مقصُّ المقاومة.. وشباك بوش الجديدة !

نبيل فوزات نوفل
لايكاد يغادر مسؤول أميركي البلاد العربية حتى يعود آخر, ظناً منهم أن أبناء الأمة يسهل انقيادهم وخداعهم للدخول في شباك الأمرو- صهيونية- منخدعين بالأضواء البراقة, المحيطة بها بهدف ترتيب المنطقة لتصبح قانعة خانعة لما يرتبه قادة الامبراطورية التلمودية في واشنطن وتل أبيب.‏‏‏

وتأتي زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة في الشهر القادم التي ستتوج بقمة شرم الشيخ في هذا الإطار لإيقاع الدول العربية في شباكه في رحلة الصيد الجديدة هذه, والتي يريد من خلالها تقديمها لأساتذته التلموديين هدية قبل مغادرته البيت الأبيض ويأتي في مقدمها:‏‏‏‏‏

1- التأكيد على بدعة أن السلام ممكن بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين) وأن إدارته جادة في تحقيق (سلام) وإقامة الدولة الفلسطينية, وخداع بعض القادة العرب بذلك, وإذا كنا لاننكر نية بوش هذه, لكننا نؤكد أنه يريد تفصيل مايسمى دولة فلسطينية على الطريقة الإسرائيلية, (دولة) منزوعة السلاح, مجردة من الثروات, والمياه, تعيش على الإمدادات الخارجية, لاتملك إلا جهاز أمن لقمع من يحاول رفع راية المقاومة ضد الاحتلال.‏‏‏‏‏

2- تسويق مقولة إيران هي الخطر القريب وإسرائيل هي الخطر البعيد, التي شاعت في الآونة الأخيرة فكيف يمكن مساواة الجار التاريخي بالعدو التاريخي للأمة?! والهدف كما نعلم تحويل الصراع من عربي - صهيوني إلى عربي- إيراني أو عربي- عربي بهدف أن تهيمن نجمة داوود على سماء المنطقة ويعزز المشروع الأمرو- صهيوني في قيام (الشرق الأوسط) بمسمياته المختلفة, لاستكمال مشروعهم التقسيمي الذي ابتدأ من العراق.‏‏‏‏‏

3- دفن حق العودة للفلسطينيين,من خلال مايسمى إنشاء صندوق لدعم اللاجئين الفلسطينيين الذي يهدف إلى توطينهم في البلدان العربية التي شردوا إليها وذلك من المال العربي, وبالتالي دق آخرمسمار في نعش القضية وفتح ملف عودة اللاجئين ليس الفلسطينيين بل مايسمى اللاجئين اليهود من البلاد العربية ومساواتهم باللاجئين الفلسطينيين! واستخدام ذلك كورقة ضغط على البلدان العربية ليقبلوا بتوطين الفلسطينيين أو دفع تعويضات لليهود الذين غادروا البلاد العربية بمحض إرادتهم.‏‏‏‏‏

4- الطلب إلى بعض الحكومات العربية بدعم حكومة السنيورة في لبنان, لأنها القاعدة التي تعتمد عليها لتنفيذ مشروعها الجديد, بعد العراق في المنطقة وهوضرب المقاومة والمشروع القومي العربي من لبنان عبر حكومة السنيورة التي بدأت تطرح الحياد في الصراع العربي الصهيوني, وأنه لاحاجة للمقاومة وهي مقدمة للتطبيع مع العدو الصهيوني وتهيئة الأجواء لتوطين الفلسطينيين في لبنان.‏‏‏‏‏

5- ترسيخ خرافات الصهيونية التلمودية الامبريالية وأهمها رغبة الولايات المتحدة وإسرائيل في إقامة سلام عادل ونشر الديمقراطية في المنطقة, وهما قوتان كبيرتان قادرتان ولايمكن قهرهما, وبالتالي فالأفضل للدول العربية التسليم بالأمر الواقع وإقناع القوى الممانعة والمقاومة بالتسليم بهذا الواقع وإلا فستواجه عظائم الأمور.‏‏‏‏‏

على أي حال, إذا كان هناك ثمة من لايزالون أسرى التخرصات الصهيونية الإمبريالية هذه, فإننا نحن أبناء الأمة الأحرار ندرك خطورة مايخطط لهذه الأمة ونعد أنفسنا لمواجهة هذا الخطر.‏‏‏‏‏

وكما يعلمنا التاريخ ولكوننا أبناء العروبة التي تعلمناها ورضعناها من أثداء أمهاتنا وتربينا في مدرسة الشهادة والمقاومة والتضحية في سبيل الوطن, نثق بأننا قادرون على صنع النصر, فكماحقق أجدادنا النصر بأجسادهم وإيمانهم بقضيتهم فنحن قادرون على النصر والصمود من خلال تعزيز تلاحم القوى الشعبية القومية المقاومة على امتداد ساحة الوطن العربي وكما قطعنا في الماضي كل الحبال التي لعبوا عليها سنقطع الآن وغداً كل الحبال التي يلعبون عليها, لأننا نملك مقص المقاومة الذي لديه الخبرة والقدرة على تقطيعها بسهولة ويسر, فنحن شعب يؤمن بأن ما أخذ بالسيف, بالسيف يؤخذ وأن الحياة بلا كرامة غير جديرة بأن تعاش, ويدل تاريخنا أننا لم نستقبل يوماً أعداءنا بالقبل بل بحد السيوف .‏‏‏‏‏

عضو اتحاد الكتاب العرب‏‏‏‏‏