مع وصول مبارك لسن الثمانين مصر تغلي فوق صفيح ساخن

يحكم الرئيس حسني مبارك الذي يحتفل اليوم الأحد بعيد ميلاده الثمانين مصر وهي أكثر البلاد العربية سكانا منذ 27 عاما ولا خلفا واضحا في الافق. ومبارك واحد من أقدم قادة الدول في العالم ولم يشهد أكثر من 60 في المئة من سكان بلاده رئيسا لها غيره. ويأتي عيد ميلاد مبارك الثمانين فيما تقف حكومته للاصلاح الاقتصادي في موقف دفاعي بعد اتهامها بالفشل في السيطرة على الأسعار وقمع المعارضة الشرعية وزيادة الأغنياء ثراء على حساب الفقراء.
 
وفيما يلي الصعاب الرئيسية التي تواجه الرئيس مبارك في ولايته الرئاسية الخامسة البالغ مدته ستة اعوام:
 
التضخم:
 
ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الحضر 14.4 في المئة خلال عام حتى نهاية مارس آذار وهو أعلى معدل تضخم في ثلاث سنوات. وارتفعت أسعار السلع الغذائية بما يصل إلى 50 في المئة في ضربة قوية للفقراء الذين ينفقون جزءا كبيرا من دخولهم على الطعام. ورد مبارك على ذلك يوم الأربعاء باقتراح زيادة نسبتها 30 في المئة في مرتبات موظفي الحكومة والقطاع العام الذين يبلغ الحد الأدنى لأجورهم حوالي 300 جنيه في الشهر (56 دولارا). وطلب من حكومته تدبير الموارد اللازمة لهذه الزيادة في المرتبات.
 
الخبز:
 
الحكومة المصرية ملتزمة بتوفير الخبز للفقراء بأسعار مدعمة تبدأ من خمسة قروش (سنت أمريكي واحد) للرغيف الصغير. لكن حدثت أزمة في الخبز الرخيص في الشهور الاخيرة حيث زاد الطب عليه مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاخرى ولان الفروق السعرية الكبيرة مع اسعار القمح في السوق الحرة شجعت على تحويل الدقيق المدعم لاستعماله في منتجات أخرى وتحقيق ربح من فروق الأسعار.
 
وكانت الحكومة بطيئة في توقع الأزمة لكنها عملت لاحقا بنشاط لزيادة الإنتاج ووقف تهريب الدقيق كما أقامت مراكز توزيع.
 
ويقول مستهلكون إن معروض الخبز المدعم زاد في الأسابيع الاخيرة وإن الطوابير على المخابز لم تعد طويلة كما كانت من قبل.
 
الخلافة:
 
لم يعين مبارك مطلقا نائبا للرئيس كما يجيز الدستور ولم يعلن عن أي شخصية مفضلة لخلافته. ويرجح المصريون أن المرشح المفضل لدى مبارك هو ابنه جمال (44 عاما) المصرفي السابق والعضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.
 
لكن إذا توفي مبارك وهو في الحكم على غير توقع فإن مرشحين منافسين يمكن أن يظهروا لتحدي مسعى جمال للخلافة. وموقف الجيش الذي جاء منه كل رؤساء مصر ليس معروفا.
 
وعانى مبارك بعض المشاكل الصحية البسيطة على مر السنوات أهمها كان مشاكل في الظهر عام 2004 لكن صحيفة البديل اليسارية قالت إنه ظل واقفا لمدة 44 دقيقة متصلة خلال الاحتفال بعيد العمال يوم الأربعاء.
 
 
 
القلاقل العمالية:
 
على مر اكثر من عام نظم العمال اضرابات في عشرات المصانع في مختلف أنحاء البلاد مطالبين بأجور أعلى لموجهة تكاليف المعيشة المرتفعة. وكانت مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل وهي مركز لصناعة النسيج في البلاد إحدى بواتق الاضطرابات العمالية حيث شارك ألوف في احتجاجات مناوئة للحكومة يومي السادس والسابع من أبريل نيسان.
 
وفي مشهد مصور ويشاهد كثيرا على موقع يوتيوب على الإنترنت أسقط محتجون في الميدان الرئيسي في المحلة الكبرى صورة كبيرة لمبارك ومزقوها. وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من 150 خلال اشتباكات مع الشرطة.
 
التحدي الإسلامي:
 
وفي مواجهة حركة إسلامية قوية معارضة فشل مبارك في اجتثاثها بالقمع وفي دمجها داخل نظام سياسي مفتوح. وبدلا من ذلك جعلها تقف على شفا الشرعية فأعطاها بعض حرية الحركة لكنه يقمعها كلما شعر بتهديد. وكانت نتيجة ذلك توترا مستمرا وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان وتلاعبا منهجيا في الانتخابات وتقلصا لدور القانون. والمرجح أن خليفة مبارك سيرث هذا المستنقع.
 
الهوة بين الأغنياء والفقراء:
 
في ظل الحكومة التي تشكلت عام 2004 ينمو الاقتصاد بمعدل يصل إلى سبعة في المئة سنويا. لكن كثيرا من المصريين يقولون إنهم لا يشعرون بآثار ذلك وقالت الأمم المتحدة إن نسبة المصريين الذين يعيشون في فقر مدقع زادت في السنوات الخمس الأولى من العقد الحالي. وكما هو الحال في دول نامية كثيرة فإن التفاوت كبير بين الأغلبية الفقيرة والصفوة الثرية التي بدات في الانتقال من القاهرة إلى مجتمعات مغلقة تضم القصور والحدائق. وتقول الحكومة إن ثمار النمو لن يشعر بها الفقراء قبل مرور سنوات.
 
اضطراب على حدود غزة:
 
في ظل الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة ينظر مبارك بعين القلق إلى ما يجري على حدود مصر مع القطاع قلقا من أن يعاود مئات الألوف من الفلسطينيين التدفق على مصر كما فعلوا في يناير كانون الثاني.
 
وتحاول حكومته التوسط في هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لكن نفوذه محدود وفرص تحقيق نجاح طويل الاجل وصفت بانها ضئيلة.
 
وسياسة مبارك القاضية بالإبقاء على الحدود مغلقة لا تحظى بشعبية في الداخل وتعزز وجهة النظر التي تقول إنه متساهل بدرجة كبيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
 
ومبارك واقع أيضا تحت ضغط مستمر من إسرائيل وواشنطن لمنع تهريب أسلحة ومتفجرات من مصر لغزة وهو شئ تقول حكومته إنها تفعل كل ما بوسعها لوقفه.