ملاحم البطولة والتضحية... الشهداء .. عشقوا الوطن وقدسوا الحرية

خالد محمد خالد
جولاننا الغالي كان دوماً عنوان صمود وتحد, وراية الشهادة كانت تبرق عالياً, كلما طلب الوطن الشهادة لبى أبطالنا النداء والطلب. وما الشهادة إلا عزة وشموخ وطني أصيل يعيد إلى أذهاننا, أو لمن تناسوا في أذهانهم, أن الوطن أغلى وأعظم من هنا وهناك.. وأن الانتماء الحقيقي له ثمن وله تضحياته التي قد تطال أرواحنا.‏

ولتزهر شقائق النعمان لابد أن يسيل سلسبيلاً عبق الشهداء, فهم عطر الانتماء وصفوة الكبرياء الوطني.‏‏‏

ها نحن اليوم نعيش ذكرى عيد الشهداء, لنستذكر أبطالاً عاشوا أحراراً واستشهدوا واقفين كالأشجار, فحبوب سنبلة تموت تملأ الوادي سنابل, وهذا ما تركه لنا الشرفاء في الجولان فهنا فوق كل شبر من أرض سورية توجد سنابل وهناك في ساحات الجولان سنابل.‏‏‏

ولأن الشهداء أكرم بني البشر, كما قال القائد الخالد حافظ الأسد وأيضاً قال: (لا إذعان أمام العدو وأسياده مهما تجبروا ومهما امتلكوا من آليات الحقد والقتل).‏‏‏

فإن أبناء الجولان أخذوا من سيرة القائد الخالد درساً في الإيثار والتضحية ,فأصبحوا لا يعرفون راحة إلا بعد أن يصير دمهم ناراً تحقيق قدسية القتال وطهر الشهادة ونقاوة وطنهم وتغمرهم ثقة لا تحدد بأن تحرير الأرض وتحقق الغلبة على العدو أمران لابدَّ وهما قائمان بفضل تصميم أهلنا والدعم اللامحدود من قبل قيادتنا الحكيمة.‏‏‏

لقد اختارا الشهداء طريق الشهادة من اجل رفعة شأن وطنهم ورفعة شأن إرادة المقاومة, وهم موقنون أن هذا الاختيار هو الرد العملي لأهداف الصهيونية.‏‏‏

إن عيد الشهداء في الجولان له مكانته الخاصة في قلوب الجولانيين فهم ساهموا في رسم المعالم الأساسية لاستقلال الوطن, ومن منا لا يستحضر معارك الخصاص الأولى والثانية والبلان وجباتا الخشب حيث قضى عدد من الأبطال دفاعاً عن وحدة واستقلال سورية ,ومن منا لم تحوله رحلة العطاء والشهادة التي جبلتها الدماء الزكية للشهيد عزت أبو جبل ونزيه أبو زيد وغالية فرحات في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي إلى عاشق للوطن.‏‏‏

عيد الشهداء مناسبة لاستحضار العبر والدروس والتجارب التي تؤكد وتجزم بأن النصر حليف الشعوب المناضلة ,وأن الاحتلال مهما بلغ من قوة وجبروت وطغى واستبدو قتل وأرهب فهو زائل لا محالة والاستقلال والحرية ضريبتهما دوماً دماء الشهداء والمقاتلين الشجعان لتبقى راية الوطن عالية.‏‏‏

ولأننا نريد أن نذكر العدو ونذكر العالم بأنه لا يمكن أن ننسى شهداءنا الذين سقطوا من الجولان بنهاية الأربعينيات أو في الخمسينيات دفاعاً عن فلسطين وفي أواخر الستينيات وحتى الآن في سبيل جولاننا, وسنبقى على العهد ماضون, لن ننسى دماء الأبرياء نساء وأطفال وشيوخا.‏‏‏

دماؤهم التي سفكت على أيدي النازية الصهيونية الجديدة التي تحتل وطننا, حتى لا ننسى.. ولكي يظل الوطن حاضرا في الذاكرة بأسماء الشهداء, الأطفال والشيوخ والنساء, من أجل أن لا تغيب تفاصيل البلاد وأسماء الشهداء فإننا نذكر أن الزميلة هناء دويري وعبر حلقات متتالية في صفحة الجولان قد أوردت تلك الأسماء.‏‏‏

وإذ نكرم اليوم الشهادة والشهداء ونستحضر شهداءنا البررة الذين سقطوا على تراب الوطن, فإننا نؤكد على أصالة الجولان العربي السوري المحتل وعمق جذوره الوطنية والقومية, وبذات الوقت فإن رسالته إلى المحتلين الصهاينة ومن يدورون في فلكهم, أنه لن يقبل التخلي عن انتمائه أرضاً وشعباً وهوية الى الوطن الأم سورية وان صموده فوق أرضه وتمسكه بحقوقه الوطنية المشروعة هو أمر غير قابل للنقاش ومقدس ولا يمكن التفريط بها أو المساومة عليها عن الكرامة ومسيرته النضالية ضد الاحتلال أثبتت قدرتهم على انتزاع حقوقهم لأنهم أصحاب حق وحرية وأصحاب قضية مقدسة تحفظها الأجيال كأمانة حملها من الأجداد والآباء الذين مضوا إلى المجد والخلود دفاعاً عن الكرامة.‏‏‏

وكما عاهد شهداؤنا في السابق, فإننا سنستمر على درب الكفاح المسلح.. لن نهادن, ولن نساوم على آخر شبر من تراب وطننا.‏‏‏