مرة أخرى شكرا يازعماء الأمة


شكرا يا زعماء الأمة العربية ، شكرا لكم لأنكم رفعتم عن أعيننا الغطاء ، وجعلتمونا نراكم على حقيقتكم التي لا لبس فيها ولا غموض ، شكرا لكم لأننا كنا ننحني حتى تنكسر ظهورنا احتراما وإجلالا لكم كلما رأينا أو حتى سمعنا صوت أحد أصحاب الجلالة والسيادة والفخامة والسعادة والعظمة ، لأننا كنا نظن أنكم ظل الله في الأرض وأنكم أمراء المؤمنين وسادة ساداتنا وعظام رقبتنا وجلاء همنا وغمنا وبصيص أملنا ورحيق قلوبنا وسر حياتنا ومماتنا

شكرا لكم لأنكم وقفتم مثلنا تماما أمام مشهد أم عمر في غزة وأم محمد تنظرون إلى شاشة الجزيرة ولا تفعلون شيئا ، نحن ليس بيدنا حيلة فذرفنا الدموع حتى جفت مآقينا يوم أمس واستحيت رجولتنا من نسائنا فقمنا نلملم ما تبقى منا في غرفة مجاورة بعيدا عن الأولاد والبنات والزوجات حتى لا يرو الدمع في عيون أبيهم فيصيبهم انكسارا فوق انكسارهم وذلا فوق ذلهم ، وحتى لا يتهموننا بالكذب فنحن الذين علمناهم أنكم أولى الأمر والنهي وأنكم أشرف من في الأرض وأنكم تحمون الأمة وتعقدون القمة وتزيلون الغمة ، وإذا بكم تتناولون الكافيار على موائدكم مع الويسكي المعتق عله يذهب ببعض ما تبقى من ضمائركم ورجولتكم فيزول إحساسكم بالذنب وأنتم ترون أذل من في الأرض ، وأقبح من في الأرض ، وشتات العالم وبقايا البقايا يقتلون نسائنا وأطفالنا في حواري غزة فلا يرف لكم جفن ولا تختلج لكم زفرة ولا تشعرون بزوال كرامتكم

أطفال غزة يأكلون من حاويات الزبالة بينما تطالعنا أخبار الصحافة الإيطالية بخبر يفرح القلب ، محمود عباس يشتري أحذيته من إيطاليا وبسعر ثلاثون الف دولار للكندرة الواحدة ، كم رصاصة ياعباس يمكن للفلسطينيين أن يحصلوا بثمن حذاء واحد من أحذيتك ، كم طفل في مثل سن محمد البرعي يمكن أن يشتري حليبا حتى يرتوي بثمن خيط حذائك الإيطالي الجميل ، كم أم فلسطينية يمكن أن تشتري خبزا لأبنائها بثمن فردة من فردات حذائك يا شيخ زمانك ، يا معتصم رام الله ، يا رشيد القرن الحادي والعشرين ، عباس المنتبه الحساس في قصيدة أحمد مطر أرسل برقية تهديد ، على سفالته أرسل برقية تهديد وضرب اخماس بأسداس ، غير أن عباسنا في رام الله لم يفتح فاه ، وبقي واقفا عارضا لغزة وأبناء غزة قفاه ن فهو غاضب من حماس ولا يمكن أن يحاور ولا يشاور إلا بشروط ليته فعل ذلك مع اليهود ، ليته شرب جرعة شجاعة وتمعر وجهه دقائق قليلة لأطفال غزة الذين يموتون على مدار الساعة

أطفال غزة ورضعها يموتون وأم عمر وأم محمد البرعي تقطعت قلوبهن وقطعن قلوبنا معهن بينما بياعي الكاز في الخليج مازالوا يعدون سعر أخر شحنة من نفط الأمة سرقوها وباعوها الى المحرر ابن المحرر السيد المغوار بوش ، وبينما يتخمون بنوك العالم بحساباتهم وحسابات أبنائهم وأبناء أبنائهم وبينما يتنعمون بأموال الأمة ، تذهب الأمة كلها الى جحيم المحرقة

أطفال غزة يموتون بصمت لأنهم شرفاء لأن عندهم كرامة وعزة نفس يموتون والدموع تملأ عيونهم على زعماء أمتهم الذين تحجرت قلوبهم ، الذين رضخوا لليهود ولأمريكا ، بينما تمكن بضع صعاليك من صعاليك العرب الذين تملؤهم العزة والكرامة والشرف والنخوة والدين والمروؤة من هزم إسرائيل في جنوب لبنان ، ليتكم تدعون صعاليكنا الذين نحبهم ويحبوننا ويحبهم الله يتولون الأمر وتسافرون الى لندن وواشنطن وباريس ، تعيشون في مواخيرها ، وتنامون في أحضان نساء ليلها ، وسنسامحكم بما سرقتم وسنسرق ونرسل لكم ، من أجل الله ، من أجل رسول الله من أجل أطفالنا ، من أجل بقايا النخوة التي نشك انه تبقى لكم منها شيء اتركونا نتصعلك وندافع عن أنفسنا ، دعونا نحك جلدنا بظفرنا مرة واحدة ، دعونا نلاقي هؤلاء المجرمين بقايا بقايا البشر ، وسنريكم أننا أقوى منهم واقدر منهم وأننا قادرون على أن نجعل الدماء في تل أبيب أنهارا كما هي دماء أهل غزة الزكية في غزة انهارا
وليذهب عباس الحساس ، وليبقى يلمع سيفه ، ويلمع شاربه أيضا وليبقى في حضن الأعداء في حضن بوش ورايس فإنه يشعر بكل سعادته معهم ، ودعوا الشعب الفلسطيني يتولى أمره بيده ، دعونا من كذبكم ومؤتمرات قمتكم ومن تصريحاتكم ومن بياناتكم ومن دباباتكم التي لا تخرج إلا ضد الشعب ضد الأمة ضد الله