لك يوم (4 مايو ) .. يا ظالم !!




وفاء إسماعيل
لا يعقل ان تعيش مصر لحظات مخاض حقيقي ينبأ بولادة عهد جديد لمصر وشعبها  ويتخلى اى مصري عن القيام بدوره وواجبه تجاهها .. ولا يعقل ان يتصدى للفساد ورموزه أبطال بصدورهم العارية يتعرضون للضرب والاهانة والسحل أرضا من قبل عصابات النظام المصري ونتركهم ونقف لنتفرج عليهم منتظرين نتائج صمودهم ونلهث بعدها لنجنى ثمار نضالهم دون عناء أو اى تحرك من قبلنا .. ولا يعقل ان يكون خلاص مصر من نظام فاسد ألحق الضرر بكل فئات الشعب المصري ، وخرب ودمر كل مقومات مصر الحضارة والعروبة والإسلام .. وان يكون الخلاص بيد فئة دون الأخرى .. إلا إذا كانت روح الاتكالية مازالت بيننا .. وثقافة الخنوع والخوف من النظام وعصاباته متجذرة في أعماق نفوسنا تدفعنا للتخلي عن تحمل مسؤولياتنا تجاه بلدنا مصر ونركن نحن إلى الشجب والشكوى والبكاء دون اى تحرك منا أو رد فعل قوى يكون رسالة تصل لهذا النظام الفاسد بأننا نعلن العصيان والتمرد عليه وعلى كل رموزه ، رسالة قوية مدوية تعبر عن غضب حقيقي من الأوضاع المزرية التي وصل إليها الشعب المصري ، رسالة مزلزلة تنقذ مصر من السقوط في مستنقع الاستبداد والاحتلال الصهيوني ... الذي تظهر بصماته في كل ركن من أركان الدولة .
 ان يوم 4 مايو هو فرصة لكل مصري للتعبير عن رفضه للواقع المأساوي الذي يعيشه ، وفرصة لإثبات خوفنا وقلقنا على مصر بلادنا التي  لم يتبقى لنا منها سوى الاسم ، وفرصة لاسترداد النخوة والعزة والكرامة التي انتزعها مبارك وعصاباته منا ، وفرصة لعودة مصر بعد اختطاف وعملية سطو مسلح على كل مقدراتها ونهب منظم من قبل تلك العصابات التي لم تبقى للشعب المصري سوى الحسرة والألم ... فلنستعيد مصرنا وكرامتنا ايها المصريون .. ولنقف مع الشرفاء الذين عبروا عن رفضهم للظلم والاستبداد فكان جزاؤهم الاعتقال والضرب والتعذيب .
 
** في يوم 20 ابريل 2008 م بدأت مجموعة من حزب العمل؛ على رأسهم مجدي حسينالأمين العام للحزب، إضرابَهم عن الطعام بعد أن أعلنوا اعتصامهم بمسجد عمرو بنالعاص بمصر القديمة؛ اعتراضًا على استمرار اختفاء إسراء عبد الفتاح فتاة الإنترنتالمخطوفة التي تحدَّى أمن الدولة قرار النائب العام بإخلاء سبيلها، وقام باعتقالها بعدالإفراج عنها، ومنع أسرتها من زيارتها أو الاطمئنان عليها!!  فضلاً عن استمرار اعتقال متظاهرى المحلة وبعضالقيادات؛ على رأسهم الدكتور مجدي قرقر الأستاذ بكلية التخطيط العمراني بجامعةالقاهرة والأمين العام المساعد لحزب العمل وارتدى في هذا الاعتصام مجدي حسين كفنه وأعلن بمؤتمر جماهيري حاشد بعد صلاة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص،   ان هذا الاعتصام يأتي دفاعًا عن شرف الأمة والمرأة المصرية التيتُنتهك حقوقُها ويعتدي عليها، مشيرًا إلى اعتداء قوات الأمن على نساء الإخوان فياعتقالات الفجر، والاعتداء عليهن في المحاكمة العسكرية الأخيرة، وكان أخيرًا اختفاءإسراء من قِبَل قوات أمن الدولة رغم قرار النائب العام بالإفراجعنها.
 كانت خطوة جريئة من الأستاذ مجدي حسين ورفاقه من حزب العمل الذي عودنا دائما على شجاعة نادرة لا يستطيع احد التشكيك بها ولا بوطنية هذا الرجل ، الذي يحظى باحترام جميع القوى السياسية في مصر .. ولكن ما دفعني للحيرة والتساؤل هو تجاهل تلك القوى الوطنية المصرية وعدم تفاعلها مع الأستاذ مجدي ورفاقه الأبطال من البداية وعدم تحركهم إلا بعد ان بدأت الداخلية تتحرك أمام ماقام به حزب العمل ، وتعلن الإفراج عن إسراء ليظهر لنا البعض ليناشد الرئيس ووزير الداخلية ، ثم يقف لاستقبال إسراء لحظة الإفراج عنها أمام الكاميرات ويجنى ثمرة جهد الآخرين ، ونحن ندرى كم دفع مجدي حسين ورفاقه من ثمن عندما تم اقتحام مسجد عمرو بن العاص وتم فض الاعتصام بالقوة وضرب الأستاذ مجدي حسين وسحل للأستاذ أبى المعالي فائق وتعرض كل عناصر الاعتصام للضرب والركلات من قبل كلاب مبارك ، وهنا أوجه التحية لعناصر حزب العمل أصحاب المبادرة الأولى ، والخطوة الجريئة ، فلم تكن إسراء مجرد فتاة اعتقلها الأمن المصري بل كانت في نظر مجدي حسين ورفاقه رمز للمرأة المصرية التي لا يجب ان تهان وتعتقل وفى مصر رجال شرفاء وأحرار ، ورمز للشرف والكرامة ، ورغم ان إسراء أكدت إنها كانت تعامل معاملة طيبة من قبل سجانيها فهذا ليس مرده إلى طيبة وأخلاق وحنية السجان بل لان إسراء تحولت قضيتها إلى قضية رأى عام بفضل ما قام به مجدي حسين ورفاقه الأبطال ، من تسليط الضوء عليها بذكاء وتحدى دفع مجدي حسين إلى مطالبة مبارك إلى الاستقالة ، فكسر عند الناس حاجز الخوف والرعب الذي أقامه عناصر الأمن في مصر فانطلق الجميع يتبنى قضية إسراء من كتاب وفضائيات ومواقع الكترونية ، والدرس الذي يجب ان نستخلصه من تلك القضية هو انه لا يجب ان نكون سلبيين أمام اى حدث أو اى قضية وعلينا ان نتعلم ( العمل الجماعي ) وكيفية التحرك بقوة وإرادة وتحدى وألا نترك الأمر لفئة دون الأخرى ، وننتظر لجنى ثمار تعبهم .
انا لا اشكك في وطنية احد ولكنى حرصا منى على نجاح إضراب 4 مايو أتمنى ان يكون التحرك والتضامن يشمل الجميع فكلنا مصريون ، مأساتنا في بلادنا واحدة ، وجرحنا واحد ، والمعتقلون في سجون مبارك هم رجالنا ، وأبنائنا ، وإخواننا وقضيتهم لابد وان تتحول لقضية رأى عام تسلط عليها كل الأضواء والإفراج عنهم جميعا لابد وان يكون مطلبنا الأول .
فالإنسان هو عماد اى إصلاح واى تغيير ، وتحطيم سجن الباستيل المصري هو أول هدف لابد ان تتبناه القوى الوطنية المصرية الشريفة ان أردنا الخلاص والتحرر من هذا النظام .
 
