مقتدى الصدر يهدد بـ«حرب مفتوحة» إذا تواصلت العمليات ضد مناصريه...مواجهات دموية جديدة في البصرة

توعد الزعيم العراقي الشاب مقتدى الصدر أمس السبت بشن «حرب مفتوحة» إذا تواصلت عمليات القوات العراقية والأميركية على قوات جيش المهدي التي يتزعمها، وذلك في بيان حمل توقيعه وصدر في مدينة النجف.

وفي السياق نفسه عاد القتال بشراسة إلى شوارع البصرة، والناصرية ومدينة الصدر ببغداد، ومع سقوط عشرات القتلى، أعلنت القوات الحكومية السيطرة على أحد أهم معاقل الميلشيات في البصرة خلال عملية عسكرية اتهم التيار الصدري الحكومة بقتل العشرات خلالها، على حين أمر الزعيم مقتدى الصدر أتباعه بإخلاء مكتبه في البصرة، وتسليمه إلى الجهات الرسمية، على حين بدأت القوات الأميركية والعراقية بناء جدار في مدينة الصدر يقسمها إلى قسمين.
وقالت مصادر طبية عراقية: إن 15 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 76 شخصاً بجروح في الاشتباكات التي اندلعت مساء الجمعة واستمرت حتى الفجر بين جيش المهدي من جهة والقوات العراقية والأميركية من جهة أخرى في مدينة الصدر في بغداد. وأعلن الجيش الأميركي أن القوات الأميركية والعراقية بدأت بناء جدار في مدينة الصدر، وقال: إن الجدار سيفصل الجزء الجنوبي عن الجزء الشمالي في هذه الضاحية، ويصل ارتفاع الجدار المؤلف من كتل إسمنتية في بعض الأماكن إلى ثلاثة أمتار.
وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر: إن المشروع مبادرة من الحكومة العراقية، وقال: إن بناء الجدار لن يعوق حركة السكان المحليين، وأكد الضابط الأميركي أن «الإرهابيين هم من فرض هذه الأجواء التي تتطلب اتخاذ إجراءات احترازية».
لكن صلاح العبيدي، الناطق باسم التيار الصدري في النجف، اعتبر أن «بناء الجدار في مدينة الصدر يهدف إلى الضغط على أبناء المدينة وحرمانهم من الخدمات وعزلهم عن الدوائر المهمة».
وتشهد مدينة الصدر الحي الفقير الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة، مواجهات منذ نهاية آذار بين القوات العراقية مدعومة بوحدات أميركية وبين الميليشيات وعلى رأسها جيش المهدي وأسفرت عن سقوط مئات القتلى.
وكانت المعارك اندلعت في 25 آذار عندما أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقمع ما سماه «المجرمين» في البصرة، واعتبر جيش المهدي التابع للزعيم الصدر المناهض للأميركيين أنه مستهدف بتلك العملية فأشهر السلاح في وجه القوات الحكومية.
وأدانت إيران استخدام القوة من جانب الأميركيين في مدينة الصدر، على لسان سفيرها في العراق حسن كاظمي قمي الذي قال: «ندعم الحكومة العراقية في معركتها ضد العناصر الخارجة على القانون، لكننا نرفض قصف وحصار مدينة الصدر»، وأدان الغارات الجوية الأميركية «التي توقع ضحايا بريئة» في هذا الحي شمال شرق بغداد، مؤكداً أن «استخدام القوة يؤدي دائماً إلى خسائر ولا يفيد البتة».
إلى ذلك أعلنت السلطات العراقية أمس فرض حظر تجول شامل في مدينة الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار إثر اندلاع اشتباكات مسلحة مع جيش المهدي جنوب المدينة أدت إلى مقتل شرطي ومسلحين اثنين وإصابة عشرين شخصاً على الأقل.
كذلك أعلنت السلطات السيطرة على أحد أحياء مدينة البصرة جنوب العراق خلال عملية عسكرية، وبعد استعراض كبير للقوة من جانب طائرات أميركية ومدفعية بريطانية، وقال اللواء عبد الكريم خلف الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية «اكتملت العملية التي استهدفت حي الحيانية من دون مقاومة».
ويعتبر حي الحيانية أحد أهم معاقل جيش المهدي وشهد مواجهات عنيفة عند بدء الخطة الأمنية في البصرة.
وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم الصدر: إن الوضع الإنساني في الحيانية مأساوي، وتابع: إن القوات الحكومية حاصرت المنطقة وتمنع المصابين من التوجه إلى المستشفيات، وقال حارث العذاري مدير مكتب الصدر: إن مقاتلي جيش المهدي لا يقاومون تماشياً مع الهدنة التي أعلنها الصدر. وفشلت الحملة التي شنها المالكي ضد جيش المهدي في البصرة بنهاية آذار في بادئ الأمر في إبعاد الميليشيا عن الشوارع وتسببت في اندلاع قتال في شتى أنحاء الجنوب والعاصمة بغداد.
وهدد المالكي منذ ذلك الوقت بمنع التيار الصدري من المشاركة في الحياة السياسية في البلاد إذا لم يحل الصدر جيش المهدي. ورداً على ذلك هدد الصدر بإلغاء رسمياً هدنة طلب من الميليشيا التابعة له الالتزام بها في آب في خطوة قد تثير اضطرابات موسعة.
وقال الشيخ حارث العذاري: «لقد تسلمنا أوامر مركزية من النجف، تقول: إن السيد أمر بإخلاء المكتب في البصرة، وتسليمه إلى الجهات الرسمية». وكانت مصادر أمنية وأخرى من التيار الصدري قالت: إن قوات عراقية طالبت التيار بإخلاء مقره في البصرة وقال اللواء عبد الكريم خلف الناطق باسم وزارة الداخلية: إن رئيس الوزراء العراقي «أمر بإخلاء المباني الحكومية التي تستولي عليها الأحزاب والتيارات السياسية بشكل عام».
في سياق متصل قتل جندي أميركي الجمعة في انفجار قنبلة في محافظة صلاح الدين وبمقتله ارتفع إلى 28 عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا منذ مطلع نيسان ما يجعل هذا الشهر يشهد سقوط أكبر عدد من الضحايا الأميركيين منذ مطلع السنة الحالية.