![]() وقامت شركة غاز شرق المتوسط ببناء خط أنابيب تحت الماء لنقل الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل، وتتولى إدارة الخط والشركة مشروع مشترك من بين المستثمرين فيه رجل الأعمال المصري حسين سالم ورجل الأعمال الإسرائيلي يوسف ميمان. وكان من المقرر أن يبدأ ضخ الغاز لإسرائيل في نهاية فبراير الماضي، إلا أن مصر وإسرائيل أعلنتا تأجيل الضخ بسبب مشاكل فنية في خط الأنابيب، في حين تردد وقتها أن سبب التأجيل عمليات تخريبية تعرض لها الخط. وعلمت صحيفة "المصريون" من مصادر أنه سيتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لحراسة الخط الناقل للغاز الطبيعي لإسرائيل خشية تعرضه لأي عمليات تخريبية تهدف إلى وقف عمليات التصدير، وقالت إن دوريات سيتم تسييرها بطول الخط لضمان عدم تعرضه لأي تخريب. ووفقا لنص العقد الموقع بين الجانبين المصري والإسرائيلي، فان مصر تلتزم بتوريد سبعة مليارات قدم مكعب سنويا إلى إسرائيل قابلة للزيادة، بسعر أدنى 75 سنتا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وبسعر أقصى دولارا وربع الدولار لكل مليون وحدة حرارية، ترتفع إلى دولار ونصف في حالة وصول سعر برميل البترول من خام برنت إلى 135 دولارا. لكن الصفقة واجهت انتقادات واتهامات إلى الحكومة المصرية بإهدار متعمد للمال العام، حيث يبلغ سعر المليون وحدة حرارية من الغاز في الأسواق العالمية تصل إلى تسع دولارات، الأمر الذي يعنى إهدار مليارات الدولارات، بحسب المنتقدين. كما نص العقد على أن تكون مدته لمدة 15 عاما قابلة للتجديد حتى في حالة تناقص المخزون الاستراتيجي المصري، وحتى أن اضطرت مصر إلى شراء جزء من حصة الشريك الأجنبي بالسعر العالمي وبيعه لإسرائيل بالسعر المتفق عليه. ووصف يوسي ميمان المسئول بشركة "إي إم جي" بدء ضخ الغاز الطبيعي من مصر لإسرائيل باللحظة المؤثرة، وقال لصحيفة "كلكاليست" الاقتصادية العبرية: "هذه لحظة مؤثرة فبعد عشر سنوات من العمل المضني نجحنا في تحقيق مشروع يقوي العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين المصرية والإسرائيلية، هذا إثبات على قدرة الاقتصاديين في تقوية العلاقات بين البلدين الجارين". وأشار إلى الأيام الأخيرة شهدت عمليات تنسيق بين الطرفين المشاركين في المشروع، وتم توقيع عدد من التسهيلات بينهما، قبل أن يبدأ الضخ بشكل رسمي اعتبارا من مطلع مايو. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلي أشارت إلى عملية بدء ضخ الغاز الطبيعي المصري بشكل رسمي إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية بإسرائيل، وأضافت أن على مدى الشهرين الماضيين كان هناك ضخ تجريبي تخلله عدد من العيوب الفنية، قاصدة بذلك العطب الذي أصاب أنبوب الغاز الطبيعي المصري في مارس الماضي، وأدى إلى تسريب الغاز. وذكرت أنه لأول مرة تدفع شركة الكهرباء الإسرائيلية المتعاقدة مع الجانب المصري مقابل ما تستورده إسرائيل من غاز طبيعي، وهذا يعني أن الشركة الإسرائيلية لم تكن تدفع ثمن العينات التجريبية التي كانت تضخ خلال شهري مارس وأبريل الماضيين. |