لماذا يا صحف الدنمارك ...؟؟



منذ أكثر من عامين قامت صحيفة دنمركية بنشر رسومات مسيئة لشخص الرسول صلى الله وعليه وسلم وللأمة الإسلامية ومن بعدها قامت صحيفة نرويجية بنشر نفس الرسومات لتخفف الضغط الشعبي عن الدنمارك ومن بعدها جاءت صحيفة فرنسية غير مشهورة بالرسومات لتنال الشهرة على الساحة لكنها لاقت ما لا تتوقع حيث قامت السلطات الفرنسية بإغلاق الصحيفة واعتقال رئيس تحريرها .
وفي ذلك الوقت تصاعدت الأصوات المطالبة بقطع العلاقات مع الدنمارك حكومة وشعبا واقتصادا وقد خرجت المظاهرات المنددة بذلك العمل الشنيع في معظم دول العالم العربي والإسلامي التي تصدت إليها رجال الأمن في دولهم بالقمع والقتل كما حدث في باكستان وليبيا وأفغانستان أما على الصعيد الرسمي سحبت قطر والسعودية وليبيا سفرائها من الدنمارك بالإضافة إلى استنكارات هنا وهناك من رجال الدين وعلمائه وبعض رؤساء الدول . كل ذلك حدث قبل عامين فلماذا لم يتكرر ذلك مع تكرر نشر الرسومات فما الذي حدث للعالم العربي والإسلامي .
قبل أن نخوض في أسباب عدم ردة الفعل أو بالأحرى قلة الرد نسبيا عن المرة السابقة نود أن نطلعكم على الأسباب التي جعلت الصحف الدنمركية تقوم بنشرها في المرة الأولى :
أولاً : أن هؤلاء لا يعرفون عن الإسلام شيء ويريدون معرفة حدود حرية الصحافة كما يدعون وماذا يعني الرسول الكريم للعالم الإسلامي وهذا مستبعد أو حجة غير مقنعة لأن للصحافة في كل دول العالم مواثيق وأخلاقيات وحدود للنشر وقوانين تحكم العمل الإعلامي .
ثانياً : أن ذلك جزء من حرب على الإسلام تحت ذريعة الحرب على الإرهاب وذلك واضح في وضع قنبلة موقوتة في عمامة الرجل الملتحي في السورة والتي كتب عليها اسم محمد في إشارة إلى أن المسلمين قنابل موقوتة في بلاد الغرب ليساوي بين الإسلام والإرهاب .
ثالثا : أن ما نراه من رسومات هي مجرد فلتات لسان مثلها مثل حرق الصحف وتدنيسه في سجن أبي غريب ومنع الحجاب في فرنسة ... الخ تخرج هذه الفلتات سهواً أو عمداً من نفسية مريضة حاقدة .
لكن تبين بعد ذلك لعملة النشر أسباب خفية غير التي ذكرناها وهي وإن كنت غير مخطئ ، ضرب الاقتصاد الدنمركي من قبل أمريكيا ومن خلفها اللوب الصهيوني التي لا نستبعد رشوتها لهذه الصحف حيث أن الاقتصاد الدنمركي يوزع مواده الغذائية من أجبان وغيرها على معظم دول العالم وبخاصة الدول الإسلامية المستهلكة فعند مقاطعة الدول الإسلامية لهذه البضائع ينتج عندنا خسارة بالمليارات للاقتصاد الدنمركي الزاهر .
والسبب الثاني هو التنفيس عن هذا الكبت وضيق النفس الذي يكنه المسلمون في صدورهم ضد القوات الأجنبية في مختلف دول العالم الإسلامي فعند تخرج المسيرات والمظاهرات المنددة بذلك تنفرج الصدور ويخرج الناس غلهم وغضبهم في مظاهرة هنا وهناك ليعودوا إلى سباتهم العميق.
واليوم بعد أكثر من عامين تعود الصحف الدنمركية بنشر الرسومات من جديد لغرض في نفس يعقوب أو لتحقيق غايات هم أدرى بها ، فحذروا من اللعب فينا باسم رسومات لا تنقص من الرسول صلى الله عليه وسلم شعرة ولا تهز جسده .
وبذلك يتبين لنا أن طريقة الرد عبر المظاهرات والمقاطعة الاقتصادية لن تحقق لنا شيء ولن أكون جازما إن قلت إن أنسب الطرق للرد على مثل هذه الرسومات هي المحاكم الدنمركية التي تمنع حسب قانونها التعدي والمساس بالديانات .