لبنان أطلق صرخة الجوع والسلطة واجهته بميليشياتها !


شهد لبنان امس بمختلف مدنه ومناطقه إضراباً عاماً احتجاجاً على سياسة السلطة الحاكمة وإجراءاتها الاقتصادية التعسفية التي أضرت بمختلف شرائح الشعب اللبناني وأدت الى تفاقم أزماته المعيشية.
ورغم محاولات فريق السلطة التشويش على الإضراب وعرقلته عبر تحريك ميليشياته التي قامت بإطلاق النار على المواطنين ماأدى الى وقوع اشتباكات تسبب بها بشكل خاص عناصر من جماعة المستقبل فإن الإضراب حقق أهدافه ماأحرج فريق السلطة وأسقط في يده سيما بعد اعتقال الجيش اللبناني 21 مسلحاً من تيار المستقبل والقوات اللبنانية كانوا يطلقون النار عشوائياً على المتظاهرين في كورنيش المزرعة ومصادرة بنادق حربية وذخيرة حية ومشروبات روحية من مكتب تيار المستقبل في طلعة النويرة حيث أطلقت منها نيران أصابت اثنين من عناصر الجيش بجراح كما أصيب طفل كان يسير في الشارع.
وفي التفاصيل شارك في الإضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام العاملون في مختلف القطاعات الإنتاجية والادارية والنقابات العمالية والمهنية وقطاع النقل وطلاب المدارس على مختلف مستوياتهم والمنظمات الزراعية والسائقون والموظفون وعمال النقل الجوي والبحري وكل المواطنين المتضررين من سياسة السلطة الحاكمة المتجاهلة للمطالب والاحتياجات المعيشية والاقتصادية المتدهورة.
وقال رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن إن العمال كافة استجابوا لدعوة الاضراب وتجمعوا في مختلف المناطق حسب البرنامج الذي وضعه الاتحاد من اجل تحقيق مطالبهم العادلة.
وقال إن الاضراب شمل مختلف المناطق اللبنانية في بيروت والجنوب  والبقاع والشمال وتوقفت حركة السير في كل هذه المناطق.
وأضاف إن السلطة التي فقدت الحس الانساني والاجتماعي يجب ان تسمع صوت الشعب والعمال ولابد من الاستجابة لمطالبهم.
وأشار الى ان بعض المأجورين حاولوا حرف مسار الاضراب إلا أن العمال اثبتوا انهم مع حقهم في مطالبهم العادلة.
وشلت حركة السير في بيروت وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد نتيجة احراق الاطارات وسدت الطرق في مناطق  الطيونة وشاتيلا وغاليري سمعان بالأتربة والاطارات.
وأقفلت المحلات التجارية ابوابها وخلت الشوارع في بيروت وضواحيها من المارة والسيارات وسدت العديد من الطرقات بالاطارات والمستوعبات والأتربة.
وقال مسؤولون في مطار بيروت إن الاضراب أجبر المطار على توقيف اكثر من 32 رحلة أو الغائها امس بسبب اغلاق الطرق المؤدية الى المطار ومشاركة عمال المطار بالاضراب.
كما اغلقت الاسواق والمحلات التجارية والمدارس الرسمية والخاصة في مدينة بعلبك التزاما بالاضراب وردد المتظاهرون عند مدخل المدينة هتافات معادية لسياسة السلطة الحاكمة محملين اياها مسؤولية الغلاء وتدهور الأحوال المعيشية.
وقطع الطريق الدولي بين البقاعين الشمالي والاوسط نتيجة احراق اطارات السيارات.
وفي محاولة للتشويش على الاضراب أطلقت السلطة العنان لميليشياتها حيث انتشرت القوى المسلحة في الشوارع واسطح المنازل وشوهدت عناصر المستقبل في منطقة رأس النبع وقامت بإطلاق النار على المتظاهرين.
وبعد الانتشار المسلح الكثيف في طريق الجديدة والفاكهاني وحالات القنص تطور الأمر الى اشتباكات متبادلة بين عناصر المستقبل وعدد من المحتجين في منطقة النويري، بربور، رأس النبع وامتدت الى وطى المصيطبة حيث بادر عناصر من الحزب التقدمي  الاشتراكي وتيار المستقبل بإطلاق النار وقذائف آر بي جي على المواطنين المحتجين وإزاء هذا الوضع قام اهالي النويري ورأس النبع بطرد مسلحي تيار المستقبل من مركزهم وبحوزتهم اسلحة رشاشة وقذائف.
كما اشار شهود عيان ان مجهولين من عناصر تيار المستقبل ألقوا قنبلة في كورنيش المزرعة اصابت حسب مصدر أمني عسكريين وثلاثة مدنيين كما ألقى عناصر من السلطة الحجارة على المتاجر المقفلة ماأدى الى تحطم واجهاتها الزجاجية في ذات المنطقة.
على إثر ممارسات السلطة وميليشياتها اعلن غصن تعليق المظاهرة التي كانت مقررة مع الاضراب محملاً السلطة والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة لأنها لم تفتح الطريق المقرر لسير التظاهرة ولم تؤمن حمايتها بل إن ردة فعلها المبالغة فيها واستخدام عناصرها النيران لتفريق المحتجين تسبب بإصابة العديد من المتظاهرين بجروح.
كما اتهم غصن انصار السلطة بقطع الطرقات بالسواتر والإطارات المشتعلة لتعطيل التظاهرة.
وفي السياق نفسه قال امين العلاقات الخارجية في الاتحاد العمالي بطرس سعادة إن الاضراب نجح في معظم مناطق لبنان مجدداً اتهام الحكومة بانتهاج سياسة النعامة فيما يخص مطالب العمال.
