مرض يسعى الإنسان إليه

 الدكتور محمد منير أبو شعر*
الأيدز أو داء نقص المناعة المكتسب أحد الأمراض المستجدة ذات العواقب الوخيمة .. فمنذ سنوات لم يكن هناك شيء اسمه الايدز.

وبعد أن تم اكتشافه دخل في قائمة الأمراض الشهيرة بسرعة تفوق سرعة اجتياحه للجسم, وخلال سنوات قليلة تسلق خلالها سيىء الذكر أعلى الدرجات, فأضحى أهم الأسباب المؤدية لحدوث الوفاة.. لا بل كانت مخالبه أفتك في بعض الأماكن, حيث تربع فوق المرتبة الأولى.‏

ولقد كانت غالبية ضحايا الإيدز من الذين يقيمون علاقات جنسية غير مشروعة, ومن مدمني المخدرات..‏

بالرغم من وجود ضحايا أبرياء مثل: أولئك الأطفال الذين لا ذنب لهم إلا أن أمهاتهم مصابات بالايدز, أو مثل ذلك الإنسان الذي احتاج إلى نقل دم فأعطي دماً ملوثاً بالفيروس اللعين, أو ذلك الممرض الذي تعرض للإصابة بحكم المهنة.. ولكن يبقى وقود الطاحونة الأهم هم أولئك الذين استمرؤوا الفاحشة, وسنوا لها القوانين التي تجعلها فعلاً طبيعياً أوغلت في القذارة!‏

إن الايدز يودي بصاحبه إلى الهلاك حتماً,إذا لم يكتشف أحد بعد علاجا يشفي منه ولا لقاحاً يقي منه.. والعدوى بفيروسه تلازم المصاب فلا تفارقه, بل تدمر وتحطم المناعة لديه شيئاً فشيئاً, حتى يصبح فريسة لسلسلة طويلة ومريرة من الإصابات والأمراض, لا تغادره إلا جثة هامدة.. لذلك تظل الوقاية من الإيدز, ومنع الإصابة به هي الاستراتيجية الأساسية في مكافحته. وتكون الوقاية منه بالتزويد بالمعارف حول المرض, وتبني مواقف سليمة, وسلوكيات قويمة, تتمثل بتجنب العلاقات الجنسية المشبوهة, والابتعاد عن تعاطي المخدرات.‏

وبذلك, يبقى مجتمعنا بعيداً عن خطر هذا المرض القاتل, الذي لم يشبع بعد من التهام الأجساد.‏