سارَ يشقُّ دربهُ بين الجمـــوعْ ..... و بالكادِ أمسكَ من فرحتهِ الدمـوعْ لا تقهقرَ بعدَ اليومِ أو رُجـــوعْ ..... قَرُبَ الرحيـــلُ عن هذي الربوعْ تأشيرةٌ إلى بلاد – العمّ ســامْ - ..... وصلتهُ بعد انتظارِ شهرٍ و عـــامْ تأشيرةٌ كالبدرِ نوراً ليلةَ التــمامْ ..... جــاءته في الوعي , لا في المنامْ أثمرَ الصبرُ و طولُ الانـــتظارْ ..... و قيــامُ الليلِ و أدعيةُ النهـــارْ و مناجاةُ القديرِ في الأســـحارْ ..... آتٍ إليــكَ يــا بلـدَ الأحــرارْ .................................... فليُعلِم الحاضرُ منكم الغـــائبْ ..... وطئتْ قدمـــاهُ أرضَ العجائــبْ غشاوةُ العينِ أضحت كثلجٍ ذائـبْ ..... حصحصَ الحقُّ و رحَلَ الحلم الكاذبْ الناسُ من حولهِ مغلوبٌ و غالـبْ ..... كأنّهم في حلبةٍ , نعـاجٌ و ثعالــبْ و الكلّ يجري خائفاً كالأرانـــبْ ..... استغلالٌ و جشعٌ , أفاعٍ و عقــاربْ كذبٌ , نفـاقٌ , غشٌّ و خــداعْ ..... عنفٌ و قتـلٌ , تشرّدٌ و ضيــــاعْ حتى الروحُ عندهم تُشترى و تباعْ ..... لا فرقَ بين إنســــانٍ أو متــاعْ في بلادهِ سبعٌ واحدٌ و أتبـــاعْ ..... و هاهنا سبـاعٌ و وحوشٌ و ضبــاعْ خليطٌ من شذّاذ , لصوص و رعاعْ ..... ياللهولِ ضــاعَ الحلمُ منهُ ضـــاعْ ........................................ سبعٌ عجافٌ مرّت عليه كالحريقْ ..... لا خـلَّ يشكو إليـــهِ أو صديـــقْ يناجي ربّهُ حينَ في الليلِ يفيـقْ ..... إلى وطني – يـــا ربُّ – أين الطريقْ شوقٌ لوالديهِ , لأخيـهِ الشقيقْ ..... بـــاتَ يمــزّقُ قلــبهُ تمزيـــقْ لو أُعطيَ اليومَ ياقوتاً و عقيقْ ..... صـبراً دون أهلــهِ ما عـــادَ يُطيـقْ أصبحت دعواهُ في السرّ و العلنْ ..... آهٍ لـو يعـــودُ بــيَ الزمــــنْ لأشدوَ بين أهلي على كلّ فنــنْ ..... و أهجر سربـــاً يغرّدُ خـارجَ الوطنْ |