ليس دفاعاً عن الحكومة ..

شعبان أحمد
كلام المديح في غير محله ليس من طبعنا ولامن هواياتنا ولكن الموضوعية تستدعي ألا نرى نصف الكأس فقط تخيلوا معي أن تقوم الحكومة بصرف مليار ومائتي مليون مع مطلع كل شمس كدعم لمادة المازوت لوحدها (وللتوضيح فإن هذا المبلغ المصروف يومياً يعادل كلفة مشروع ضخم نذكر مثالاً جر مياه الفرات الى نهر قويق في حلب) !‏

إذن ما أريد قوله أن هكذا مبلغ كفيل بإقامة مشاريع ضخمة وكفيلة بتحسين وضع الاقتصاد الأمر الذي سينعكس ايجاباً على وضع المواطن ونموه.‏‏‏

وبالرجوع الى اعادة توزيع الدعم كمبدأ أعتقد أنه لايمكن أن تستمر ا لحكومة بلعب دور الأم الحنون خاصة وأن الدعم كان يقدم الى غير مستحقيه خاصة لجهة استفادة شريحة كبرى في المجتمع هم بالأساس لايحتاجون الى دعم اضافة الى استغلال بعض المهربين هذا الدور (الأم الحنون) ليقوموا على مدار سنوات كثيرة خلت بممارسة أعمال التهريب الى خارج الحدود بسبب التفاوت الكبير الذي كان موجوداً بين سعر المازوت لدينا مقارنة مع الدول المجارة والتي تصل الى ثمانية أضعاف!!‏‏‏

ولهذا أعتقد أن قرار الحكومة بإعادة توزيع دعم المازوت مع استمرارها بتقديم المعونة الى المواطنين عبر القسائم المدعومة من شأنه أن يتوفر سنوياً مئات الملايين الذين سيؤدي بالضرورة الى اقامة مشاريع اقتصادية وخدمية والى الاستطاعة أن تزيد رواتب الموظفين بشكل دوري الأمر الذي ينعكس ايجاباً على حركة السوق والاقتصاد.‏‏‏

إذن الحكومة وان تخلت جزئياً عن دور الأم الحنون استطاعت أن تمارس نفس الدور من خلال حزمة من القرارات الاقتصادية صدورها كصناديق الدعم وقانون الضمان الصحي و وللأمانة أقول: إن الحكومة السورية وخلال السنوات القليلة الماضية استطاعت أن تحقق نهضة اقتصادية , لكن أعتقد أن الضغوط التي مورست عليها أثرت كثيراً ليس على أدائها ومنتوجها بل في سرقة حجم كبير من بريق أعمالها .‏‏‏

وأعتقد أن زيادة الرواتب والأجور واعادة توزيع الدعم واصدار مجموعة من التشريعات كحزمة اقتصادية تعتبر بداية طريق صحيح لنهج اقتصادي اختارته الحكومة السورية سيشعر به المواطن تدريجيا.‏‏‏