«جواسيس جدعون»: الموساد اخترق عواصم عربية وحاول اغتيال صدام وسمم عرفات



 
 
 يتداخل الأسطوري مع الواقعي في كتاب عن «بطولات» جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» وتاريخه السري الذي يكشف توطيد العلاقة مع جهاز الاستخبارات الأميركي «سي آي إيه» واختراق العواصم العربية ومحاولة اغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والتلميح باغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
 
 
والكتاب من تأليف غوردن توماس، يهودي من أصل بريطاني، عاش فترات من حياته بين مصر في زمن الاحتلال البريطاني وفلسطين تحت الانتداب البريطاني. ويلقي المؤلف أضواء على ما يمثله رجال الموساد قائلاً إنهم كانوا بالنسبة الى مير عميت الذي ترأس الجهاز بين عامي 1963 و1968 مثل جدعون «وهو بطل العهد القديم الذي أنقذ اسرائيل من قوى العدو المتفوقة لأنه امتلك استخبارات أفضل».
 
 
ويوضح توماس أنه في منتصف الخمسينات زود الموساد بمعدات حديثة جداً بعد أن تأسست «شراكة» بينه وبين وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه».
 
 
كما يقول انه أثناء «التحضيرات» لحرب يونيو 1967 كان يوجد داخل كل قاعدة جوية مصرية ومركز قيادي عسكري عميل للموساد «ثلاثة منهم على الأقل في مركز القيادة العامة في القاهرة وكانوا ضباط أركان حرب» وتجمع أمام الموساد كل مخططات تفصيلية بالتوقيت المناسب لتوجيه الضربة للقوات الجوية المصرية وحدد الوقت بين الثامنة والثامنة ونصف صباحاً وهو وقت يفصل بين النوبات.
 
 
حيث يستطيع الطيران الإسرائيلي في هذه الدقائق الثلاثين «سحق قوات العدو» وفي الثامنة ودقيقة واحدة وقعت «الضربة القاتلة».
 
 
ويسجل المؤلف كيف أشرف قادة اسرائيل على عمليات التصفية والاغتيالات التي كان من ضحاياها خليل الوزير «أبو جهاد» نائب ياسر عرفات، حيث اغتيل في تونس عام 1988.
 
 
وفي فصل عنوانه «بعد صدام» يقول انه في مطلع عام 2003 قبل شن الحرب الأميركية على العراق كانت هناك عملية اغتيال تشغل مئير داغان الرئيس الحالي للموساد حول أفضل طريقة لقتل صدام حسين.
 
 
ويقول انه في حين كانت الدبابات الإسرائيلية تحاصر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حتى أكتوبر 2004 كان خبراء الموساد يراقبون «كل كلمة يتفوه بها.. وقال رئيس الوزراء السابق أرييل شارون علانية انه لن يكون هناك سلام دائم حتى يرحل ياسر عرفات»، مضيفا أن عرفات كان حتى رحيله يمثل بالنسبة للإسرائيليين الأب الروحي للإرهاب، أما إدارة بوش فقد اعتبرته شخصاً منبوذاً».
 
 
ويضيف أنه في معهد اسرائيل للأبحاث البيولوجية «تم ابتكار كل الأسلحة التي استطاع بها عملاء الموساد اغتيال عشرات (الإرهابيين) باستخدام مواد سامة لا تترك أثرا. مضيفا أن عرفات «عدو الموساد اللدود، مات بشكل غامض ومحاط بالسرية.. لن يعرف أحد الآن أبداً؛ فيما إذا كان الرجل مات مسموماً».