موسى أبو مرزوق في حوار مع «الوطن»: التهدئة «استراحة محارب» ولظروف إسرائيلية أصبحت مطلباً أميركياً

غداة انتهاء جولة كارتر ولقائه قادة حماس والذي تزامن مع زيارة الرئيس عباس إلى واشنطن ثم عودته إلى القاهرة، شهدت الساحة الفلسطينية حراكاً سياسياً على المائدة المصرية عنوانه «التهدئة المتبادلة مع إسرائيل»، من يقف وراءها؟ وما طبيعتها؟ وما مدى علاقتها بالوساطة التركية بين دمشق وتل أبيب؟. ذلك كله في ظل حصار على غزة وتبادل رسائل بين قيادتي حماس وفتح حول لقاء مشروط بإعلان صنعاء. أسئلة وقضايا أخرى حملتها «الوطن» إلى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق.

وجهة نظر كارتر
يصف البعض لقاء الرئيس كارتر بكم، محاولة لضم حماس للمسيرة السلمية، هل من تحول في الرؤية الأميركية تجاه المقاومة؟.
كارتر لم يكن يعبر عن الرؤية الرسمية الأميركية وإنما بصفته الشخصية وبما يمثل من قيمة، بالتالي انعكاسات زيارته ليس لها علاقة بالإدارة الأميركية الحالية. كارتر ديمقراطي، فإن كان لزيارته أي تأثير على الساحة السياسية الأميركية فهذا تأثير مستقبلي ومرهون فقط بنجاح أوباما لأنه مؤيد له، وسياسات الحزب الديمقراطي أكثر ليبرالية من الجمهوري المحافظ، وهناك عدة نقاط:
النقطة الأولى: لم يكن هدف زيارة كارتر ضمّ حماس للمسيرة السلمية بل لديه أفكار ليساعد الأطراف المختلفة في المنطقة دون استثناء حماس.
أما النقطة الثانية: وجهة نظر كارتر إن الأطراف المؤثرة لا يمكن عزلها ولا يمكن إيجاد حل دونها وبالتالي لابد من إشراك هذه الأطراف في أي حوارات أو أي نقاشات حول المشاكل ذات العلاقة وبالتالي فهو ضد عزل حماس ومقاطعتها وضد عزل سورية ومقاطعتها ومن هنا نبعت فكرة كارتر بالزيارة.
والنقطة الثالثة: لزيارته عوامل موضوعية منها: موقف كارتر من الصراع- موقفه من الشعب الفلسطيني- وجود كارتر كشاهد في الانتخابات السابقة- إضافة إلى أنه الرئيس الأميركي الذي عقد اتفاقيات كامب ديفيد التي أخرجت مصر من الصراع العربي الإسرائيلي، وهو الوحيد الذي نال جائزة نوبل من بين الرؤساء الأميركيين.

مطلب التهدئة
فكرة التهدئة المتبادلة مع إسرائيل لمدة 6 أشهر من يقف وراءها؟ وهل صحيح أنها مررت للمصريين عبر رايس؟
التهدئة موضوع مطروح منذ فترة طويلة، وهو مطروح باستمرار لأن اتفاقات التسوية وبرنامج التسوية بالمنطقة دائماً لهما علاقة مباشرة بالمقاومة وبرنامجها ولذا التهدئة مطروحة دائماً منذ أيام أبو عمار رحمه اللـه وهذا هو الموضوع الساخن دائماً في الحوارات وخاصة من قبل مصر بسبب ظروف موجودة عند الإسرائيليين أصبحت مطلباً أميركياً، والتهدئة المطلوبة في الوقت الحاضر هي الأولى من نوعها حيث تتحدث عن طرفين. كل ما سبق من تهدئات يتحدث فقط عن طرف فلسطيني وليس عن طرفين، بلا شك أن التهدئة لا يمكن أن يقدم عليها طرف إلا إذا كانت تشكل مصلحة له. نحن نعتقد أنها تشكل مصلحة للشعب الفلسطيني في الداخل، بالتالي حماس وافقت على هذه التهدئة. أيضاً كان الشرط أن تشمل الضفة وقطاع غزة، ويكون عليها إجماع وطني ومن هنا كان السعي المصري من هذا الباب. فالمشكلة الأولى أن تكون في غزة ثم تنتقل فيما بعد إلى الضفة والمشكلة الثانية حلها أن الرئيس المصري التقى أبو مازن وعرض عليه موضوع التهدئة وأخذ موافقته ثم دعوا الفصائل الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة- الفصائل السياسية والمقاومة- وأجروا حواراً مع كل الفصائل وأعتقد أن الخطوتين ضروريتان لإجماع وطني حول القضايا المطروحة.

