التعذيب في السجون الإسرائيلية

ترجمة : حسن حسن
يشكل نظام الاعتقال والتعذيب جزءاً من الحرب الاستعمارية التي يخوضها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني لطرده من أرضه واحلال المستوطنين الجدد وإقامة الدولة اليهودية الخالصة. وتتجلى هذه السياسة من خلال عمليات الاعتقال التعسفي, وظروف التوقيف والمحاكمة, واعتقال النساء والأطفال.‏

والسجن والتعذيب هما جزء لا يتجزأ من استراتيجية عسكرية مثلها كمثل القصف الجوي, وعمليات الاغتيال المنظمة, ونزع الملكيات, وتدمير المساكن والمزروعات, وتزايد عمليات الاستيطان, وبناء جدار العزل العنصري, ومئات الحواجز ونقاط التفتيش, وتقويض بنية المجتمع الفلسطيني بجعل حياته لا تطاق, وذلك لإخضاعه, ودفعه للتخلي عن المقاومة, وترك أرضه مرة أخرى.‏‏‏

فمنذ اللحظة الأولى للاعتقال, وأثناء الاستجواب وطيلة فترة الاعتقال يتعرض السجناء إلى: التعذيب النفسي (تهديد بالقتل, بالاغتصاب, تدابير انتقامية من العائلة, الأطفال, التهديدات وارتكاب أعمال وحشية ضد أفراد العائلة بحضور السجين " أم وأب ومسنون, زوجة , أطفال", التعذيب الجسدي (الضرب, أعمال وحشية, حرمان من النوم, وضعيات جسمية غير مريحة, تغطية الرأس بكيس ملطخ بالأوساخ, الشتائم, نفثات من الغاز المسيل للدموع وغير ذلك....) التعرية من الثياب عقوبات مثل: العزل وأحياناً الحبس الانفرادي في زنزانة مظلمة تحت الأرض وقد تصل إلى (18 عاماً متواصلاً), حشر السجناء من 25-30 رجلاً في غرفة ضيقة, منع الزيارات, صراصير, حشرات طفيلية (قمل, بق, براغيث) رطوبة, أو حرارة لاتطاق "النقب", سوء التغذية, وغياب الرعاية الصحية (وقد توفي منذ عام 1967م أكثر من 195 سجيناً بسبب الإهمال أو غياب الرعاية الصحية.‏‏‏

وهناك 11500 سجين فلسطيني (يتحدرون من كل مناطق فلسطين التاريخية, و الجولان المحتل) دون أن يغيب عن أذهاننا السجناء العرب (من بينهم لبنانيون, سوريون, أردنيون, سودانيون, مصريون وليبيون) وهم محتجزون في 30 سجناً ومركز اعتقال واستجواب اسرائيلية واقعة في الجزء المحتل من الأراضي الفلسطينية. ويوجد بين هؤلاء السجناء: 360 طفلاً تتراوح أعمارهم من 3 أشهر إلى 18 عاماً (ومنذ بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 تم اعتقال أكثر من 2500 طفل). 99 امرأة من بينهن عدة أمهات, 4 منهن ولدن في السجن, وهن مقيدات الأقدام والأيدي إلى طاولة الولادة أكثر من 1000 جريح ومريض لا يتلقون أي عناية طبية. من بين ال 352 المعتقلين الأقدم ,هناك" 81 أكثر من 20 عاماً, 13 أكثر من 25و2 أكثر من 30 عاماً قضوا في الاعتقال.‏‏‏

نصف هؤلاء المساجين محرومون من الزيارات, أما الغزاويون فلم يشاهدوا عائلاتهم منذ عام وذلك بسبب الحصار, والظروف صعبة مادامت السجون واقعة في الأراضي المحتلة والتي محرم على الفلسطينيين دخولها.‏‏‏

أما أسباب الاعتقال فهي متعددة منها: المشاركة في أعمال مقاومة مسلحة أو غير مسلحة. أن يكون من أفراد عائلة أحد المقاومين. أو كان في عداد قائمة الأشخاص المطلوبين.‏‏‏

ويهدف المحتل من وراء عمليات الاعتقال إلى: 1- إقامة شبكة من المخبرين 2- سحق المقاومة 3- تدمير النسيج الاجتماعي عند توقيف الزعماء والشخصيات الهامة وأساتذة الجامعات 4- تدمير البنية العائلية عند توقيف الآباء والمعيلين, ما يضطر النساء إلى التخلي عن العائلات وترك أعباء تربية الأطفال على كاهل الأعمام والعمات5- تدمير المجتمع الزراعي عند توقيف المزارعين الذين لن يتمكنوا من زراعة أراضيهم ما يمكن المحتل من الاستيلاء عليها 6- تدمير الحياة السياسية: 60 نائباً منتخباً من حماس قيد الاعتقال من بينهم نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عبد العزيز دويك, 7- محاولة الحد من "التهديد الديمغرافي" وذلك من خلال احتجاز آلاف من الشباب الفلسطيني.‏‏‏

القانون الدولي: يشكل عدم الاعتراف بالقوانين المتعلقة بأسرى الحرب انتهاكاً فاضحاً لاتفاقيتي جنيف الرابعة والخامسة. وعدم الاقرار بصفة الاحتلال على الأراضي التي ضمتها اسرائيل عام 1967 هو خرق للقوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في الأراضي الواقعة تحت سلطة الاحتلال (الفقرة 28 من اتفاقية جنيف الرابعة). اعتقال وتعذيب الأطفال هو انتهاك الاتفاقية المتعلقة بحقوق الأطفال واتفاقية منع ممارسة التعذيب. وهنا يمكننا أن نتساءل عن جدوى هذا القانون طالما أنه لا يطبق في حالات مماثلة كان قد وجد من أجلها كالاحتلال, وأسرى الحرب والتعذيب واعتقال الأطفال. وأخيراً علينا ألا ننسى سجناء غوانتانامو, وأبو غريب, وباغرام, وكل السجون السرية التابعة ل سي, آي, إيه في أوروبا والبلاد العربية.‏‏‏