في اليمن: طفولة تسحق على الرصيف



 
 
كتب/ رداد السلامي
 الى جانب الرصيف كان يمشي محمد بتعب واجهاد بالغ ..لا ادري ما الذي شدني اليه ..شيء ماخفي شدني الى هذا السارب في أحشاء صنعاء ببطيء ..طفل صغير يبلغ من العمر 10سنوات بدى على ملامحه هم ثقيل قاتل ..يملأ عينية الم وغم..يسير زاحفا كثعبان صغير قيدة الصقيع..
محمد العوامي طفل مكافح يرتدي ثياب يعلوها الوسخ الداكن والتراب جاء من المطار الى الجامعة الجديدة مشيا على الاقدام مجهد متعب ممتلء بألم خفي حاولت جاهدا ان اسبر غور هذا المسكين الذي انزوى الى داخلة وتكهفت روحة بسوداوية أليمة..تالمت كثيرا ..وكل ما كنت املكه هي 40 ريالا دسستها برفق في يده وادخلته الى مكتبة صغيرة كي احاوره:
يعمل محمد في بيع الكتيبات الدينية صغيرة الحجم"ادعية،ماثورات، قصص،" يدرس في الصف الثالث الابتدائي يعمل ابوه كما يقول مكنسا في البلدية براتب يبلغ قوامه 15الف ريال ..الا ان بيتهم كما يقول ملكا فهو لا يدفع ايجار.. له اخت واحدة يكافحون معا من اجل اعالة ذواتهم يحصل محمد في اليوم على 500ريال يدرس في الصباح وفي المساء يستعد محمد للعمل في بيع الكتيبات الدينية ..
 
حين التقيته كان يبدو وكأنه مريضا.. انفاسه تتحشرج ..خائفا كأنه يعاني من اضطهاد حاولت عابثا ان استكشف ما في داخله لكنه كان يرد علي بصمت مميت تمنيت معه لو اني لم أسأله ..
 
حين سألته لماذا شفتيك متورمتان هل انت مريض يا محمد أجاب بصوت موغل في الحزن ينتزع الكبد من مكانها "لا"
 
فارقت محمد وفي قلبي حزن وفي ذاتي أسى يقطر الما على طفولة وطن تراق في الشوارع تستباح في كل الزوايا ..على طفولة تحملت على عاتقها اعالة ذاتها واسرتها قبل أوانها