استراحة محارب
ماذا يقصد السيد خالد مشعل بأن التهدئة خطوة تكتيكية في إدارة الصراع؟
التهدئة ليست إستراتيجية أو هدفاً بل هي خطوة تكتيكية في هذا الصراع وهي استراحة محارب وهدفنا تحرير أرضنا وعودة شعبنا، والمقاومة وسيلة لتحقيق هذا الهدف.

لا وجود لرابط
تزامن الحديث عن التهدئة بين حماس وإسرائيل مع وساطة تركية بين تل أبيب ودمشق هل من رابط؟
أعتقد أن الوساطة التركية قديمة وليست جديدة. وزيارة رئيس الوزراء التركي الجديدة مع ما تم تسريبه عن رسالة من أولمرت لسورية تتحدث عن عودة كامل الجولان مقابل السلام، نابع من أن سورية لا ترغب باتصالات سرية، وحديث اللقاءات هذا أثار أطرافاً عدة في الولايات المتحدة بسياساتها المقاطعة لسورية ومواجهتها وعدم الحوار معها. أثارت أيضاً مجموعة داخل الكيان الصهيوني ما جعل قضايا كثيرة تثار منها التعاون السوري- الكوري الشمالي. أو ضرب المحطة الزراعية الموجودة في شمال سورية. هذه الزوبعة أثيرت لتقطع الطريق أمام الوساطة التركية ما جعل زيارة رئيس الوزراء تعطي رسالة معاكسة لهذا الاتجاه. الموضوع ليس مرتبطاً بموضوع التهدئة، موضوع التهدئة فيه قضايا كثيرة تتعلق بالكيان الصهيوني سواء مرور ستين عاماً على احتلال فلسطين أو مدى تأثير الصواريخ على الجنوب ووسط فلسطين وما يتعلق بالفلسطينيين من إقفال المعابر وحاجة الشعب الفلسطيني لفتحها إضافة إلى الأذى الذي يلحق الشعب الفلسطيني بسبب عمليات القتل والاغتيال والعدوان والتي أصبحت بشكل يومي كمجزرة بيت حانون ومقتل الأم وأطفالها الأربعة، وعليه لا وجود لرابط بين القضيتين.

العلاقة مع الطرف الاخر
البعض وصف قبول حماس «دولة بحدود 67 دون الاعتراف بإسرائيل» بالتطور النوعي أو أنها خطوة نحو الاعتراف بإسرائيل ما قولك؟
الاعتراف بإسرائيل مسألة غير واردة عند حماس، أما لو قيلت إنها خطوة في تحرير فلسطين، لكانت أكثر انسجاماً مع رؤية حماس. لأن حماس حينما وافقت على دولة بحدود 67 وافقت عليها عندما نجحت في انتخابات 2006. مستلزمات وجود حماس في الإدارة السياسية للشعب الفلسطيني فرضت وضعاً جديداً على حماس وأهمه العمل من خلال توافق وطني، ولذا فأغلبية الشعب الفلسطيني مقتنعون بالطرح السياسي الموجود متوافقون معه. من هنا كان البرنامج السياسي الذي طرحناه هو برنامج عليه توافق فلسطيني أي دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وهذا ثبت في وثيقة الوفاق الوطني.
أولاً: رؤيتنا أننا نعيش مرحلة مقاومة وتحرير وليست مرحلة دولة فلسطينية، والسيادة ما زالت على أرضنا للعدو الصهيوني..
ثانياً: السلطة جاءت لأن حماس نجحت في الانتخابات ولا بد من برنامج عليه توافق وطني وإن كنا نعتقد بأن التحرير سابق الدولة، أما إنشاء الدولة قبل التحرير فهذا معضلة في الفكر والسياسة. واجهنا برنامج التسوية الذي يتحدث عن دولتين وإنهاء الصراع بفكرة الهدنة بين هذه الدولة المزمع إنشاؤها بين الكيان الصهيوني. علاقة الهدنة بين الطرفين. ليست اختراعاً لأن الهدنة هي العلاقة الموجودة حالياً بين سورية ولبنان من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. الهدنة هي العلاقة التي استمرت أيضاً منذ عام 48 حتى اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، واتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل بالتالي نحن لم نأت بشيء بعيد عن الفكر السياسي المطروح فإذاً علاقتنا مع الطرف الآخر تحكمها قضية الهدنة التي كانت موجودة عند الجميع قبل 67 وبعدها عند بلدين عربيين.

رد مباشر
أكد الرئيس الأسد في حديثه لـ«الوطن» القطرية أن سورية على مسافة واحدة من حماس وفتح، هل من لقاء مرتقب يجمع الطرفين في دمشق؟ وكيف تقيّمون الموقف السوري؟
حماس ترى أن الشرط الأساسي لنجاح أي برنامج هو وحدة الموقف الفلسطيني. ولا يمكن لأي برنامج أن يمضي من دون وحدة في الموقف. والانشقاق الحاصل في الحالة الفلسطينية هو اختناق شديد لكل الأطراف ومن هنا لا بد من حوار مسؤول كي يخرج الوضع الفلسطيني من الحالة التي يعيشها. فتح للأسف ممنوعة من الحوار فالمتحدث الرسمي الصهيوني بعد توقيع إعلان صنعاء ذكر أن أي اقتراب من حماس بنفس الدرجة سيكون الابتعاد عن السلطة، ومن هنا يبرز رد الرئيس الأسد المسؤول فيما يتعلق بأنه على مسافة واحدة بين حماس وفتح وهو رد مباشر على خطة الأعداء لاستمرار الانقسام والانشطار لأنهم يريدون عزل حماس. الفلسفة وراء تلك المقاطعة والمحاربة لحماس ليخرجوها بنفس الطريقة التي دخلت منها للنظام السياسي الفلسطيني. يريدون أن يخروجها بسبب مواقفها السياسية وبرنامجها المقاوم من النظام السياسي الفلسطيني وبالتالي أرادوا عقاب كل الشعب الفلسطيني حتى يتحرك لإخراج حماس وعندما لم يتحرك قالوا إن أقل تقدير نخرج به نجعل الشعب الفلسطيني يضجر من قراره بانتخاب حماس. بالتالي نعطيه درساً للانتخابات المقبلة بألا يختار حماس لأنه سيختار الحصار والجوع. ولكن حماس تزيد شعبيتها عند كل مراكز استطلاع الرأي والآن شعبية حماس أعلى من وقت الانتخابات عندما نجحت وبالتالي هذا الفشل يدفعهم إلى أن ينتقلوا إلى مرحلة جديدة بالتعاون مع قطاع غزة والضفة الغربية ويصنعوا النموذج الأميركي المشهور بأن كل دولة أيّدت الولايات المتحدة من الدول التي انقسمت على نفسها مثل كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وألمانيا الغربية والشرقية سابقاً كانت ديمقراطية وحرة ومزدهرة اقتصادياً والنموذج الآخر دكتاتورية وإرهابية ومحاصرة ومحاربة ولكن نسيت الإدارة الأميركية أن المعادلة في وجود الاحتلال غير ذلك فمعاناة الضفة مستمرة لوجود الاحتلال المباشر ومعاناة الأسرى الذين بلغ عددهم (11 ألف أسير) والحواجز تقطع الأوصال بين المدن والقرى والاستيطان ولهذه المعاناة علاقة بالبرنامج الوطني ومعاناة غزة الشديدة بالشهداء والعدوان والحصار معاناة من نوع آخر، ولكن نعمل لتثبيت البرنامج الوطني ولمواجهة خطط العدو بكل ما نستطيع وإرادة لا تلين. هذه النماذج التي تحاول الولايات المتحدة تطبيقها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

جدلية إعلان صنعاء
تطبيق المبادرة اليمنية تحت عنوان: «عودة الوضع إلى ما كان عليه» اشترطها الرئيس عباس للقاء السيد خالد مشعل أي وضع يقصدونه؟ الخلاف الحالي ليس في عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 13/6/2007، الوضع الحالي لا يرضي حماس كما أنه لا يرضي فتح بالتأكيد، ولا يرضي أبو مازن فالوضع الحالي لا يرضي أحداً. ونحن نريد عودة الأوضاع. لكن أبو مازن يرى أن عودة الأوضاع في غزة على ما كانت عليه ونحن نرى أن عودة الأوضاع في كل فلسطين إلى ما كانت عليه. ليس لأنه يرى أن ما حدث في غزة خروج عن القانون لأن حماس انقلبت على الوضع الفلسطيني، وهذا ليس صحيحاً. حماس لم تنقلب على نفسها فهي كانت الحكومة وكانت رئاسة الحكومة عند الأخ إسماعيل هنية ولذا لم تنقلب على نفسها. الانقلاب الحقيقي وقع في الضفة الغربية لأنه كان انقلاباً على المشروع الوطني بمعنى اعتماد خارطة الطريق كمشروع وحيد في الساحة الفلسطينية بعد أنابوليس. لأن خارطة الطريق تتحدث عن أن المقاومة غير شرعية وإلزام السلطة بمحاربتها ومحاربة البنى التحتية للمقاومة، هذا ما حدث في الضفة الغربية وبالتالي عودة الأوضاع في غزة من وجهة نظرهم هي تعديل أوضاع غزة وترك أوضاع الضفة. أما نحن فنقول عودة الأوضاع في كل فلسطين لأن حكومة سلام فياض غير شرعية والإجراءات التي قامت بها في الضفة الغربية غير شرعية حتى المراسيم الرئاسية في الضفة كلها مراسيم يجب التراجع عنها وهذا سيتم في أول جلسة للمجلس التشريعي بالتأكيد لأنها مراسم قلبت الحياة السياسية وعطبت القانون الأساسي وألغت كل القوانين التي كانت موجودة وبدأ يحكم أبو مازن بغطاء منظمة التحرير وليس بغطاء المجلس التشريعي الذي هو ملزم بقراراته كرئيس للسلطة.
الوسيلة الأهم

هل من تغيير في إستراتيجية المقاومة لدى حركة حماس؟
في الواقع إن المقاومة وخاصة في الفترة الأخيرة اتسمت بعمليات لم تكن مسبوقة.
صحيح أن حماس ساهمت في الانتفاضة بالمرحلة الأولى وهي نوع جديد من المقاومة في مواجهة المستعمر وكانت أشبه بمقاومة شعبية شاملة من الطفل إلى المرأة إلى الرجل إلى العامل إلى الموظف. حماس قدمت نموذج العمليات الاستشهادية في مقاومة الاحتلال ومحاولة إحداث توازن مع قوته الطاغية ثم جاءت بالصواريخ وهي تحاول أن تصنعها بمجهودها الذاتي أي تصنيع محلي وجاءت بعملية الوهم المتبدد وأسرت الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، وأخيراً المعركة في كرم أبو سالم وهي كلها تعطي المقاومة تجديداً واستمراراً حتى تحقيق أهداف شعبنا وستبقى المقاومة الوسيلة الأهم لتحقيق تلك الأهداف.

العلاقة مع إيران
كيف ترد على اتهام البعض لحركة حماس أنها امتداد لمشروع إيراني في المنطقة؟
لا أدري ما المشروع الإيراني في المنطقة، هل يقصدون مشروع تشيّع في المنطقة، أي أن يشيعوا الشعب العربي والفلسطيني. أم هو مشروع مواجهة إسرائيل والسياسة الأميركية بمعنى أن إيران تساعد حزب اللـه وتساعد حماس والجهاد وغيرها لمواجهة إسرائيل، أم هو المشروع النووي الإيراني وأننا جزء منه، ما المشروع؟
أولاً: المقاومة الفلسطينية موجودة منذ أكثر من قرن من الزمان. ومعروف أن المقاومة في فلسطين مستمرة جيلاً بعد جيل وما توقفت لحظة وهي تدافع عن الأرض والشعب والمقدسات ومقاومتنا على أرضنا.
ثانياً: إن الشعب الفلسطيني شعب تحت الاحتلال وهو يطلب مساعدة كل أحرار العالم ونحن ننظر أولاً إلى مساعدة الدول العربية بل إلى مشاركة الدول العربية. فهي قضية عربية بالمقام الأول أيضاً قضية إسلامية وقضية إنسانية فنرحب بكل المساعدات لهذا الشعب المظلوم وهو تحت الاحتلال وبالتالي نرحب بالمساعدات ليس فقط من إيران بل من أي مكان.
ثالثاً: نحن ليس لنا أهداف غير تحرير أرضنا وعودة شعبنا ومواجهة أعدائنا ولسنا مع تحويل البوصلة إلى عداء مع إيران لكونها شيعية المذهب ونحن سنة، فإسرائيل ليست شيعية المذهب كما تعلم وهي التي احتلت أرضنا وطردت شعبنا.

فكرة مستوردة
إلى أي مدى يلتقي اليوم برأيك التياران القومي العربي والإسلامي في مواجهة المشروع الأميركي؟
بالأصل يجب ألا يكونوا متفرقين أو متواجهين لأننا حينما نتكلم عن القومي نتكلم عن عرق وحينما نتكلم عن الإسلام نتكلم عن فكر وعقيدة وقد يكون التيار العربي فيه غير مسلمين لكن هذه الأمة أو المنطقة بأكملها دائماً بحضارتها مستوعبة للديانات الأخرى في داخلها لم تلفظ أو تتنكر لأي عقيدة أخرى بل أكثر من ذلك المسلم بطريقة تفكيره هو مستوعب للآخر ومتعايش معه لذلك لايستطيع أن يقول المسلم عن نفسه مؤمناً دون إيمانه بعيسى وموسى وكل أنبياء الله. المسلم متعايش مع الآخر في المأكل والنواحي الاجتماعية ولذا حينما تحدث أزمة على المستوى الديني بأوروبا كان المهرب من هؤلاء إلى بلادنا وإلى المغرب وسورية وفلسطين فهي التي كانت تستوعب أولئك المضطهدين دينياً.
أما الإسلام ففيه العربي والتركي والهندي أي أعراق مختلفة فإذا تحدثنا عن منطقتنا فهي أغلبية إسلامية وبها غير مسلمين وأغلبية عربية وبها غير عرب ولذا لم يكن هناك قبل نشوء الدولة القومية في أوروبا أي تناقض بين كوننا عرباً ومسلمين في هذه المنطقة، حضارتنا يفتخر بها الجميع وتعايشنا نموذج للآخرين. إن فكرة الصراع بين المكونين مستوردة لإضعافنا ولم تكن نبتاً من بيئتنا العربية والإسلامية أخلاقاً، ولعل استهداف الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لنا ومواجهتنا لهما يدعم فكرة استقلالية القرار وخيار المواجهة الموحد.

حركة في الخارج
ما إستراتيجية المقاومة المقبلة لكسر الحصار عن غزة؟
تعلم أن الحصار قرار دولي وإسرائيلي وللأسف نحن نقول على العرب دور فيما يتعلق بهذا الحصار ويجب ألا يبقى بأي حال من الأحوال. المليون ونصف المليون فلسطيني الموجودون على أرض غزة محرومون من كل شيء. تسمح لهم ما يسمح للسجين بالتعاون مع العالم الخارجي الماء، والدواء، والكهرباء فقط، وحتى ليس كل أنواع الدواء بل أشياء بسيطة من هذا، ثم يحاصر ويسجن الشعب بأكمله من أجل موقفه السياسي، أعتقد أنه يجب أن يكون هناك حركة في الخارج كما هي حركة في الداخل لكسر هذا الحصار.

تعريف جديد
أُعلن عن زيارة مرتقبة لبوش منتصف هذا الشهر، ما المتوقع منها وخاصة بعد إخباره الرئيس عباس عن تعريف جديد للدولة الفلسطينية؟
لا نتوقع منها الكثير بل رؤية بوش أصبحت أكثر ضبابية بعدما أعلن أنه سيقدم تعريفاً جديداً للدولة الفلسطينية وأعتقد أن هذا التعريف لن يرضي أحداً غير الإسرائيليين.

على أجندة الحوار
بصفتك أحد المسؤولين عن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية أين وصلت الجهود؟
أبو مازن أوقف كل الآليات، أبو مازن لا يريد إعادة بناء المنظمة لذا لا شيء جديداً في هذا الموضوع (م. ت. ف) بند على أجندة الحوار.

فراس المهتدي