إلى السيد حسن نصرالله مع كل الحب .

استمعت كغيري لخطاب السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله في الرد على قرارات الحكومة اللبنانية بخصوص شبكة اتصالات المقاومة وكنت شخصياً قد وصفتها بإعلان حرب على المعارضة فور سماعي لها . السيد الذي ما كذب علينا طوال قيادته لحزب الله ولم يخذل العرب والمسلمين في مواجهته الجسورة لإسرائيل والذي يوقع حلفاً فيصدق ، والذي إن تحدث عن فلسطين وأهلها فاضت مشاعرنا فخراً به واعتزازاً بالتزامه تجاه شعب فلسطين ومقاومته ، هذا الرجل صادق العهد والوعد طالبنا بأن نتفهم موقفه تجاه ما يجري وأن لا نحتسب موقفه ومن يمثل في خانة الطائفية أو الطائفيين ، وكلام السيد ومطلبه شديد الوضوح ، انه يناشدنا عدم الخلط بين حرب تشنها عليه أمريكا وإسرائيل عبر حلفائهما المحليين وبين محاولات حثيثة يبذلها البعض اللبناني الداخلي والعربي لإلباس المعركة ثوباً طائفياً يستر عورتهم المكشوفة برداء سني لن يكون قادراً على تمييع الصورة  ووضوح الأهداف .

نقول لحامل لواء المقاومة السيد حسن نصرالله بكل الوضوح الذي استخدم فيه تعابير اللغة لإيصال مطلبه لنا وجداناً وعقلاً وحمية قومية ووطنية : نحن أيها السيد المحترم نتفهمك ونصدقك ونعرف أنك صاحب مظلومية مع هؤلاء ، ورغم عتبنا عليك لعدم طلبك النصرة من أشقائك العرب إلا أننا نقول لك : النصرة لك والنصر لك ، لأنك تدافع عن كرامة شعبك ووطنك لبنان ، ولأنك تدفع عنه البؤس والهوان ، ولأنك أبديت كل المرونة المطلوبة للخروج من المحنة التي ينحدر إليها وطن الأرز والشهداء .

ليس لأحد ممن يهاجموك أن يدعي حرصاً أكبر على استقلال لبنان وكرامة لبنان لأنهم بكل أسف لجأوا للخارج واستعانوا عليك بأعداء الأمة وبأعداء الحق العربي في فلسطين وكل شبر محتل من أرضنا العربية ... إنهم يستعينون بالأمريكيين المحتلين للعراق والداعمين للصهاينة فكيف لا تطلب نصرتنا ؟ وكيف لا نقدمها لك مع كل الحب الذي تستحق .

لقد قلنا موقفنا تجاه ما يجري في لبنان سابقاً ولم يقودنا دعمنا لحزب الله إلى إهمال الموقف العربي الصحيح والواضح تجاه التدخلات الخارجية في العراق والعبث بأمنه ، تماماً كوضوح موقفنا من الاحتلال  الأمريكي للوطن العراقي ، وها نحن اليوم نعيد تأكيد موقفنا تجاه ما يجري . ومن يعمل لفلسطين وحرية شعبها ويقدم الدم في سبيل ذلك حقه علينا أن نعلن تضامننا معه ، ومن يتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية ويبرر عدوانها على أمتنا سنكون ضده حتماً ولن يشفع له أو يستره كل الأغطية الطائفية ، ولن تمر هذه الهرطقات على جماهير شعبنا في فلسطين أو أي بقعة من بقاع هذا الوطن المبتلي ببعض الزعامات الورقية .

لن ندخل في تشعبات المسألة وخطابك الهاديء والواثق ولن نتدخل أيضاً في الشئون اللبنانية الداخلية ، لكننا في القضية التي أثرتها يا سيد المقاومة وطلب خصومك النصرة من الخارج وأمريكا على وجه الخصوص تحت عنوان الأمم المتحدة لا نملك سوى الوقوف معك والدعاء لك بالتوفيق والنصر ... وقد جنحت للسلم  ونتمنى أن يقتدي بك الآخرون . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

زياد ابوشاويش

Zead51@hotmail.com