قوى المعارضة الوطنية اللبنانية حملت السلطة وميليشياتها مسؤولة ماآلت اليه الأوضاع عبر ممارساتها الاستفزازية واطلاق العنان لعناصرها لإطلاق النار على المحتجين.. ورأى الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الدكتور فايز شكر ان التصاعد الحاد للأزمة الاقتصادية والاجتماعية هو نتيجة حتمية للنهج المتبع من قبل الحكومة اللاشرعية التي أثقلت كاهل اللبنانيين بالرسوم والضرائب وتتعامل بشكل انتقائي استنسابي مع القضايا العامة.. الأمر الذي أدى الى نزول الجماهير الى الشارع للتعبير عن ألمها وغضبها.
وحمّلت هيئة الرئاسة في حركة أمل فريق السلطة مسؤولية ما حصل ويحصل في لبنان.
وكانت هيئة الرئاسة في حركة أمل عقدت اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيس الحركة رئيس مجلس النواب نبيه بري حضره جميع الأعضاء بحثت خلاله في التطورات الميدانية الخطيرة الناجمة عن القرارات الصادرة عن الحكومة البتراء.
كما حمّل الاتحاد البيروتي فريق السلطة مسؤولية الأحداث التي تشهدها بيروت والتي جاءت نتيجة السياسات الجائرة والفاشلة التي انتهجها الفريق الحاكم منذ توليه السلطة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتي أدت الى حالة من عدم الاستقرار في لبنان.
وأكد الاتحاد في بيان أن الاعتصامات والتظاهرات الشعبية تشكل رداً على سياسة التجويع واستشراء البطالة والانكماش الاقتصادي الذي فشل فريق السلطة في إيجاد الحلول الناجعة له.
وشدد الاتحاد على أن المقاومة خط أحمر في المفهوم الوطني والقومي في لبنان مؤكداً التفاف اللبنانيين حول المقاومة ودعمهم لها ولنهجها في حماية لبنان وتحصينه من الاعتداءات والإملاءات الأجنبية.
بدوره حمّل النائب السابق وجيه البعريني في بيان مشترك مع رئيس المركز الوطني للعمل الاجتماعي كمال الخير فريق السلطة مسؤولية الأحداث الجارية مؤكداً أن هذا الفريق أعلن الحرب على اللبنانيين بأمر من الإدارة الأمريكية ما أدخل لبنان مرحلة خطيرة تهدد الاستقرار والسلم الأهلي فيه.
وأكد البيان أن أمن المقاومة جزء لا يتجزأ من أمن لبنان مديناً تدخل الإدارة الأمريكية السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية.
من جهته أكد الوزير السابق عبد الرحيم مراد أن فريق السلطة يحاول من خلال قراراته الأخيرة استباحة المقاومة خدمة للعدو الإسرائيلي مشيراً الى أن المقاومة التي انتزعت شرعيتها من المواثيق الوطنية والقومية ليست بحاجة الى اعتراف وحماية حكومة غير شرعية ومرتهنة للإدارة الأمريكية.
وقال خالد الرواس أمين عام حركة الناصريين الديمقراطيين في مقابلة مع إذاعة النور إن فريق السلطة يقوم بدور مرسوم له من الخارج لتحقيق أهداف المشروع الأمريكي في المنطقة مستنكراً تحرك هذا الفريق في مواجهة المطالب العمالية والشعبية ومطالب المعارضة الأساسية في قيام حكومة وحدة وطنية.
الى ذلك أكد مصدر بارز في المعارضة أن الاضراب سيستمر ويتحول الى عصيان مدني حتى تتراجع الحكومة عن اجراءاتها الاقتصادية التعسفية.
وأكد طراد حمادة  وزير العمل اللبناني المستقيل ان اضراب العمال  هو حق طبيعي لهم للمطالبة بحقوقهم وتحسين وضعهم المعيشي الذي لايطاق في ظل الاوضاع السائدة.
وأضاف  حمادة إن الحكومة اللاشرعية تنفرد بالقرارات وهي لا تحترم الدستور ولا الشعب اللبناني.
بدوره أكد الوزير السابق وئام وهاب أن الاضراب العمالي العام الذي شمل كل القطاعات والمنظمات النقابية جاء احتجاجاً على المستوى المتدني للحياة المعيشية والاقتصادية لجميع اللبنانيين على يد الحكومة اللاشرعية.
وأضاف وهاب ان المعارضة أيدت هذا الاضراب وانها ستوضح أيضاً رأيها تجاه قرارات الحكومة اللاشرعية.
وشدد  وهاب  على أن البعض من فريق السلطة يعمل وفق روزنامة تخدم المشروع الامريكي الاسرائيلي.
بدوره أكد النائب السابق  نجاح واكيم ان الاضراب هو تعبير عن صرخة الجوع التي أجبرت اللبنانيين على التظاهر والاضراب بدعوة من الاتحاد العمالي العام في لبنان.
وقال واكيم  إن الاجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة غير الشرعية قبل يومين هي للتضليل ولتدويل الازمة اللبنانية مؤكداً ان ما يسعى اليه فريق السلطة هو تنفيذ للإملاءات الخارجية وزرع الفتنة في لبنان.
من ناحية اخرى أكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والاسلامية في لبنان ضرورة استمرار التحركات الشعبية والعمالية للدفاع عن الحقوق المشروعة في تأمين لقمة عيش كريمة وضمانات اجتماعية للبنانيين  مستنكراً الغلاء الذي يجتاح السلع الاساسية والغذائية والذي يعود في اسبابه الى الاحتكارات وتغطية السلطة لذلك.