اجتثاث القوة الإيرانية..ضرب من الجنون!

ترجمة : ليندا سكوتيكاتبة
بريطانية متخصصة في شؤون (الشرق الأوسط).‏

في جلسة جمعتنا,تعددت آراء الحضور,وتباينت ردود أفعالهم,عندما حدثتهم بما أعتقده من أن هجوماً على ايران مدرج في قائمة الخطط الأمريكية,فمن قائل: إنهم لن يقدموا على هذا الأمر,إلى آخر يشكك بإمكانية القيام به,بينما تساءل البعض باستغراب إن كان بالامكان القيام بهذا بالفعل ,لكني عندما أعربت عن اعتقادي هذا لم آت به من فراغ إذ سبقني إلى تلك المقولة الصحفي سيمور هيرش الذي كتب عن تلك الخطة في عام ,2006ولم يعر أحد هذا الأمر اهتماماً.‏‏‏

لكن مؤخراً فندت 16 وكالة استخبارية امريكية الذريعة التي تطلقها واشنطن من قيام ايران بتطوير اسلحة نووية,ودحضها لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.‏‏‏

وعلى الرغم من انني لا أرجم بالغيب,لكن المؤشرات المتوفرة تؤكد أن واشنطن ماضية في تنفيذ ماوصفته من خطط ,لكن بعطاء آخر في هذه المرة.ويستند اعتقادي هذا إلى عدد من المؤشرات هي:‏‏‏

اولاً:استبعاد الجنرال وليام فالون رئيس القيادة المركزية للقوات الأمريكية في (الشرق الأوسط ) لمعارضته شن حرب على ايران.‏‏‏

ثانياً:ثمة تقارير عن نشاط البحرية الامريكية على مقربة من الشواطئ الايرانية,وبارجة أمريكية في طريقها إلى المنطقة ,وسفن بحرية حربية امريكية في المياه اللبنانية.‏‏‏

ثالثاً:تعيش طهران في حالة تأهب قصوى ويوضع في الخليج العربي نظام دفاعي صاروخي امريكي.‏‏‏

رابعاً:الهجوم على القوى المدعومة من ايران في البصرة والمناطق المتاخمة لها من قبل القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة ,وتوجيه الاتهام للحرس الثوري الايراني بدعمها.وقد سبق تلك الجولات تصريح للجنرال بترايوس ألقى باللائمة على قوى القدس متهماً إياها بتمويل وتدريب وإمداد المناهضين للقوات الأمريكية,وقوله إن الصواريخ التي اطلقت على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد قد تم جلبها من ايران.‏‏‏

يبدو أن دامين مكلروي مراسل صحيفة الديلي تلغراف على ثقة تامة أن الولايات المتحدة تزمع شن هجوم على ايران,عندما كتب في إحدى مقالاته( إن المسؤولين البريطانيين حذروا من مغبة التصريح الذي سيعلنه القائد الأمريكي في العراق ديفيد بترايوس من ان ايران تحارب الحكومة العراقية ,وتتدخل في شؤونها ,الأمر الذي يشكل ذريعة لهجوم امريكي على المنشآت العسكرية الايرانية وفقاً لتخمينات الوايت هول).‏‏‏

(تقوم اسرائيل) باجراء تدريبات عسكرية ,ويعتقد حزب الله أنها ليست إلا استعدادات لحرب أخرى , ويضاف إلى ذلك وجود مؤشرات تؤكد التلاحم الاسرائيلي-الامريكي ضد ايران وحزب الله,ومع ذلك قد لايكون هذا الأمر إلا جعجعة تهدف إلى ترهيب ايران.‏‏‏

تلك المقولة التي يؤيدها الكثيرون من ذوي الخبرة والمعرفة ,لأن القيام بهجوم أمريكي على ايران سيقود إلى نتائج لاتحمد عقباها إذ إن أي هجوم عسكري هو جنون بحد ذاته,لأنه سيفضي إلى زعزعة الأمن في المنطقة,وزيادة الارهاب في العالم,وارتفاع أسعار النفط بشكل غير مسبوق,وضعف في الاقتصاد العالمي .ومع ذلك يتعذر الأخذ بتلك المسوغات لأن إدارة بوش تقاد من قبل تشيني,تلك الإدارة المتزمتة التي تنظر للأمور بعين واحدة خاصة عندما يتعلق الأمر( بالشرق الأوسط).‏‏‏

إذاً وفقاً لوجهة نظرهم أصبح العراق تحت سيطرتهم ,ولم تبق سوى إيران التي تشكل عائقاً أمام سيطرتهم على المنطقة بأسرها,وفي حال تمكنهم من إضعافها فمن الأمور الطبيعية ان القوى المناهضة للولايات المتحدة سوف تضعف أيضاً,وسيتوقف التمويل وشحنات الأسلحة لحزب الله وحماس.‏‏‏

ذلك مايدور في خلد إدارة بوش,لكن الأمر على أرض الواقع يختلف كلياً,فقد شهدنا في عام 2006 الهزيمة النكراء التي لحقت (باسرائيل )جراء حربها في لبنان,وشهدنا أيضاً ماحصل من اخفاق في البصرة,إذا ما أضفنا إلى ذلك عدم وقوفنا على مايحتمل من رد فعل روسيا التي ترسو سفنها الحربية في المتوسط,والتي تتحسب من خسارة الكثير من نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي في المنطقة التي ستفرض الولايات المتحدة سيطرتها عليها,وسيجعلها تتوجس خيفة من مبادرة البيت الأبيض لوضع قوات الناتو على حدودها,ووضع الدرع الصاروخية في بولندا وجمهورية التشيك.‏‏‏

لكن بوش الذي لن يبقى له في البيت الأبيض سوى ستة أشهر لن يضيره الدخول في مغامرة لاتعرف عقباها,وبذلك فإن ايران ستكون لها ضربة النرد الأخيرة,وخاصة أنه من أكثر الرؤساء الممجوجين في التاريخ ,لذلك فإن ساءت الأوضاع أكثر مماهي عليه,فليس لديه مايخسره,وعندما يخرج من البيت الأبيض سيترك لخلفه معالجة الأمور في هذا العالم المنكوب الذي عانى الكثير من تصرفاته.‏‏‏

الانترنت عن موقع :gulfnews‏‏‏