الطريق إلى الجحيم

ترجمة : جورج آرويان
(الطريق إلى الجحيم : أميركا والإسلام بعد العراق),هو العنوان الاستفزازي للكتاب الذي تم نشره مؤخرا في الولايات المتحدة ويصف بتعابير تميط اللثام عن مستقبل الزعامة الأميركية على خلفية ( الفشل المزدوج الذريع) في العراق وأفغانستان.‏

ويغذي هذا الكتاب بصورة مسبقة تباينات عنيفة, لأن الأمر يتعلق بالسخرية من جملة النخبة السياسية, بدءا من المحافظين الجدد وانتهاء بالديمقراطيين كلينتون وأوباما. ومايكل سويير مؤلف الكتاب كان مسؤولا في السي- آي -آيه حتى عام 2004 وكان على رأس الوحدة العسكرية المكلفة بملاحقة أسامة بن لادن.‏‏‏

والأمر المثير هو إعلانه أن حكومة كلينتون كان لديها الكثير من الفرص للقضاء على هذا الرجل, لكنه لم يأمر بتنفيذ ذلك.‏‏‏

والأمر ذاته فعله بوش, فقبل عام من غزو العراق كان بمقدوره قتل أبي مصعب الزرقاوي لكنه لم يفعل ذلك مخافة أن ينظر إليه الأوروبيون ككاوبوي قادم من تكساس. وكانت النتيجة أن الزرقاوي أصبح مسؤولا عن خسائر بين الجنود الأميركان أكثر مما تم فقده على يد المقاومة, ويرى محدثنا لدى مقاربته مسائل هي من محرمات النظام الأميركي أن الاسلاميين يضربون أميركا ليس من أجل قيمها وحرياتها وصفتها العلمانية, كما يقول سياسيونا, لكن لأجل الدعم المنظم الأحادي الجانب لإسرائيل على حساب العالم الإسلامي, ويسم تبعية أميركا للبترول والبترو دولار العربي.‏‏‏

ويرى أن دفع الأميرال فالون قائد القوات المركزية الأميريكية (CENTOM) في هذه الفترة الزمنية القصيرة للاستقالة ربما هو مؤشر إلى أن الضربة العسكرية ضد إيران هي احتمال قائم حتى لو كان التقرير الشهير لأجهزة الاستخبارات الأميركية في تشرين الثاني المنصرم قد أضعف ذرائع التوءم بوش- تشيني حول البرنامج النووي الإيراني . وأن جهل حكومة بوش بالوضع في العالم الإسلامي يجعلها بحق تصدق أن ضرب إيران سيساعدها بينما على العكس ستفتح في الحقيقة الباب أمام كوارث جديدة وأننا سنفقد الحرب في جبهتي أفغانستان والعراق ففي أفغانستان لدينا ثلاثون ألف وللناتو خمسون ألف جندي, فلو كان لدينا عشرة أضعاف هذا العدد ربما كان لدينا فرصة لكسب الحرب. وبالنسبة للعراق تحولت المضايقة الأساسية من قبل مقاتلي المقاومة إلى تهديد للوجود يمكن أن يغير نمط حياتنا على مدى عقود وربما بصورة دائمة, فالأمور مفجعة هناك على الرغم من ادعاء حكومة بوش تحسين الوضع في العراق. وإذا تعرضت أميركا لهجوم, فلن تعرف كيف سترد, فلا توجد معسكرات للقاعدة معروفة لنا وتكون هدفا لضرباتنا العسكرية,و أيا كان الهدف الذي يمكننا اختياره. فإن هذا سيفاقم الأمور أكثر وبالتالي عندما أتحدث عن ( تهديد وجودنا) أعني التالي: فلأنه لن يكون لدينا هدف عسكري في هجوم تال والأمر الوحيد المتبقي لنا هو اضطرارنا للحد بصورة أساسية من حرياتنا من أجل هدف الأمن المقدس, والتحول الى دولة بوليسية ضخمة على شاكلة إسرائيل.‏‏‏

ويتابع مؤلف الكتاب القول:إنه على الرغم من وجود مجرد خمسة ملايين ناخب يهودي في أميركا من أصل 150 مليون ناخب, فليس بمقدور أيًّ من مرشحي الرئاسة الثلاثة المجاهرة باللامبالاة بوجود إسرائيل, ويتابع أن مصير المصالح الأميركية هي في المقام الأول من الأهمية وأن بوسع اسرائيل,فعل ما تشاء لكن شريطة ألا يتم ذلك بالتضحية بحياة الأميركان.‏‏‏