حقائب مهترئة تذل على أبسط الحواجز والمنافذ التى تملأ الأرض وتحاصر الحريات لكل الناس وعلى الولوج في مؤسسات لنيل الشرعية من هنا وهناك عن طريق فرض الأمر الواقع وكأننا لسنا كلنا تحت رحمة وسياسة الأمر الواقع الصهيونية الحاقدة !!

* غياب إستراتيجية موحدة و إحلال تكتيك متحوصل ومتقوقع لا يخدم أبدا تحقيق الأهداف الوطنية وإنما يخدم سياسات البقاء لفئات حيدت رأى الشعب في الأزمات وهذا مخالف لكل ديمقراطيات الأرض قاطبة ففي الأزمات المصيرية كالتي تعصف بنا يتحتم على الشعب الفصل والحكم حتى يتسنى للقيادات أن تقود وللمتحدثين باسم جهة معينة أن يتحدثوا باسم الشعب .

* تعنت بعض الأطراف الداخلية الفلسطينية في مقابل المبادرات العربية والفلسطينية الداخلية وهذا من شانه إبقاء دراكولا الصهيوني مبرزا وشاحذا أنيابه طالبا المزيد من أجساد شبابنا وأسرنا الآمنة وأخيرا بدأ في التركيز على أطفال من الفئة العمرية 6 شهور – 11 عام وهذا تحول نوعى يجب التوقف عنده والتفكر مليا .

* الحشد الإعلامي الدولي منذ أسابيع حتى استطاعوا تحييد الإعلام كله وحرفه عن مساره وتحويل العمليات القذرة اللاحقة كما نرى الآن إلى نوع من دفاع عن النفس وعن بلداتهم المحاذية لقطاع غزة وقد نجحوا بدليل غياب إعلام عربي وفلسطيني فاعل على مستوى الرأي العام الأوروبي والأمريكي على وجه الخصوص والانكفاء إلى الإعلام الداخلي والعربي المتصارع على الحلبة الداخلية الفلسطينية وهذا عمل على إضعاف الإعلام الموجه ليأخذ نصيبه ودوره في فضح المجازر التى ستعقب التهديدات الصهيونية والتح شيد لآله إعلامهم القادرة والقوية والتي تسبق آلة حربهم المدمرة ببشاعة لا يمكن وصفها فنحن ننتظر من دراكولا أن يبدأ في مص دمائنا وتمزيق أجساد أطفالنا حتى نستغيث لاحقا ..!! فيكون إعلامهم قد سبق مجازرهم وحينها من يغيثنا ؟؟ ومن يلجم السفاحين القتلة ؟؟ وقد سبق السيف العذل.

* عدم امتلاكنا لنيران فاعلة مركزة ودقيقة وبالمقابل عندهم التركيز شديد الفتك بشكل مباشر أو كما يقال توازن في الرعب مع تفاوت في القياس طبعا ولكن الحد الأدنى منه هنا مفقود.

النصيحة:

* ليس عيبا أن نتفكر بل العيب والمهزلة فيما لو أننا نمضى قدما ونتخطى دماء أطفالنا هكذا وكأنهم قرابين على طريق التحرير ..!! هنا أقول لا وألف لا ... توقفوا وتفكروا جيدا فنحن الشعب لن نقدم الأطفال هكذا رخيصا فهم فلذات أكبادنا لم ولن تهون علينا أنفسنا ولا ضمائرنا نعم سنعدهم وسنربيهم إلى يوم موعود نحدده نحن في المكان والزمان المناسبين للدفاع عن الوطن والعقيدة فأما الآن فأين هو الوطن الذي سندافع عنه بشبابنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا ؟؟؟ إننا ندافع عن بقاء و وجود لمجموعات صغيرة تتحكم بواقعنا بحكم الواقع ومست جداته في غياب رأى الشعب لتجديد الشرعيات !!أما العقيدة فهي في قلوبنا قوية راسخة ليست بحاجة إلى تقديم أطفالنا إلى دراكولا رخيصة بهذا الشكل دون أن نستطيع بالمقابل جعلهم يدفعون ثمن لعدوانهم الهمجي القذر.

* إن اعتقدت بعض الفصائل والحركات بأن ما يحدث هو مجرد سحابة وسرعان ما تنتهي وبعدها نقفز على جراحاتنا وأحزاننا فهم مخطئون وليسوا أهلا للقيادة وعندها أقول بالفم الملآن حكموا الشعب وانظروا النتائج إن كنتم موقنون..!فلا تفرضوا على الشعب ما لا يطيقه ولا تتلاعبوا بمشاعرنا فنحن قوم قد عجنت فينا السياسة والقضية منذ أن ولدنا فصعب أن تمر علينا كثير من الشعارات المرفوعة والتي تزيد فقط من إحباطنا وتقهقر من عزيمتنا وصمودنا ورباطنا على أرض الرباط لهذا ليقول الشعب كلمته الفيصل وليجدد لكم شرعيتكم وبعدها لكل حادث حديث فالشعب حينها قد قال كلمته ورسم مصيره فإما أن يستمر في تقديم أطفاله وممتلكاته قرابين لدراكولا دون نتائج مجدية وإما أن يعيد تفكيره لرص الصفوف من جديد والتفكر في التكتيك والاستراتيجيات التى تخدم الأهداف وتحققها مع ملاحظة أن هناك أهداف قصيرة المدى أصبحت ملحة ولا تنتظر التأجيل وهناك أهداف بعيدة المدى الكل مجمع عليها فهي في صلب عقيدتنا ولا أحد يختلف عليها أبدا. ولا يمكن الإيضاح على الهواء أكثر !!.

* العشوائية في النيران لا تخدم أحدا ولا تحقق توازن في ميزان الرعب وإنما مبتدعيها قد يصلوا إلى مقايضتها بالبقاء العلني وعندها يُلزمون بتوقيع ذلك كتابيا وسرعان ما تنتشر على صحف العالم وتظهر التواقيع وهذا بحد ذاته نهاية لكل شيء وللوجود بالنسبة لهم أما الاستعاضة عنها بالاتفاقات الشفوية فهذا لن تخدم كثير من الجهات وإنما هي أشراك في الطريق ومصائد والموافقة عليها بحد ذاتها ترويض أولى يجعل من دراكولا أن يطلب المزيد والمزيد ...

ولهذا على القوم إعادة الحسابات وقد قلتها سابقا في مقالة سابقة قبل شهر بأن المعادلة الفلسطينية في شقها الأول (الفلسطيني) بحاجة إلى إعادة توزين لها من أجل التوازن الفاعل للمعادلة وفورا وبشكل ملح حتى لا يحرق تفاعلها الخاطئ الجميع من بشر وأرض وشجر وهذا معناه تحكيم الشعب لتجديد الشرعيات ومن يتفوه باسمه لا اسم جهة معينة لاسيما بعد ذوبان الشرعيات التى أصبحت متقادمة فقد طغت عليها كثير من الأحداث والملمات والأحزان والتراجع بالمستوى المعيشي للجماهير وبأحلامهم الوطنية الشرعية... وذلك أسوة بكل الشعوب التى ارتأت للديمقراطية طريقا لها.... ولكن لم يستمع أحد لنصحنا أو لم ينتبه وفى هذا عذر أقبح من ذنب للأسف الشديد. والله من وراء القصد.