ابتسم... فأنت مصري



قلم : أمنية سالم
دعوة لا تقال إلا في الأغاني الوطنية والشعارات.. أين هي من أرض الواقع؟
 اسمح لي عزيزي القارئ لنستقرئ وضعنا الحالي، ثم لنحلم سويًّا بما يحلم به المصريون.
 
المصري هو الذي من لحظة استيقاظه، وهو لا يشغله سوى كيف يوفر قوت يومه؟!!
 
المصري هو الذي عندما يذهب إلى عمله إذا كان يعمل في قطاع عام – تلك القطاع الذي   أصبح عملة نادرة فلم يتبقَّ من مؤسسات القطاع العام إلا النذر القليل، وربما نطلق عليها أطلال القطاع العام، حيث تجدها مؤسسات عقيمة مازالت تعمل بطريقة بيروقراطية،  رغم وصول الأجهزة الحديثة إليها، فنجد الموظفين غير مدربين عليها، ويتجرع المواطنون كؤوس الألم والمعاناة من أجل تخليص ورقة، ربما في بلد متقدم لا تأخذ أكثر من نصف الساعة، في حين تجدها في بلدنا العزيز ربما تأخذ أسابيع وربما شهورًا، ولا تنسَ عزيزي القارئ أن في كثير من المؤسسات حتى تتمكن من إنهاء أوراقك أو أية  خدمة أنت بحاجة لتقديم – رغمًا عنك- الرشوة "مصلحة"..........عمار يا بلدي
 
 
أما المصري الذي يعمل بالقطاع الخاص وما أدراك ما القطاع الخاص ما هو ألا عودة   للاستعباد، وتحكم فئة "برجوازية" ( أي تملك رأس المال) في الفئة "البروليتارية"(أي فئة العمال ) وما أدراك ما قسوة تحكم الجاهل في العالم فربما يتحكم رجل جاهل في مجموعة من المتعلمين والمثقفين لا يستطيع أن يميز بين الغث والسمين إلا لكونه يمتلك المال، فهل جني المصريون شيئًا من الخصخصة سوى تحكم من يملك فيمن لا يملك, وضياع حقوقهم في معاش وتأمين اجتماعي وصحي يكفل حقوقهم بعدما يمتص القطاع الخاص صحتهم وشبابهم ويتفانوا في العطاء من أجله, هل جني المصريون من الخصخصة سوى انقسام المجتمع المصري إلى فيئين فئة من يملك  التي تحكم وتهمين على فئة من لا يملك.
 
المصري هو الذي أصبحت وتيرة الأسعار والحياة تطارده كل يوم في رزقه وفي عمله وفي كل شئون حياته، في حين أن هذا القزم- عفوًا راتبه - الذي ظل سابتًا على حاله لا يحدث له أي تغيير، أو تطرأ عليه أية زيادة وكأن الناس قد حكموا عليه بأن يكون هكذا وصادروا كل حقوقه وأمانيه، في أن يصل إلى حياة آدمية على الأقل كريمة بدلا من الذل والهوان الذي يحياه.
المصري  تلك المواطن المهان المسلوبة حقوقه فقط نسمع بتلك الحقوق في الدستور ولا نجد لها محلا من الإعراب على أرض الواقع.
 
 
المصري هو الذي حتى إذا فكر في الخلاص من ظروف بلاده، فيجد نفسه في باقي البلدان التي أقام فيها كلاجئ غريب مهان وكيف يكرم ويقدر والمصري في بلده مهان.
 
 
اسمح لي مرة ثانية أن نحلم سويا ببلدنا كما نحب أن نراها، وبما نحلم أن نحققه
 
المصري هو المواطن الذي يحيا حياة كريمة, يخلص في عمله، ينتج ، يطور ، يبتكر ، يضيف ، فيتقدم وتتقدم بلاده .
 
المصري هو المواطن المثقف ، الإيجابي ، الذي يختار قادته ، ويراقبهم ، ويعاقبهم عند الخطأ.
 
المصري هو الذي يحيا في بلد يتقدم من خطوة لأخرى، ويحقق تنمية اقتصادية .
 
المصري هو الذي يعظم شعائره في قلبه وسلوكه وعمله  
 
المصري هو الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه وليس هذا فحسب بل يحب إخوانه المسلمين والعرب, فالمصري هو الذي يلم الشمل العربي والإسلامي
 
 لماذا لا يتحول الحلم إلى حقيقة،  لماذا لا يبدأ كل مصري بنفسه وبسلوكه مع الآخرين,  إلى متى سننتظر صلاح الدين معلقين عليه الآمال لن يأتي صلاح الدين إلا إذا تغيرنا نحن فإن الله تعالى يقول: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم.