بيروت لا .....



 
بقلم الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
 
بـيروت لا , بـيروت لا صوت الرصاص وقد علا
العقل أصبح غائبا ومـغـيّـبا ومـغـفّـلا
أنسيت كم جرحٍ لنا بالقلب يعصف ناغلا
فأبيت إلا أن تضيــفى للعذاب مداخلا
جرح العراق وجرح غزة ما يزال مُكبِّلا
صومالنا قد ضيـعوه وحوّلوه مقاتلا
قد كان بالفن الرفيــع وبالوداعة حافلا
والنيل يأسن ماؤه بعد النقاوة والحلا
بالله يا وطن النجوم  فما أصابك غافلا
الخضرة الدكناء أذكرها نعيما مذهلا
وادى البقاع وزحلة الــشعـراء تأوى قاتلا
والأشرفية والجبال صنوبرا متماثلا
ولشارع الحمراء فى قلبى الحنين تواصلا
بيروت لا ما هكذا لغة الخطاب قنابلا
أرض الحضارة من قديــم فهل نسيت محافلا
شعرا جميلا رائعا أهدى الجمال مشاعلا
(الأخطل) الفذ الذى يروى له كل الملا
أهداك ( ماضى ) شعره نال المكاسب بلبلا
ماذا دهاك وما دها من كان فيك مناضلا
لا تخربوا أبدا بأيــديكم بناء هائلا
لا تُفرحوا قلب العدو ولا تجيبوا خاتلا
ودّوا لشرق أباتنا ذلا وعارا ساحلا
ودّوا ليقتل بعضنا بعضا ونأكل حنظلا
جعلوا العراق كما رأيــتم ضائعا ومهلهلا
سـلـبـوا الشـعـوب إرادة يا ويح من جلب البلا
بيروت لا , أرجوك لا بيروت لا , أرجوك لا
ما عدت للشعر الحزيــن ولا البكاء مهرولا
قلبى تقيّح باكيا مما أعايش هاملا
لا الدمع يُرجع ذاهبا كلا ولا هزم البِلى