سيدات أمريكا يخلعن هيلاري ويطلبن أوباما القوي


 
بدأت الفجوة بين الجنس التي تمتعت بها مرشحة الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون في التبدد عقب تخلي السيدات الديمقراطيات عن أمانيهن في أن يرين سيدة تجلس على المكتب الرئاسي بالبيت الأبيض لرغبتهن في اختيار مرشح ديمقراطي قادر علي هزيمة الجمهوريين في انتخابات تشرين الثاني 2008 .
 
وذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية ان المرشح الديمقراطي باراك أوباما حقق تحولاً في النظرية التي كانت هيلاري تعتمد عليها في نجاحها وهي الحصول على دعم نساء أمريكا، وذلك عندما فاز بـ 59% من أصوات النساء في ميريلاند وفيرجينيا، وكان من ضمنهن النساء العاملات اللائي يتقاضين أقل من 50 ألف دولار سنوياً، وهن الشريحة التي كانت قاعدة تأييد أساسية لكلينتون قبل أيام قليلة فقط من إجراء الانتخابات التمهيدية في الولايتين.
 
وأشارت "سي بي أس نيوز" إلى ان 55% من السيدات في ولاية ميرلاند صوتن لصالح أوباما، كما صوتت 60% منهن لصالحه في ولاية فيرجينيا.
 
وأوضحت صحيفة "الراية" القطرية إن الانتخابات التمهيدية عادة ما تشهد مفاجآت وتحولات في الآراء، وهو ما حدث مع أصوات النساء ،وأوردت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" هذا في تحولين أساسيين هما، أولا: كان يعتقد أن كلينتون ستفوز بترشيح حزبها، وذلك نظراً للأغلبية التي تمثلها السيدات الديمقراطيات، خاصة النساء السود، اللائي يُفترض أنهن يُؤيدن كلينتون بشكل كبير، إلا أن أوباما فاز في ولاية أيوا وتحولت السيدات السود لتأييده.
 
ثانيا: في الوقت الذي أيدت فيه غالبية السيدات لكلينتون خصوصاً السيدات المسنات اللائي خضن المعارك النسائية، أيدت بناتهن أوباما.
 
نعم لأوباما
 
إلا ان المواقف السياسية لم تكن في صالح هيلاري لعديد من السيدات، وفي هذا الإطار، تقول جودي كوليسون التي تعمل في مجال منع استغلال الأطفال، أنها ممتنة لما قدمته كلينتون لدعم معيشة الأطفال والأسر، لكنها لا تستطيع أن تصوت لصالحها لأن هيلاري كانت قد صوتت عام 2002 لإرسال قوات إلي العراق ودعمها للعمليات العسكرية هناك باعتبارها عضواً في لجنة الخدمات العسكرية في الكونجرس.
 
وهو ما دفع كوليسون إلى تجميع التوقيعات والأموال لشن حملة إعلانية في صحيفة ولاية ويسكنسون تحت "شعار 100 سيدة من ويسكنسون يقولن نعم لأوباما".
  
وتقول ألتا شارو الأستاذ بجامعة ويسكنسون إن الصراع يبدو أكبر بالنسبة للسيدات فوق سن 40 عامًا. وتشير إلى ان هناك العديد من الأسباب وراء تأييد شارو لأوباما وجمعها الأموال من أجل حملته، فإنها تأمل في أن يغير انتخاب أمريكي من أصل إفريقي من نظرة العالم للولايات المتحدة، ويقطع مشاوير في قضية العنصرية في هذا البلد. وتُضيف:" إن انتخاب رجل أسود سيشفي الجروح التي تُعتبر أكثر شدة وخطورة من تلك التي نعاني منها بسبب العلاقة بين الرجل والمرأة، فجروح العنصرية أعمق بكثير من جروح الجنس".
 
وفي محاولة للحفاظ علي نسبة النساء التي تؤيد هيلاري قامت بعض القيادات النسائية بكتابة خطاب تحت عنوان "لماذا تعد هيلاري الاختيار الصحيح بالنسبة للسيدات؟" قمن فيه بمدح كلينتون لكونها قائدة بعيدة عن الشبهات وحليفاً مخلصاً في حماية حقوق الإجهاض والاهتمام بالخدمات الصحية.
 
وفي الوقت الذي لم يحسم فيه الحزب الجمهوري موقفه من ترشيح ماكين، وفي حال استمرار هذا الانقسام، فإن موقف الجمهوريين في نوفمبر/ تشرين الثاني سيكون ضعيفاً. فيقول لولس:" إن الشيء الوحيد الذي سيقلب الأوضاع لصالح الجمهوريين، حتي إن لم يفضلوا ماكين، هو كلينتون، والديمقراطيون يعرفون ذلك".
 
إلا أن المحللين يشيرون إلى أن أفضلية أوباما في سباقة أمام ماكين قد يرجع إلى صغر سن أوباما أمام جون ماكين الذي يبلغ من العمر (71 عامًا)
 
السيدات في ميزان الانتخابات
 
تُشكِّل النساء أكثر من نصف مجموع الناخبين في الولايات المتحدة منذ عام 1964 وقد كان لهن أثرهّن في النتائج الانتخابية لأكثر من 40 سنة مضت.
 
وتقول كيلّيان كونواي الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة استطلاع رأي تدعي ذي بولينج كومباني)، بواشنطن العاصمة، إن المرأة في الولايات المتحدة تُفضل انتخاب أصحاب المناصب الحاليين، وعلي الأخص بالنسبة للرئاسة، حيث تفضّل المحافظة علي شيء موثوق به ومتوفّر في متناول اليد بدلاً من تجربة شيء جديد وغير معروف.
 
تشير خبرة مشاركة المرأة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن أخر ثلاثة رؤساء ممن فازوا بإعادة انتخابهم حصلوا علي دعم أكبر من النساء عند إعادة انتخابهم في الدورة الثانية. وتُناصر المرأة أيضاً شاغلي المناصب الحاليين في انتخابات الكونغرس، كما أنها تتميز بالاستمرارية في أنماط تصويتها أكثر من الرجل. والطريف في الأمر أن هذا الميل الطبيعي إلي إعادة انتخاب أصحاب المناصب، هو أحد الأسباب التي أدّت إلي عدم فوز الكثير من النساء المرشحات للمناصب العليا.