ترأس اجتماعاً للجنة المركزية للحزب..الرئيس الأسد يدعو لمعايشة الواقع المعيشي للجماهير

ترأس السيد الرئيس بشار الأسد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي اجتماع اللجنة المركزية للحزب صباح اليوم استعرض فيه مع أعضاء اللجنة المركزية واقع العمل الحزبي والصعوبات التي اعترضت مسيرة العمل على تنفيذ خططه وبرامجه والانجازات التي تحققت خلال العام الماضي على مختلف المستويات.

تطوير وتكامل آليات العمل الحزبي للتفاعل مع الشعب

وأكد سيادته انه من الضروري في هذه المرحلة اجراء تطوير وتكامل لآليات العمل الحزبي بما يمكن من التواصل والتفاعل مع جميع أبناء الشعب مهما كانت مواقعهم وبما يحقق وحدة الموقف والرؤية تجاه القضايا المختلفة التي يعالجها الحزب والأجهزة الحكومية.

وشدد السيد الرئيس على ضرورة توفير مناخات الحرية والنقد الايجابي البناء والصراحة والشفافية من قبل الجميع افراداً ومؤسسات ولاسيما لدى القيادات لأنها تمكننا من التعرف بصورة واقعية على المشكلات التي تواجهنا وعلى الحلول المناسبة.20080420-213614.jpg

معايشة الواقع المعاشي للجماهير وملامسة همومهم

ودعا الى ضرورة معايشة الواقع المعيشي للجماهير وملامسة همومهم وعدم التردد في الاشارة الى مواقع الخلل والفساد بكل جرأة ومسؤولية كي يبقى الحزب في خدمة جماهير الشعب مشدوداً الى معاناتها وتطلعاتها.

كما اشار السيد الرئيس من جهة ثانية الى ضرورة اجراء تقييم موضوعي دقيق لما تم انجازه من خططنا التنموية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والخدمي والتوقف عند السلبيات التي رافقت الاداء الحزبي والشعبي والحكومي بغية تلافيها بما يسرع من وتائر التنمية ويصوب مسار الأداء في بعض المناحي التي تحتاج الى عناية خاصة لأنها تلامس الموضوع المعيشي للجماهير خاصة في هذه المرحلة التي تشهد تطورات اقتصادية عالمية في غاية السلبية على الدول النامية جراء السياسات اللاعقلانية التي انتهجتها بعض الاطراف الدولية وأدت الى موجات واسعة من زيادة الاسعار.

نعمل للتقليل من آثار التطورات الاقتصادية العالمية السلبية علينا

وأكد السيد الرئيس اننا في سورية نبذل كل الجهود لرفع مستوى أدائنا وللتقليل من شأن الآثار السلبية لهذه التطورات العالمية على أوضاعنا المحلية بما يحقق مصلحة جماهيرنا ومنعة قطرنا وتوفير أسس العدالة الاجتماعية بين مختلف الشرائح الاجتماعية.

كما استعرض السيد الرئيس في الجانب السياسي أبرز التطورات السياسية التي شهدها الوطن العربي خلال المرحلة الماضية والتحديات التي كان على سورية مواجهتها حيث استطاعت ان تحقق مواجهة فاعلة بفضل صمود شعبنا وتماسكه والتفافه حول قيادته السياسية.

المقاومة والممانعة قرارنا الاستراتيجي نتمسك به

وقال سيادته: كلما اتضحت صورة صمودنا وتمسكنا بعروبتنا كلما ازدادت الحملات علينا شراسة ولكن قررنا ان المقاومة والممانعة هي قرارنا الاستراتيجي الذي سنتمسك به.

وأضاف سيادته: إن نجاح القمة العربية كان نجاحاً للعرب ولحرصهم على التضامن العربي بقدر ما كان نجاحا لنا في سورية في توفير مناخات التوافق والتضامن كما هو نجاح لكل مؤمن بقدرة العرب على الانتصار على ما يحاك ضدهم من تآمر وهو دليل على أن التجاوب مع نبض الشعب العربي أهم وأبقى من الاستقواء بأي جهة خارجية وهذا ما سنتابعه في المستقبل من خلال رئاستنا للقمة العربية.

وجدد السيد الرئيس تأكيده حرص سورية على أمن المنطقة واستقرارها وأشار الى الجهود التي تبذلها سورية لتحقيق هذه الغاية سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان بما يكفل مصالح الشعب العربي.

وقال سيادته: إنه وفي هذا الإطار فإن سورية تعبر في كل مناسبة عن استعدادها لإقامة السلام العادل والشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

مبدأ سورية هو رفض الاتصالات السرية مع إسرائيل مهما كان شأنها

وحول ما يثار من أنباء عن جهود تبذلها أطراف صديقة لتحقيق الاتصال بين سورية واسرائيل قال سيادته: إن هنالك جهوداً تبذل في هذا الاتجاه وهي ليست حديثة وقد تحدثنا عنها في مناسبة سابقة.

واضاف بأن المبدأ الذي تنطلق منه سورية هو رفض المباحثات أو الاتصالات السرية مع اسرائيل مهما كان شأنها وان كل ما يمكن أن تقوم به في هذا الشأن سيكون معلنا أمام الرأي العام في سورية وان المعيار في القبول بأي مباحثات هو أن تتسم بالجدية وأن تلتزم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ولاسيما أن الجانب الاسرائيلي يعلم كل العلم ما هو مقبول وغير مقبول من جانب سورية.20080420-220227.jpg

وقال سيادته: إن الفكر القومي العربي الذي يؤمن به حزب البعث العربي الاشتراكي ويعمل بهديه هو تعبير عن وحدة أمتنا العربية وإرادة أبنائها في الاستقلال والوحدة وهو الضمانة الوحيدة لتحقيق مصالح أمتنا العربية لاسيما في هذه المرحلة الصعبة من تاريخها التي تشهد مخاطر التفتيت والتقسيم وإن المقاومة حق مشروع لشعبنا وهي ستبقى طالما بقي هناك احتلال جاثم على أرض الوطن بل هي طريق السلام في مواجهة القوة الغاشمة.

وأكد السيد الرئيس أنه لا بديل حقيقياً عن التيار القومي وقد اصبح واضحاً ان التيار القومي هو ضرورة لاستقلال وقوة وسلامة هذه الامة ولهذا علينا التمسك بعروبتنا اكثر من اى وقت مضى والدفاع عنها والعمل مع الاشقاء العرب بكل الطرق الممكنة من اجل حصانة هذه الامة ومستقبل أبنائها.. لقد برهنت قمة دمشق ان عواطف العرب هي مع الصمود ومع مواجهة المشروع الاميركي الصهيوني وأظهرت أن وضع التضامن العربي ليس سيئاً وانه يمكن البناء عليه ونحن كرئيس للقمة لن نوفر جهداً من اجل البناء عليه وتطويره لما فيه خدمة مصالح العرب فى جميع اقطارهم.

وفي ختام الاجتماع عبر أعضاء اللجنة المركزية للحزب عن تقديرهم لدور السيد الرئيس في قيادة العمل الوطني والقومي وجهوده التي يبذلها لصيانة الوحدة الوطنية والارتقاء بالعمل التنموي بما يصون مصالح المواطنين ويرفع من شأن الوطن.