** و أملنا كبير في الله ونصرته و في ( حركة 6 ابريل ) المنبثقة من رحم الشعب المصري والتي تضم كافة التيارات الوطنية المصرية و قد قامت تلك الحركة بتشكيل مجلس وطني انتقالي يضم ممثلي القوى الشعبية الرئيسية فى البلاد بالإضافة لممثل عن القوات المسلحة وممثل عن الكنيسة الأرثوذكسية يعينه البابا شنودة ، لاستلام  إدارة البلاد من الحكم الحالي بعد إسقاط النظام ولابد من إسقاطه بأيدي الشرفاء .. فقد طفح الكيل منه ومن فساده .
إنها فرصة  لشعب مصر لإبراز قدرته على التحول والتغيير وهو الاختبار الحقيقي لإعلان زوال حكم مستبد وولادة عهد جديد لحرية حقيقية ، وهى الفرصة لكل مصري ان أراد استرداد كرامته وأرضه وحريته ... ولو حدث لا قدر الله اى تخاذل من اى قوى وطنية أو اى مواطن مصري فتأ كدوا إنها ستكون الفرصة الأخيرة ولن يكون بعدها في مصر إلا فتنة أهلية تحرق الأخضر واليابس يشعلها النظام نفسه لتكون ذريعة وحجة يتخذها النظام وأزلامه ليتمكن من البقاء في السلطة واستمرار العمل بقانون الطوارئ وشبيهه ( قانون الإرهاب ) ، وليتمكن من تنصيب ابنه من بعده ، ولتعزيز مواقع وأماكن رموز الفساد الذين سيتخذون من فشلنا فرصة للتنكيل بكل رموز الحركة الوطنية والتشهير بهم .. فهل نحن المصريون جديرون بالحرية ام لا ؟ وان كنا جديرون بها فعلينا ألا ندع فئة تدفع الثمن عنا .. وان كنا نستحق الكرامة علينا الوقوف صفا واحدا إلى جانب عناصر الحركة التي أرادت لنا الخير .. فاصطفوا صفا واحد      ( فيد الله مع الجماعة ) ولتكن رسالتنا إلى مبارك وعصابته يوم 4 مايو..هى ( هذا هو يومك أيها الظالم المستبد )
يوم 4 مايو هو يوم الخلاص والحرية والاستقلال من نظام جثم على صدورنا على مدى ثلاث عقود .. فكفى ظلما للشعب المصري .. وكفى تجويعا .. وكفى نهبا واستسلاما للعدو وخضوعا لأمريكا ... نحن شعب نستحق الحرية والكرامة أيها الظالم المستبد.
 
وفاء إسماعيل